قال كاتب إسرائيلي إن "الفرضية التي تشغلنا تتعلق بالتحاق السعودية بموجة التطبيع، ومدى سرعتها أو بطئها في ذلك، خاصة أنه سيكون عليها التغلب على التحديات المختلفة التي تعترض التحاقها، سواء داخليا أو خارجيا، إلى جانب بحث الفرص الكامنة من هذا التطبيع".
وأضاف جويل غوزينسكي في ورقة بحثية
نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أن
"السعودية تعمل تدريجيا على تغيير موقفها تجاه إسرائيل، وتمهد الطريق لعملية
ستؤدي في النهاية لتطبيع علاقاتهما، فمصلحة إسرائيل بالترويج للتطبيع مع المملكة
بسبب أهميتها الاقتصادية والدينية والسياسية، مع الحفاظ على تفوقها العسكري، لكن
السعودية لديها قيود في الداخل والخارج، وحساسيات تميزها عن غيرها".
وأكد أن "التقديرات السعودية
الحالية تشير إلى أن اتفاقا مع إسرائيل خطوة أبعد من اللازم، دون نفي تحضيراتها،
وتهيئة الرأي العام المعارض لها، واتخاذ خطوات محسوبة من "التطبيع
الزاحف"، لأن هوية العاهل السعودي القادم ستؤثر على ذلك"، رغم سعي المملكة
لـ"توسيع الاتفاقات الإبراهيمية، وتحسين علاقات إسرائيل بالفلسطينيين،
وحصولها على أسلحة متطورة، وإحداث تغييرات داخلية لتحسين صورة إسرائيل أمام الرأي
العام".
ثمن التطبيع السعودي
عمل غوزنسكي منسقا للملف الإيراني
والخليجي بمكتب رئيس الوزراء للأمن القومي، وخدم تحت رئاسة 4 جنرالات و3 رؤساء
وزراء، وقدم الاستشارات لوزارتي الشؤون الاستراتيجية والاستخبارات، وتركزت أبحاثه
على الأمن والسياسة واقتصاد الخليج، والقضايا الاستراتيجية في الشرق الأوسط، مثل
النشاط النووي.
وعمل زميلا زائرا في معهد هوفر
بجامعة ستانفورد، والمعهد الإسرائيلي، وحاز على جائزة فولبرايت نيابة عن الإدارة
الأمريكية، ويساهم في الصحافة الإسرائيلية والدولية ومعاهد البحث في الخارج وفي
المجلات الأكاديمية الرائدة.
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون يقرأون التطبيع ومستقبل إسرائيل بالمنطقة
وأشار غوزنسكي إلى أنه "في إطار
زخم تعزيز اتفاقيات السلام والتطبيع مع دول الخليج وأفريقيا، فإن لإسرائيل مصلحة
في الترويج لاتفاقية مماثلة مع السعودية، مع تقديرها بأن يكون ثمن هذا التطبيع
أعلى مقارنة بدول الخليج الأخرى، رغم أن المملكة قطعت شوطا طويلا في دعمها
للاتفاقات الإبراهيمية، وسماحها لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها،
وتصريحات كبار مسؤوليها السابقين والحاليين".
وكشف أن "علاقات إسرائيل
والسعودية تطورت على مر السنين في عدد من القنوات الموازية: قناة أمنية
استخباراتية، ولا تزال صلبة، وإن كانت ضيقة، وطبيعي أن تبقى سرية، وقناة اقتصادية
تجارية هادئة؛ وقناة تركز على حوار الأديان، وبجانب سرية معظم اتصالاتهما، فقد
تطورت العلاقات بمرور الوقت، وتشمل اجتماعات لكبار مسؤولي الجانبين، خاصة من شغلوا
سابقا مناصب رسمية، لنقل الرسائل العامة".
ورجح أن "المفاوضات والاتفاقيات
مع الإمارات والبحرين والسودان تمت بمعرفة ودعم كبار المسؤولين السعوديين، لأنها
تخدم المملكة وتزودها بمقياس يمكن من خلاله تقييم التغييرات والمخاطر المحتملة،
وفحص استجابة الرأي العام لاتفاق محتمل مع إسرائيل".
انقسام سعودي
وكشف أن "القيادة السعودية
منقسمة حول مسألة التطبيع، فبينما يدلي مسؤولوها في الماضي والحاضر بتصريحات
براغماتية حول إسرائيل، فإن الملك سلمان يتخذ موقفا أكثر تقليدية تجاهها، وصراعها
مع الفلسطينيين، لكن احتمالية المضي قدما نحو التطبيع ستزداد بعد وفاته، وتعيين
ابنه محمد الوريث ملكا، وعلى صعيد السياسة الداخلية، فلا يتوقع أن اتفاقية سلام مع
إسرائيل ستلقى الدعم الشعبي السعودي".
ولفت إلى أن "هناك عاملا مساعدا
في عملية التطبيع، تمثل ببعض التغييرات الأخيرة التي شهدتها المملكة في هيكل وموظفي
مجلس الشورى ومجلس الحكماء، فقد توفر راحة ومرونة كبيرة للبيت الملكي لاتخاذ مثل
هذه الخطوات بعيدة المدى، ويواصل ابن سلمان استخدام الأموال لدرء المعارضة، وإضفاء
الشرعية على تحركاته السياسية المثيرة للجدل، بما فيها التطبيع مع إسرائيل، وتبني
خطاب أكثر تسامحا تجاه اليهود".
وأوضح أن "هناك تحديا آخر يتعلق
بالحفاظ على مكانة المملكة في العالم الإسلامي، وهذا الأمر يهمها، وقد يتضرر من
انتقادها من دول تسعى لزيادة تأثيرها في القضية الفلسطينية مثل تركيا وإيران،
فالمملكة تتنافس على النفوذ في العالم الإسلامي أمام من يسعون لتحديها، والاتفاق
مع إسرائيل يضر بهذه المنافسة".
وأكد أن "إقامة علاقات رسمية
بين إسرائيل والسعودية يساعدهما على تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أولها أن هذه
العلاقات ستعزز الاتصالات مع الولايات المتحدة، وهي مصلحة سعودية عليا، وله تأثير
على مكانة ابن سلمان في الداخل أيضًا، وثانيها أن الاتفاق مع إسرائيل قد يحسن
صورتها ومكانتها الدولية التي تضررت في السنوات الأخيرة بسبب بعض التحركات التي
اتخذتها".
وذكر أن "العلاقات مع إسرائيل
مرتبطة بمسألة استقرار السعودية ومكانتها، وكلما شعرت العائلة المالكة بأن لديها
القدرة على السيطرة على الخطاب العام، شعرت بأمان أكبر لاتخاذ خطوات أقرب من
إسرائيل، مع أنها ستطلب طلبا أهم من إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، ومن أمريكا
ستسعى على تحسين قدرتها العسكرية، وصولا للمجال النووي".
قناة إسرائيلية: عُمان تقترب من التطبيع.. لكنها تسير بحذر
يديعوت: رغم رفض الغالبية.. تطبيع شفاف يجري مع السعودية
رئيس الموساد يتحدث عن آليات "التطبيع" مع الدول العربية