انتقد الاتحاد الأوروبي، زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمنطقة مرعش في قبرص التركية، والتي أعيد فتحها بعد 46 عاما من الإغلاق.
وأعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن أسفه لافتتاح منطقة "مرعش"، والتصريحات المتعلقة بحل المشكلة في جزيرة قبرص.
وقال بوريل في تصريح صحفي، بشأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مرعش، إن التطورات تأتي بالتزامن مع محاولات فتح مساحة للحوار والمفاوضات من أجل التسوية وإعادة توحيد الجزيرة.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم المفاوضات ولعب دور نشط في إيجاد حل دائم في قبرص، مؤكدا أن الحل الشامل يقوم على أساس المساواة السياسية بين المجتمعين (التركي واليوناني) وشطري الجزيرة في إطار الأمم المتحدة وبما يتماشى مع المبادئ التأسيسية للاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: بزيارة للجزيرة.. أردوغان: أزمة قبرص يجب أن تنتهي بحل الدولتين
وقال بوريل: "رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة للغاية، فلا بديل عن التسوية الشاملة لمشكلة قبرص إلا على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي".
وتابع: "نأسف للإجراءات الحالية المتعلقة بفتح المنطقة المغلقة والتصريحات التي تتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة لحل مشكلة قبرص".
وردت وزارة الخارجية التركية، أن الاتحاد الأوروبي الذي اعتاد تجاهل وجود وحقوق القبارصة الأتراك في جزيرة قبرص، أظهر الآن الجرأة في رفض إرادة الشعب القبرصي التركي بشأن الحل.
جاء ذلك في تصريح لمتحدث الخارجية التركية حامي أكسوي، الإثنين، ردا على سؤال حول بيان بوريل، بخصوص جزيرة قبرص.
وقال أكسوي إن أطراف القضية القبرصية واضحة، وإن الحل العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا إذا اتخذت إرادة الشعبين المشتركين للجزيرة كأساس للحل.
وأشار إلى أن الآراء التي عبر عنها بوريل بشأن حل قضيتي منطقة "مرعش" المغلقة وجزيرة قبرص، تكشف مدى انفصال الاتحاد عن الواقع في الجزيرة.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي الذي كافأ القسم اليوناني من الجزيرة بالعضوية عام 2004، والذي رفض خطة الحل التي قدمتها الأمم المتحدة، ولم يف بأي من وعوده للقبارصة الأتراك، لا يمكن أن يُتوقع منه مساهمة في الحل.
وأكد أن افتتاح قبرص التركية لمنطقة "مرعش" والدعم التركي الكامل للقرار، يهدف إلى التغلب على الضرر الذي تعرض له القبارصة الأتراك وليس خلق مظالم جديدة.
وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي ليست فوق حقوق الملكية، وأيضا ليست فوق إرادة الشعوب.
وذكر أن نموذج الحل الفدرالي في الجزيرة تمت تجربته لأكثر من 50 عاما، ولم يسفر عن نتائج لأن الجانب الرومي لا يرى الشعب القبرصي التركي كشريك متساو، ولا يريد تقاسم السلطة والازدهار.
وشدد على أنه إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد المساهمة في حل القضية القبرصية، فعليه أولا الأخذ بالاعتبار وجود وإرادة الشعب القبرصي التركي والوفاء بالوعود التي تعهد بها عام 2004.
والأحد، شارك الرئيس التركي في افتتاح "مستشفى لفكوشا للحالات الطارئة" الذي جرى تشييده بدعم من تركيا في قبرص التركية.
تجدر الإشارة أن منطقة "مرعش" هي منطقة سياحية تقع بمدينة "غازي ماغوصة" بقبرص التركية، على الخط الفاصل بين شطري قبرص، حيث بقيت مغلقة أمام الناس 46 عاما، وكانت من أشهر المناطق السياحية في الجزيرة والبحر المتوسط قبل عام 1974.
ومنذ 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
"حبيبي حياتي فداك".. هكذا امتدح أردوغان النبي الكريم (شاهد)
أردوغان يدعو الشعب التركي إلى مقاطعة البضائع الفرنسية
سياسي هولندي ينشر رسما يهاجم أردوغان.. هكذا ردت أنقرة