علقت صحيفة
"
واشنطن بوست" على حكم الرياض بسجن الطبيب السعودي وليد
فتيحي، الحامل
للجنسية الأمريكية، لمدة 6 أعوام بتهم عديدة منها الحصول على جنسية أجنبية دون إذن
السلطات.
وقالت الصحيفة، في
تقرير ترجمته "عربي21"، إن
ترامب يقدم نفسه على أنه رجل يقيم علاقاته
بناء على العقود والصفقات "لكنه لم يحصل على مردود كبير من الحاكم السعودي
فوعود شراء أسلحة بكميات كبيرة لم تتحقق ولا التطبيع السعودي الإسرائيلي الذي
حاولت الإدارة وبشكل محموم إنجازه في الأشهر الأخيرة من حكم ترامب".
وأشارت الصحيفة إلى أن
"قلة من قادة العالم مدينون للرئيس ترامب، بما يدين له ولي العهد محمد بن
سلمان. الذي قال إنه حمى مؤخرته بعد
إبعاده عن مسؤولية قتل وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي".
وأضافت: "ثم جاءت
قضية وليد فتيحي، الطبيب المعروف والمتحدث في شؤون رفع المعنويات وتعزيز الشخصية
والذي اعتقل وعذب خلال حملة القمع عام 2017 والتي وجهها
محمد بن سلمان".
وقالت إن قضية فتيحي
كانت مركز الدبلوماسية الأمريكية في الرياض، وطرحت مرتين خلال زيارة وزير الخارجية
مايك بومبيو الذي طالب بوقف الاتهامات الموجهة لفتيحي وعائلته المكونة من سبعة أفراد وكلهم مواطنون أمريكيون والسماح لهم بالسفر. وجاء الجواب يوم الخميس عن كل هذه
الأسئلة على شكل ستة أعوام سجن فرضتها محكمة سعودية على فتيحي.
وترى الصحيفة أن الحكم
في طبيعته هو "إهانة من النظام لإدارة ترامب التي تتجه نحو باب الخروج وتحد
مباشر للرئيس المنتخب جو بايدن".
وتقول الصحيفة إن فتيحي وللمفارقة نظر إلى نفسه كباني جسور بين
السعودية والولايات المتحدة. فبعد
قضائه عقدا في الولايات المتحدة التي حصل منها على شهادة الممارسة الطبية، من جامعة
جورج واشنطن وشهادة في الصحة العامة من جامعة هارفارد، عاد إلى جدة وافتتح مستشفى
خاصا بالشراكة مع عيادة في كليفلاند ولاحقا مع مايو كلينك.
ووظف فتيحي عددا من الأطباء الذين تدربوا في
أمريكا واعتنى بالدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في جدة. وأصبح من الشخصيات
المؤثرة على اليوتيوب وبـ 1.7 مليون متابع على تويتر. ونقلت الصحيفة عن الطبيب
بداية هذا العام أن عدد المعجبين الكبير هذا ربما كان وراء ضم محمد بن سلمان له في
قائمة القمع لمعارضيه عام 2017.
وعذب واعتقل لمدة 21
شهرا بدون محاكمة. وقادت الضغوط الدبلوماسية الأمريكية إلى الإفراج عنه وبتأكيدات
من المسؤولين السعوديين بإلغاء قضيته. وبدلا من ذلك سجن الآن، في وقت أعادت فيه
السعودية فتح الإجراءات ضد المعارضين المحليين مثل الناشطة الحقوقية لجين الهذلول.
وترى الصحيفة أن محمد
بن سلمان ربما يعتقد أنه لم يعد بحاجة للاستجابة لأولويات ترامب أو أنه يحاول
إظهار الشدة تجاه جوزيف بايدن والذي وعد بسحب "الشيك المفتوح الخطير"
الذي منحه ترامب لولي العهد. و"على أي حال فسجن الدكتور فتيحي هو إهانة
للولايات المتحدة وظلم صارخ ويجب ألا يمضي بدون عقاب".