اتلم المتعوس على خايب الرجا..

هذا المثل المصري القديم ينطبق تماما على القمة الفرنسية ولقاء الرئيسين ماكرون والسيسي وما نضح عن هذا اللقاء في المؤتمر الصحفي..

ماكرون المتعوس الذي يئن تحت سياط هتافات المتظاهرين ومظاهراتهم وشغبهم في باريس والضواحي، والسيسي خايب الرجا الذي لم يغير خطابه السياسي رغم الضغط الدولي الرهيب الذي يمارس عليه وعلى نظامه بخصوص ملف حقوق الإنسان..

ولكن كان لهذا المؤتمر الصحفي عدة فوائد لماكرون الذي حاول تلميع صورته (ماكرون جاب ورا) اعتذر خلال المؤتمر مرتين عن الرسوم المسيئة واعتبرها استفزاز وشرح موقفه بأنها لا تستوجب القتل، وحاول أن يسهب في ملف الحريات الصحفية في فرنسا..

أما السيسي فقد تحدث كما تتحدث أبواقه التي تصبغ ليالينا بالسواد (أحمد موسي ونشأت الديهي)، ونظر للكاميرا وقال إنه من الخطأ أن تقدموننا وكأننا شرسين ودكتاتورين، وإن عهد الدكتاتوريات قد ولى. وباع للأوروبيين بضاعة جديدة، وقل إننا نملك أكثر من ٥٥ ألف جمعية مجتمع مدني في مصر.. والرئيس السيسي هنا يعتبر جمعيات نقل الموتى وجمعيات رجال الأعمال وحماية الديناصورات وجمعيات بناء المساكين للحرفيين وجمعيات خالتي زنوبة التي تقبض أول كل شهر؛ جمعيات مجتمع مدني.

ملف حقوق الإنسان سيدي الرئيس السيسي ليس نشطاء المبادرة الشخصية ولا رامي شعث بمفرده.. حقوق الإنسان مرتبطة بالممارسة السياسية التي أجهزت عليها في مصر ومرتبطة بحرية تكوين الأحزاب وبالحق في التظاهر ورفض القرارت.. ورفض الامتيازات لمؤسسات دون غيرها.. برفض قرارت صندوق النقد.. مرتبط يا راجل بأكثر من ٦٠ ألف معتقل سياسي وبقانون الحبس الاحتياطي السيف المسلط على رقاب كل من يقول لك لا لا.. ترى هل يعرف الرئيس السيسي كام سيدة مصرية محبوسة بسبب آرائها السياسية وأنشطتها المدنية كام بيت خرب وكم أسرة شردت؟.. هل يعرف عويس الراوي ومجدي ما كين؟.. هل تعرف أن تيران وصنافير مصرية وستظل مصرية؟..

هات ولادنا من الزنازين.. هات ولادنا من الزنازين