كشفت دراسة حديثة عن احتمالية وجود صعوبة كبيرة في امتصاص العديد من الأجسام للقاح فيروس كورونا، بسبب التلوث الواسع النطاق الناتج من مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات الغذائية التي يتم استهلاكها يوميا.
وتوجد كميات صغيرة من الموادة الكيميائية "PFAS" بشكل شائع في أجسام العديد من سكان الولايات المتحدة، والبلدان الأخرى.
وتم ربط هذه المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان، التي تستخدم في كل شيء من المقلاة غير اللاصقة إلى الملابس المقاومة للماء، وحتى علب البيتزا، بزيادة مخاطر تلف الكبد، وانخفاض الخصوبة، وحتى السرطان.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن العلماء يحذرون من أن بعض هذه المواد الكيميائية يمكن أن تسبب عيبا آخر غير معروف، ولكنه قد يكون له دور مهم في تقليل فعالية بعض اللقاحات المعطاة.
ويمكن أن يلقي هذا العائق بظلاله على الجهود المبذولة لطرح لقاح فيروس كورونا، لعدد كاف من الناس، لتخفيف القيود المفروضة على الحياة اليومية.
ووجد البحث الذي قاده غراندجين، أن الأطفال الذين تعرضوا لـ"PFAS" قد قلل لديهم بشكل كبير تركيزات الأجسام المضادة بعد إعطائهم لقاحات "التيتانوس" و"الدفتيريا". ووجدت دراسة تتابع العاملين في مجال الرعاية الصحية نتائج مماثلة.
في الوقت ذاته، يتراكم نوع معين من الـ"PFAS" يدعى "بيرفلوروبوتيريت PFBA" في الرئتين، ويمكن أن يزيد من شدة المرض الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بفيروس كورونا، وهو بحث منفصل لم تتم مراجعته بعد.
و"PFAS"، مواد كيميائية تعد سلسلة من ذرات الكربون والفلور، التي لا تتحلل في البيئة. وتستخدم في جميع أنواع المنتجات التي نشتريها، مثل أواني الطبخ غير اللاصقة، والهواتف الخلوية، والطائرات التجارية.
وأثارت شركة "BioNTech" الألمانية، وشركة الأدوية الأمريكية العملاقة "فايزر" موجة من التفاؤل بشأن لقاح فيروس كورونا الوشيك.
لكن العديد من المنافسين الآخرين للقاح الذين يعملون على بروتين الفيروس، على غرار لقاحات الكزاز والدفتيريا، قد يكون لديهم أيضا نتائج سيئة مع الأشخاص الذين لديهم "PFAS".
وقال غراندجين: "الأشخاص الذين يعانون من التعرض العالي لـ PFAS لديهم مستويات من الأجسام المضادة المنخفضة جدا وغير الوقائية، بعد أخذهم أربع جرعات ضد الدفتيريا والتيتانوس، لذلك فإنه إذا كان لقاح فيروس كورونا مشابها، فمن المحتمل أن يمنع PFAS من استجابة اللقاح، لكن حتى الآن هذه المرحلة غير معروفة".
ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بمكافحة ملوثات "PFAS" من خلال تصنيفها على أنها مواد خطيرة، ما قد يستدعي تدخل وكالة حماية البيئة، التي يسيطر عليها بايدن مع حدود فيدرالية جديدة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 مليون أمريكي يتناولون طعاما وشرابا يحتوي على مادة PFAS، والمعروفة بأنها تبقى لفترة طويلة في الجسم.
وقالت الصحيفة إن أي تنظيم جديد لـPFAS سيكون الآن خطوة ملحة وضرورية، مع توقع لقاح فيروس كورونا للغالبية من الأمريكيين بحلول منتصف عام 2021.
وقال ديفيد أندروز، أحد كبار العلماء في مجموعة العمل البيئية: "لطالما كنت قلقا بشأن تعرض الجميع لـ PFAS المعروفة وغير المعروفة، والتأثيرات التي تحدثها على كل من أجهزتنا المناعية، وعلى صحتنا بشكل عام، فإن التعرض لهذه المواد يمثل أزمة صحية عامة ملحة".
خبراء يحذرون من سلالة متحورة من فيروس كورونا قد تعيق العلاج
مبتكر لقاح لكورونا: الحياة قد تعود لطبيعتها الشتاء المقبل
توأمان ألمانيان يرفعان ثروتهما إلى 22 مليار دولار بفضل لقاح فايزر