رغم جهود المواطن السوداني عبد الرحمن محمد، في منطقة "أم دوم" شرقي العاصمة الخرطوم، لم تنجح محاولاته في وقف تدفق مياه نهر النيل الأزرق إلى منزله.
وأصبح فيضان نهر النيل سنويا مصدر قلق للأسر السودانية التي تستخدم أكياس الرمل وجذوع الأشجار في محاولة للحد من الضرر الذي تلحقه المياه بالمباني.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية السودانية ارتفاع حصيلة ضحايا السيول والفيضانات إلى 103 قتلى و50 مصابا، إضافة إلى تعرض 69 ألفا و551 منزلا في عموم البلاد إلى انهيار كلي أو جزئي.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الحكومة خصصت أكثر من 150 مليون جنيه سوداني (2.73 مليون دولار) لمساعدة ضحايا الفيضانات.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إنها أرسلت، بدعم من الإمارات، 100 طن متري من مواد الإغاثة، تشمل أغطية، سيجري توزيعها في 12 ولاية.
وقال عبد الرحمن: "قبل 4 أيام، اقتربت المياه لمسافة تقدر بنحو 1.5 كيلومتر من المنزل، واتصلنا بالسلطات المحلية لمواجهة هذا الخطر؛ فأحضروا لنا أكياسا ورملا، عملنا منها ترسا (حاجزا) لصد المياه"، حسب وكالة الأناضول التركية.
وتابع: "لكن المياه تجاوزته (الحاجز)، ودخلت المنزل ودمرته"، وأشار إلى أن مياه الفيضان لا زالت داخل منزله، ولم تنجح كل محاولات حجزها.
ويطالب السكان على ضفاف النيل بإقامة حواجز إسمنتية لمواجهة خطر الفيضان.
كما أن عشرات الأسر، باتت بلا مأوى؛ مما دفعها إلى إطلاق نداءات استغاثة للسلطات المحلية لمد يد العون لهم.
وقال إدريس أحمد الذي فقد منزله بسبب الفيضانات وهو واقف بجوار خيام في جنوب الخرطوم إن الحكومة لا تقدم دعما كافيا، حسب وكالة رويترز للأنباء.
وأضاف: "إنهم لا يقدمون العون ولا يفعلون شيئا، أنا أطالب بحقوقي كمواطن وأبحث عن مأوى".
وتكدس السكان في قوارب لتفقد منازلهم، إذ غمرت المياه أنحاء من العاصمة الخرطوم مثل جزيرة توتي الواقعة عند التقاء النهرين الأبيض والأزرق.
وقال مشرد آخر، يدعى علاء الدين: "نأمل أن تتحسن الأوضاع وأن يتحسن وضع هذا الفيضان... لكن مما نراه قد يكون القادم أصعب... لذلك نناشد الجميع الدفاع عن المواطنين البسطاء والفقراء الذين فقدوا مأواهم ومنازلهم".
وقالت مفوضية اللاجئين في بيان إن نحو 85 ألف نازح و40 ألف لاجئ تضرروا من الفيضانات في الخرطوم وشرق السودان وعلى امتداد النيل الأبيض وفي إقليم دارفور المضطرب وإنهم في حاجة عاجلة للمساعدة.
وأطلق مغردون بمنصات التواصل هاشتاغ (وسم) "من قلبي سلام للخرطوم"، وجد تفاعلا كبيرا مع وصول أعداد الضحايا جراء الفيضان بالبلاد إلى 103 منذ الخريف.
والسبت، أعلن مجلس الدفاع والأمن السوداني، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر؛ لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها "منطقة كوارث طبيعية".
اقرأ أيضا: 103 وفيات وانهيار 70 ألف منزل بحصيلة فيضانات السودان
منظمة حقوقية تدين "الأحداث الدامية" بولايات شرق السودان