ما زال الإعلام الرسمي
المصري ونخب المولاة الداعمة وغالبية القطيع التابع بلا عقل.. يردد أحلاما وأوهاما وإنجازات لا يراها إلا هو، على غرار المشروعات القومية العملاقة، وتقدم مصر في التصنيف الدولي للتعليم والصحة والاقتصاد، رغم ما نعانيه جميعا من ارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات..
الإعلام الرسمي ونخب الموالاة الداعمة تتحدث عن
المصالحة بين
تركيا ومصر، وتفبرك وتزيف تصريحات الرئيس التركي والمسؤولين الأتراك، ما يوهم بإشادة تركية بالدور المصري في الملف الليبي، بالتزامن مع البيانات المتبادلة بين الأطراف الليبية المتنازعة التي تدعو فيها لوقف القتال، وبالتزامن أيضاً مع زيارة وفد المخابرات المصرية الذي يتردد على تركيا للتشاور مع المخابرات التركية في ملفات الاشتباك برا وبحرا وجوا..
الموقف المصري (مصارحة)
- في أضعف حالاته محليا وإقليميا ودوليا، لدرجة تنازله دون داع أو مقابل عن حقوق السيادة والثروات المصرية في شرق المتوسط لصالح دول هامشية، ربما كيدا في تركيا ومجاملة لدول الخليج.. تصرف أحمق أن تتنازل وتخسر مجاملة لحليفك ضد عدوه. غباء يقع فيه جنرالات النياشين ولا يقع فيه تلاميذ المدارس الناضجين.
- في أضعف حالاته مقارنة بتركيا التي قال رئيسها وبصورة مباشرة عن
السيسي وأمثاله: "نحن لا ننشغل بالدمى في المنطقة لأننا ننسق مع صانعيها".
- في أضعف حالاته مع هشاشة الدعم المحلي، وانشغال الداعم الإقليمي والدولي بالمصالحة ومشكلاته الخاصة.
وبالتالي، وصل النظام المصري لساعة المصارحة والاعتراف ولو أمام نفسه؛ بموازين القوى وشبكات العلاقات وثقل كل دولة وكل نظام حاكم، خاصة بعد الفشل المتكرر في الملف الليبي أمام تركيا، عسكريا بهزائم حفتر، ودبلوماسيا بالميلاد الميت لإعلان القاهرة الذي لم يلتفت له أحد، فضلا عن عدم اعتراف تركيا باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان في شرق المتوسط واعتبارها كأنها لم تكن، بل وتنقب عن البترول هناك.
وأما عن "حديث المصالحة".. فلا شك في أن المصالحة بين أنظمه الحكم في الدول الإسلامية أمنية كل مسلم، بل كل إنسان عاقل ينشد الخير والسلام، لكن حديث المصالحة من الطرف المصري، وبالطبع غير الرسمي، يطلق الأكاذيب حول مصير المعارضة المصرية في تركيا، ما يؤكد الغباء العقلي والمرض النفسي، بل وكيد النساء وألعاب الصبيان التي يمارسها النظام المصري وغلمانه في الإعلام والسياسة..
موقف تركيا من المعارضة المصرية معلن ومن ثوابت نظام الحكم هناك، لذا كانت المؤمراة من المربع الصهيو-خليحي-مصري في الانقلاب الفاشل علي الرئيس
أردوغان وبدعم أمريكي وغربي..
إن كانت هناك من مصالحة، وأتمنى أن تكون، فإنها في صالح المعارضة المصرية في تركيا، بل وفي صالح سجناء الإخوان وسجناء الرأي في مصر.. المهم ألا تهدر المعارضة المصرية الفرص المتاحة، خاصة فرص تبني دولة بحجم تركيا لها وإيمانها بقضيتها.. أرجوكم لا تهدروا الفرص.