نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر أشار فيه إلى مشكلة اللاجئين
السوريين في
لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
وكان الانفجار أسوأ كارثة ضمن كوارث عدة شهدها لبنان هذا العام، إلا أنه كان بمثابة ضربة للاجئين السوريين، حيث قتل أكثر من 40 لاجئا. وكان من بين القتلى روان ميستو، 24 عاما، وهي لاجئة سورية كانت تعمل في حانة معروفة.
وكان هناك عمال في الميناء يعملون بالمياومة مثل عبد القادر بلاصو، 43 عاما من مدينة حلب. وأطفال مثل جود أحمد الصطيفي، 12 عاما الذي قتل في الكرنتينا إلى جانب والدته خالدية وشقيقته لطيفة، 24 عاما.
وتقول منظمات الإغاثة الإنسانية إن حوالي 200 ألف لاجئ سوري يعيشون وجودا بائسا في بيروت وسيهبطون إلى مستويات الفقر واليأس في وقت يصارع فيه لبنان المشاكل وهو يحاول إعادة بناء حياة أبنائه.
وتقول سلمي خليفة، 14 عاما من درعا في جنوب سوريا "لا أري مستقبلا لي هنا". وتعيش مع عائلتها إلى جانب ما تبقى من المرفأ في منطقة برج حمود. وكان الانفجار بمثابة القشة الأخيرة في عام شهد كوارث عدة من انهيار الاقتصاد إلى إغلاق البلد بسبب فيروس كورونا.
وهذا الكلام صحيح للبنانيين ولكن السوريين يعيشون أصلا وضعا بائسا ويكافحون من أجل قوت اليوم. ومثل بقية أطفال العالم تدرس سلمى من البيت بانتظار فتح المدارس. ولكن على خلاف العائلات اللبنانية فعائلتها لا تستطيع شراء جهاز كمبيوتر لها.
ولا يمكن لسلمى بالحالة هذه متابعة دروسها عبر الإنترنت وتتشارك مع شقيقها وشقيقتها بهاتف ذكي رخيص. وحتى لو استؤنف التدريس في المدارس فلن تكون قادرة على العودة لعدم وجود مال لدفع أجرة حافلة المدرسة كما يقول والدها أسعد خليفة.
وفقد خليفة عمله في البناء وتعيش العائلة على ما يحصل عليه شقيقها البالغ من العم، 16 عاما من محل للوجبات السريعة. وكان راتبه الأسبوعي 5000 ليرة لبنانية يساوي 25 جنيه إسترليني ولكنه اليوم لا يساوي سوى 5 جنيهات فعليا.
وأصيبت سلمى في التفجير لكنه أعاد إليها ذكريات صادمة عندما كانت صغيرة في مدينة درعا وتقول: "كان مثل ما حدث في سوريا لكن هذا مخيف أكثر"، وخسرت من وزنها 14 كيلوغراما منذ الانفجار . وتحصل عائلات مثلها على دعم من الكنيسة بالمنطقة.
وتحصل سلمى على دعم نفسي وجسدي من جمعية "كير إنترناشونال".
وتقول دلال حرب، المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيروت إن "نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر زادت من 55% إلى 75%"، وبعد شهرين من الانفجار الذي قتل حوالي 200 شخصا ودمر أحياء ثرية في بيروت هناك إشارات عن عمليات إعادة بناء. ففي حي الجميزة ومار ميخائيل قام أصحاب الحانات والمطاعم بعمليات تمويل جماعي لإصلاح النوافذ والمحلات ودفع رواتب الموظفين.
وتشارك جمعيات الحفاظ على التراث في عمليات الإعمار خاصة البنايات التي تعود إلى العهد العثماني، إلا أن مجمعات الشقق والبيوت الأخيرة لا تزال أنقاضا بسبب عدم توفر العملة الصعبة لدى أصحابها. ويخشى البعض أن تظل شوارع كاملة مهجورة كما حدث أثناء الحرب الأهلية.
وبالنسبة للسوريين فقد غير انفجار المرفأ علاقتهم مع البلد الجديد الذي هربوا إليه. ومن بين 1.5 مليون سوري هناك 70 ألفا فقط سجلوا انفسهم كلاجئين. وهناك الكثير من السوريين في لبنان قبل اندلاع الحرب في بلادهم حيث وجدوا عملا بسهولة.
واستطاعت سيلفا عبدو، 16 عاما من شمال سوريا التعلم بسبب برنامج تعليمي حكومي لدعم مدارس اللاجئين فيما وجدت والدتها فاطمة عملا كخياطة في مصنع للألبسة وحصلت على راتب يقابل 1200 جنيه في الشهر.
إلا أن الوضع تغير فبعد انهيار الاقتصاد تم التخلص من العمال السوريين أولا قبل اللبنانيين وهي تعمل الآن بالقطعة.
وتتطوع سيلفا في مشروع إغاثة عندما لا تكون في المدرسة. وهي موزعة بين لبنان حيث لا يوجد مستقبل وسوريا حيث علق والداها الذي يعمل في بلدة منبج والوضع فيها أسوأ من بيروت.
وعلى المفوضية السامية للاجئين مساعدة اللبنانيين أيضا لمواصلة دعم اللاجئين السوريين الذين يشكلون نسبة عالية من عدد السكان. وتقول حرب "التحدي الأكبر للاجئين اليوم هو البقاء ووصلوا نقطة خطر لم يصلوا إليها من قبل".