تظاهر آلاف
اليمنيين، عصر الاثنين، دعما للسلطة الشرعية في مواجهة ما يسمى "المجلس
الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، في محافظة حضرموت، شرق اليمن.
وتوافد الآلاف
من أبناء وادي حضرموت إلى مدينة سيئون، عاصمة الوادي، للمشاركة في التظاهرة،
استجابة لدعوة "الائتلاف الوطني الجنوبي"، أحد المكونات الداعمة
للشرعية، والتي حملت شعار "حضرموت أولا".
ورفع المشاركون
أعلام اليمن وفلسطين، وصور الرئيس اليمني، عبدربه منصورهادي، ولافتات تؤيد الشرعية
ومشروع الدولة الاتحادية، وترفض الإقصاء واحتكار التمثيل من مكونات بعينها.
وشهدت مدينة
سيئون، كبرى مدن الوادي، انتشارا أمنيا وعسكريا لتأمين الحشود التي توافدت من
مختلف مناطق وادي وصحراء حضرموت، المحافظة الأكبر في البلاد.
"ندين التطبيع وندعم الشرعية"
واتهم الائتلاف الوطني الجنوبي، المجلس
الانتقالي بالاعتداءات وقطع الطرقات أمام المواكب والحشود من قبل عناصره ومنعهم من
الوصول إلى ساحة الفعالية.
وقال في بيان
وصل "عربي21" نسخة منه: إن هذا الحشد التاريخي الذي نظم تحت شعار
"حضرموت أولا" جاء ليعبر عن الإرادة الشعبية في حضرموت، وانحيازها لمشروع
الدولة الاتحادية، ورفضها كل أساليب الإقصاء والتبعية والعنف والاستقواء بالسلاح
لفرض مشاريع مشبوهة تلغي الآخرين.
وأضاف أن
الشرعية الدستورية التي يقودها الرئيس هادي، هي الإطار الوحيد لقيادة المشروع
الوطني لمواجهة انقلاب مليشيات الحوثي الإيرانية وأي مشاريع للتمرد تستخدم العنف
والسلاح لتحقيق أطماعها وأهدافها الخارجة على الإجماع والثوابت الوطنية.
وعبر البيان عن
تمسك جماهيره بحقها في التمثيل العادل والكامل في مشاورات الرياض المتعلقة بتشكيل
الحكومة وكافة الترتيبات السياسية.
واستنكر
الائتلاف في بيانه "إجراءات التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي"، مؤكدا أن
قضية فلسطين وتحرير أرضها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أمر لا
تنازل عنه.
"كسرت
الوصاية"
وفي السياق
ذاته، قال رئيس الدائرة الإعلامية بالائتلاف الجنوبي، سعيد النخعي إن هذه الفعالية
تأتي ضمن سلسلة الفعاليات التي أقامها الائتلاف في عدد من المحافظات الجنوبية
للتعبير عن موقفه الثابت والداعم للشرعية ومشروع الدولة الاتحادية.
وأضاف في تصريح
خاص لـ"عربي21": "مليونية اليوم في سيئون وما سبقها من فعاليات، عبرت الجماهير من خلالها، عن رفضها
القاطع لمشاريع ادعاء الوصاية على الجنوب وقضيته أو اختزاله في مكون معين أو طيف
اجتماعي محدد".
وشدد على أن هذه الحشود "كسرت الوصاية على القضية الجنوبية من قبل
بعض القوى التي تحاول تسويق نفسها ممثلا وحيدا للجنوب وقضيته".
وبحسب مسؤول
الإعلام في الائتلاف الجنوبي فإن "الجماهير خرجت لتكذب هذا الادعاء الذي يناقض
الواقع الجنوبي الذي تسوده العديد من القوى السياسية التي لها حضورها الشعبي
الواسع".
ولفت إلى أن فعالية اليوم وغيرها من الفعاليات "تعبر عن رفض الوصاية ودعوة للقبول بالآخر من خلال تمثيل كل القوى الجنوبية في أي محا32دثات أو مشاورات قادمة".
"منعهم
من دخول الساحة"
وأفاد مصدر عسكري أن عددا من أتباع ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم
إماراتيا، حاولوا الدخول إلى ساحة المهرجان الذي ينظمه الائتلاف الوطني.
وأضاف المصدر في
تصريح خاص لـ"عربي21"، مفضلا عدم كشف اسمه، أن قوات الأمن والجيش حالت دون
وصولهم إلى ساحة التظاهر في سيئون، قبل أن تقوم بتفريقهم وإبعادهم عنها.
وقال إن أتباع الانتقالي الذين تجمعوا من الحارات المجاورة للمجمع الحكومي (مقر السلطة
المحلية بسيئون)، حاولوا دخول ساحة المظاهرات، قبل أن يتم منعهم خشية الاحتكاك من
الجماهير المحتشدة فيها.
"إطلاق
نار"
من جانبه، قال شاهد
عيان إن أنصار الانتقالي، حاولوا إفشال المهرجان الجماهيري في سيئون.
اقرأ أيضا: اشتباكات بين قوتين مدعومتين إماراتيا في عدن
وتابع في حديثه
لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه: إثر محاولات أتباع الانتقالي الوصول
إلى ساحة التظاهرة، قامت قوات أمنية وعسكرية بإطلاق أعيرة نارية في الهواء،
لتفريقهم.
"قطع
شوارع"
ونظم أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي منذ صباح اليوم، أنشطة احتجاجية، مناهضة للشرعية ورفضا للمهرجان الذي
يقيمه الائتلاف الوطني الجنوبي، في مدينة سيئون، وفقا لما ذكره سكان محليون في
أحاديث منفصلة لـ"عربي21".
وبحسب السكان
فإن العناصر الموالية للانتقالي، أضرموا النيران في إطارات بعدد من شوارع سيئون،
ودعوا المواطنين إلى تنفيذ عصيان مدني، احتجاجا على الفعالية التي شهدتها المدينة.
"انتصروا
لحريتهم ووطنهم"
من جانبه، قال
مستشار الرئيس اليمني، ورئيس الحكومة السابق، أحمد بن دغر إن أبطال حضرموت،
ينتصرون اليوم لحريتهم ولوطنهم وهويتهم اليمنية ولحقهم في الثروة وحقهم في السلطة.
جاء ذلك في
تعليق نشره عبر صفحته بموقع "تويتر"، مساء اليوم، عنونه بالآية
القرآنية "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان".
وقال ابن دغر: "رجالهم ونساؤهم، شبابهم وشيوخهم، أحرارهم هتفوا هنا حضرموت، هنا اليمن، هنا الحرية هنا الوطن الكبير، هنا الشرعية، والدولة الاتحادية".
وفي الأسابيع
الماضية، شهدت محافظات أبين وشبوة (جنوب وشرق) وأرخبيل سقطرى الواقعة في المحيط
الهندي، مظاهرات حاشدة، نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي، دعما لحكومة الرئيس هادي
ضد المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي.
اشتباكات بين قوتين مدعومتين إماراتيا في عدن
مقتل عنصرين من "الانتقالي" في اشتباكات جنوب اليمن
الحوثي: التحالف العربي يستحوذ على ثروات اليمن بحكومة جديدة