رحب عدد من السياسيين المصريين بالبيانات
الداعمة لحراك الشعب المصري، والتي صدرت مؤخرا عن كل من حزب التحالف الشعبي
والدستور وحركة "اشتراكيون ثوريون"، معتبرين ذلك خطوة إيجابية ومهمة
وداعمة للحراك، خاصة أن برامج هذه الأحزاب تنادي بالعدالة الاجتماعية .
وأكدوا لـ"عربي٢١" أن مثل
هذا الدعم يجب أن يترجم على أرض الواقع وليس فقط مجرد بيانات، خاصة أن هؤلاء
المحتجين من الطبقات المهمشة وتعاني إهمالا من جانب السلطة، مطالبين باقي أطياف
المعارضة بالداخل والخارج بدعم المحتجين وتشكيل إطار سياسي لهم، لدعم مطالبهم
وتوصيل أصواتهم وتفعيل شعاراتهم .
وكانت حركة الاشتراكيين الثوريين أعلنت
تضامنها مؤخرا مع الاحتجاجات ضد سياسات الإفقار والاضطهاد التي تمارسها السلطة،
مؤكدة "الحق المطلق للجماهير في التعبير الاحتجاجي، وكذلك رفضها لسياسات
الملاحقات الأمنية والقمع والاعتقالات التي واجهت السلطة بها المتظاهرين، كما
طالبت بإطلاق سراح المعتقلين كافة ومحاسبة المسؤولين عن ضحايا قمع المظاهرات"
حسب بيانها.
أما حزب التحالف الشعبي الاشتراكي فقد
أكد في بيان له أيضا على أن الاحتجاجات ليست نتاج مؤامرة، قائلا: "أخبث
المؤامرات لن تحرك جماهيرا راضية، بل صنعتها سياسات تجاهلت مطالب وحقوق الفقراء
وصمت آذانها عن أنين بات مسموعا وتعاملت معه بمنطق القوة إلى حد تصريح السيسي
باستخدام الجيش لهدم البيوت، لأول مرة في التاريخ المصري".
اقرأ أيضا: "حزب ليبرالي" يطالب السلطة بالإنصات لمطالب المصريين
أما حزب الدستور فقد، دعم المظاهرات
التي شهدتها المحافظات، وقال في بيان إنه يجب على السلطات تغليب المصلحة الوطنية
ومصلحة المواطن على أي اعتبار آخر والإنصات إلى مطالب الشعب، بدلا من مواجهة
الاحتجاجات بالقوة المفرطة، التي تؤدي لمزيد من الاحتقان والغضب، بحسب البيان.
وتابع الحزب: "شهدت مصر في الأيام
القليلة الماضية احتجاجات بقرى وضواحي العديد من المحافظات بالصعيد والوجه البحري
لتعلن عن احتقان وغضب شديد لدى قطاع واسع من الشعب المصري والذي ضاق ذرعا
بالسياسات والقرارات التي أثقلت كاهله".
وشهدت مصر على مدار عدة أيام احتجاجات
غاضبة ضد نظام السيسي، بسبب قانون ما يسمي بمصالحات البناء، والذي تسبب في هدم
العديد من منازل المصريين البسطاء، الذين لم يعد لهم ملجأ سوى الشارع لعدم توفير
السلطة بديل لمساكنهم التي هدمت، فضلا عن معاناتهم اليومية والمعيشية، بسبب انتشار
البطالة وضعف الدخول ورفع أسعار العديد من السلع ووسائل النقل والكهرباء.
وفي سياق تعليقه قال أستاذ العلوم
السياسية سيف عبد الفتاح إن التحاق القوى السياسية والثورية بالداخل للحراك ودعمه،
مسألة إيجابية , والمهم أن تنضم للحراك وأن تنفي عن نفسها التهمة التي أطلقها نظام
السيسي، بأن هذه الاحتجاجات هي احتجاجات الجلاليب، في محاولة للتقليل من هذا
الحراك والسخرية منه، متناسين أنهم السبب في هذا الغضب بسبب تهميش هؤلاء.
