قالت كاتبة إسرائيلية إنه "مع كل الاحترام الواجب لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المملكة العربية السعودية هي الشيء الحقيقي بالنسبة لإسرائيل، التي ترى في العلاقات معها خطوة تاريخية قد تستغرق بعض الوقت على الأرجح، وفي غضون ذلك، يختلط الشطرنج الإقليمي مع لعبة الطاولة السياسية".
وأضافت شمريت مائير المعلقة
الإسرائيلية على الشؤون العربية في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "اسم مدينة نيوم السعودية، التي التقى فيها رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو مع ولي العهد محمد بن سلمان، يتكون من كلمة NEO وتعني "الجديد" باللغة اليونانية، وكلمة M وتعني "مستقبل" باللغة العربية، وفي المحصلة فهي تعني
"مستقبل جديد"، وبناها ابن سلمان".
وأشارت مائير، رئيسة التحرير السابقة
لموقع "المصدر"، الذي يقدم معلومات عن إسرائيل باللغة العربية، وهي
متخصصة في العالم العربي منذ خدمتها العسكرية في الوحدة 8200 التابعة لجهاز
الاستخبارات العسكرية-أمان، إلى أنه "ليس من المناسب في هذه المرحلة أن
تستضيف هذه المدينة السعودية تعاونا علنيا بين الدولتين المهمتين في المنطقة:
إسرائيل والسعودية".
وأكدت أنها "بدت لساعات قليلة،
وكأن المدينة تنتظرنا في حال سئم الإسرائيليون من أبوظبي ودبي، اللتين تمتلئان
بالفعل بالإسرائيليين، ولكن كما كان الحال مؤخرا، فإنه يختلط الشطرنج الإقليمي مع
العمود الفقري للحياة السياسية الإسرائيلية، والتي تعيش دائما على وشك إجراء انتخابات".
وأوضحت أنه "تم تسريب رحلة
نتنياهو إلى السعودية لصرف الخطاب عن لجنة فحص مشتريات الغواصات التي تم تشكيلها،
وفي نفس الوقت أحرجت وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس، الذي لم يكن كالعادة في
أجواء هذا اللقاء الإسرائيلي السعودي، ولذلك فإن المشكلة ليست مع العرب، بل معنا
نحن الإسرائيليين، لأن الانتقال من عهد ترامب إلى إدارة بايدن الساعي للتواصل مع
إيران، يطرح السؤال عما سيفعله الإسرائيليون".
اقرأ أيضا: لماذا كانت "نيوم" مكانا مثاليا لاجتماع نتنياهو وابن سلمان؟
وأكدت أن "المشكلة الوحيدة أن
الإسرائيليين نسوا طلب الإذن من السعوديين في الكشف عن لقاء نتنياهو وابن سلمان،
فقد بقيت الرياض محرجة وصامتة لمدة نصف يوم، وأبقت جميع وسائل إعلامها متجاهلة
له، حتى وصل الأمر بوزير خارجيتها أخيرا إلى نفي عقد الاجتماع، وبالنسبة للفلسطينيين
الذين سئموا من الغضب، فقد كان ذلك كافيا، لأنه ليس جديدا على أحد أن إسرائيل
والسعودية تحافظان على علاقات على أعلى المستويات".
وأشارت إلى أن "الفلسطينيين
الذي يفهمون أن الدول لديها مصالح، قد يمتصون السلوك السعودي، لكن ما يزعجهم هو
تعبيرات السلام والأخوة بين إسرائيل والعرب، ويرونها سكينا في الظهر، لذلك فقد استقبل
النفي السعودي بتنفس الصعداء في رام الله، وتظاهروا بأنهم لم يروا سجلات رحلات
نتنياهو، مع العلم أن التنسيق السعودي الإسرائيلي قبل تشكيل الإدارة الجديدة
للرئيس الأمريكي جو بايدن ضروري للسعوديين، كما بالنسبة للإسرائيليين".
وأوضحت أن "السعوديين غير
المرحبين باقتراب لحظة تنصيب بايدن في يناير، يختبئون وراء ظهرهم الواسع مع
إسرائيل، وهي تحتفظ به في واشنطن لموازنة صورتهم الإشكالية في مسائل حقوق الإنسان. وكما علمنا، فإنهم ليسوا مستعدين بعد، ولا حتى لأخذ صور مشتركة. ومع كل الاحترام
للإمارات، فإن السعودية، حامية الأماكن المقدسة للإسلام، هي الشيء الحقيقي، وهي
خطوة تاريخية قد تستغرق بعض الوقت على الأرجح".
وختمت بالقول إن "مشكلة أخرى
كشف عنها لقاء نتنياهو مع ابن سلمان تمثلت بخلاف بين رئيس الوزراء ووزيري الحرب
والخارجية، وفقدان الاهتمام بهما تحضيرا لحملة انتخابية أخرى، وعلى وجه التحديد في
الأشهر الحاسمة عندما تتشكل الإدارة الأمريكية الجديدة، ما يجعل إسرائيل تعيش في
حالة فوضى".
فصائل المقاومة تعلق على تقارير استقبال السعودية لنتنياهو
اشتية: التطبيع العربي مع الاحتلال محاولة هروب من السلام
صلاة إماراتية إسرائيلية من أجل "محاربي كورونا" (شاهد)