كشف الأمين العام السابق لجامعة الدول
العربية، عمرو موسى، جانبا من تفاصيل محاولات إقناع الرئيس العراقي الراحل صدام
حسين، بالانسحاب من الكويت بعد غزوها وتجنيب بلاده الحرب.
وخصص الكتاب الجديد لموسى، الذي تنشر صحيفة "الشروق" المصرية أجزاء منه، فصلين منه
لحرب الخليج، تحدث عن الغزو العراقي للكويت، وكيف التقى بصدام عدة مرات، ومحاولة
إقناعه بالتفاوض مع المجتمع الدولي، للقبول بعودة المفتشين الدوليين إلى العراق.
وكان السفير أحمد بن حلي الذي حضر اللقاء أشار
إلى أن صدام أبلغ موسى بأنه "يفوضه للتحدث باسم العراق والاتصال بأمريكا
وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الحين".
وأضاف: عندما دخلنا إلى الاجتماع مع الرئيس صدام بدأ عمرو موسى بتلطيف الجو بعدم البدء بالموضوعات الخلافية. كان صدام يعيش فى هيلمان وأبهة ويتكلم بنوع من الفخامة. شعرت عند بدء اللقاء أنه لا يعرف عمرو موسى عن قرب، ربما التقاه مرة أو مرتين عندما كان وزيرا للخارجية، لكنه لا يعرفه حق المعرفة.
بعد التقديم بالقضايا العامة دخلنا للموضوع المهم، وهو إقناع الرئيس صدام بالتجاوب مع قرار صادر عن القمة العربية خاص بتعامل العراق مع المراقبين والمفتشين الدوليين (على أسلحة الدمار الشامل)، والعراق كان متحفظا على القرار. كما كان عمرو موسى يريد أن يتعامل العراق بأقصى حد من التعاون دون إثارة المشاكل مع الأمم المتحدة؛ لتفويت الفرصة على المساعى الأمريكية لضربه. كان الأمين العام يريد من صدام اتخاذ قرارات تجنب العراق ضربة عسكرية يراها وشيكة، ويريد اقناع الرئيس صدام بأن العراق مقبل بالفعل على هذه الضربة التى ستقضى على العراق كله، وهذه رسالة قوية بدأ عمرو موسى يشرحها.
راح الرئيس صدام يخفف من هول ما يتعرض له العراق بقوله: احنا صامدين ومهما كان لن يموت العراق.
عندما سمع موسى هذا الكلام شعرت أنه فقد صبره، ووجدته يرد بغضب شديد بلهجته المصرية على صدام: اسمع بقى يا سيادة الرئيس.. التنظير لن ينفع العراق ولن ينفعك بكل صراحة. أنا بقولك العراق معرض لضربة قاصمة من الولايات المتحدة القوة الكبرى الأولى فى العالم.. هل أنت واع بأن بلدك معرض لهذا الخطر الداهم؟
هل أنت واع لمسؤليتك فى تجنيب العراق هذه الويلات؟
قال ذلك عمرو موسى بنبرة بدت وكأنها صرخة فى وجه صدام حسين.
حاول صدام مقاطعته قائلا: يا دكتور عمرو.
باغته موسى غاضبا: أنا مش دكتور، بقولك يا سيادة الرئيس: العراق فى خطر، استجب لما نطرحه عليك من إجراءات تعيد تواصل العراق مع الأمم المتحدة ومع أشقائه فى الجامعة العربية.
يذكر أن كتاب موسى سيصدر قريبا، ويتحدث عن
أسرار وتفاصيل للأحداث التي عايشها خلال عمله أمينا عاما لجامعة الدول العربية، على
مدار 10 أعوام من 2001-2011.
موسى: لا ينبغي الخوف من سياسة واشنطن الجديدة تجاه مصر
مجتهد: ابن سلمان سيواجه مخاطر بعد فوز بايدن
"إخوان مصر" تدعو "بايدن" لمراجعة سياسات دعم الدكتاتوريات