وأضاف عبد الفتاح لـ"عربي٢١"
:أن دعم هذه القوى لهذا الحراك ولو بمجرد البيانات ولفت الإنتباه إلى استعمال
السلطة العنف مع المتظاهرين يعد خطوة جيدة ومهمة، ولكن يجب أن تليها خطوات أخرى
لدعم المحتجين، خاصة أنهم يطالبون بحقوق سلبت منهم وان هذه الأحزاب والقوى تنادي
في برامجها السياسية بالعدالة الاجتماعية وابرز وجوه هذه العدالة، هو إلغاء عوامل
التهميش في أماكن جغرافية معينة.
كما طالب في نهاية كلامه باقي القوى
السياسية بدعم الحراك بأن تشكل له إطارا سياسيا،خاصة أن مطالب الحراك بشكل جوهري
هى مطالب معيشية، وأن الثورة تأتي من قبل هذه الطبقات المهمشة التى كان في قلب
شعاراتها رحيل السيسي، وهو ما يجب أن تدعمه قوى المعارضة بالداخل والخارج لخلاص
البلاد من هذا الطاغية .
ومن جانبه رحب الإعلامي والباحث مصطفى
إبراهيم من ببيانات حزب الدستور والاشتراكيين الثوريين والحزب الاشتراكي،الذين
طالبوا فيه بالاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، مضيفاً أن هذه الخطوة قد تصحح غياب
هذه الكيانات وسكوتها على كل أو معظم جرائم السيسي، داعيا تلك الكيانات السياسية
والثورية الانضمام الفعلي لمطالب الشعب المصري، وان لا تكون الخطوة الأخيرة لها
لركوب الموجة لثورية التي تشهدها مصر بعد انفجار الغضب الشعبي، والرفض القاطع
لتنكيل السيسي ونظامه بالشعب المصري، وتنازل السلطة الحالية عن مقدرات مصر في
الغاز و مياه النيل و تيران وصنافير.
وأضاف إبراهيم لـ"عربي٢١" :
أرحب بتلك الخطوة لرمزيتها وليس لكثرة مناصري تلك الكيانات التي تفتقد القاعدة
الشعبية لعدم تاثيرها، وانعدام تواجدها أو اهتمامها بالشعب المصري، بعدما جفف
السيسي منابع الحياة السياسية لتلك الأحزاب التي أيدت الانقلاب على الرئيس المنتخب
محمد مرسي وساندت السيسي وجنرالات الجيش في الانقلاب على الشرعية وعلى ثورة يناير،
فكافأهم السيسي على ذلك بتهميش كل الكيانات السياسية وعلى راسها الأحزاب، ناصحاً
تلك الكيانات بعدم الالتفات إلى حملات التشويه التي تشنها الأبواق الإعلامية
للسيسي ونظامه .
واختتم حديثه بتمنيه أن يبادر كل
الأحرار والشرفاء والوطنيون بالانضمام إلى الحراك الثوري الحالي،والعمل على تعظيمه
ونموه للقيام بثورة شاملة على السيسي ونظامه،وتحرير مصر من الأسر الذي تعانيه تحت
إدارة النظام الحالي .
أما عضو المجلس الثورى ورئيس حزب
البديل الحضاري احمد عبد الجواد فقد رحب ببيان الاشتراكيين الثوريين، مؤكدا على أن
موقفهم يختلف عن الآخرين، لأنهم ومنذ البداية أعلنوا رفضهم القاطع للانقلاب، وهو
ما يجعلهم أقرب للحراك الشعبي من الأخرين.
أما بخصوص حزب الدستور فقال عبد الجواد
لـ"عربي٢١" أنه لا يعول عليه كثيراز .
وحول اختلاف الحزب الآن مع نظام السيسي
ودعمه للحراك قال إنه قد يكون من باب حفظ ماء وجهه أمام الجماهير التي تئن من
نتائج انقلاب 2013 الذي شارك به الحزب.
#الثورة_بدأت يتصدر في مصر.. ونشطاء يدعون للاستمرار
هل أطلق الريف المصري شرارة الغضب ضد نظام السيسي؟
هل يستخدم وزير أوقاف مصر "شماعة الإخوان" لتغطية الفساد؟