معهد إسرائيلي يقترح إطلاق مبادرة سلام مع الفلسطينيين

قال كاتبان إسرائيليان إن "الوقت آن لأن تصدر إسرائيل بتنسيق مع الولايات المتحدة مبادرة سلام تجاه الفلسطينيين، ولا ينبغي أن يُنظر لتغيير الإدارة في واشنطن على أنه تهديد لصانعي القرار في تل أبيب، فمن المتوقع أن تظهر إدارة بايدن- هاريس قدرا كبيرا من الصداقة معها، باعتبارها حليفها الصغير، ومع ذلك، يبدو أنه قد تكون هناك خلافات في الرأي حول قضيتين رئيسيتين تؤدي لتوترات ثنائية، وهما إيران والفلسطينيين".

وأضاف البروفيسور إفرايم عنبار، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ونائبه الجنرال عيران ليرمان، في دراسة ترجمتها "عربي21"، أنه "من أجل تحقيق تنسيق أكبر في التعامل مع طموحات إيران النووية، القضية الأهم لإسرائيل، فهي تحتاج لتقليل الاحتكاك مع الولايات المتحدة على الجبهة الفلسطينية، رغم أن الفلسطينيين لا يتوقعون أن تكون طموحاتهم على رأس أولويات بايدن".

وأشار عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، عضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، إلى أن "الاستراتيجية الفلسطينية في السنوات الأخيرة لتوجيه المجتمع الدولي لفرض انتكاسات على إسرائيل فشلت، والاعتقاد بأنها تحولت دولة مجذومة ومعزولة كنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لم تنجح، ولذلك غير الفلسطينيون اتجاههم، بتجديد التنسيق الأمني، وإعادة سفرائها للخليج، وهي تتطلع للإدارة الجديدة في واشنطن؛ كي يأتي الخلاص من هناك، لممارسة الضغط على إسرائيل".

وأكد ليرمان، الذي خدم في الجيش 20 عاما، ويترأس دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أن "بايدن يتعين عليه التعامل أولا مع طاعون كورونا، والاقتصاد المتعثر، وهناك احتمال ألا يسير على خطى أوباما، الذي اعتقد أن القضية الفلسطينية مفتاح لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، لكن الصيغة الأمريكية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستخدمة لدى الإدارات الأمريكية فشلت مرارا وتكرارا".

اقرأ أيضا: عباس يلتقي أمير قطر الاثنين لبحث آخر التطورات الفلسطينية

وأوضحا أن "بايدن أكثر خبرة في السياسة الخارجية من أوباما، وبصفته سياسيا براغماتيا، فهو يدرك بالتأكيد أن الساحة الإسرائيلية الفلسطينية ليست ناضجة لتحقيق اختراقات سياسية دراماتيكية لها فائدة سياسية في الداخل، كما أن الظروف الدولية مهيأة لإقناع الإدارة المقبلة بتبني نهج واقعي وأقل طموحا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس عناصر صفقة ترامب، ولكن دون استخدام اسمه، أو تبني مقترحاته واحدا تلو الآخر".

وأكدا أن "صانعي القرار في إسرائيل سوف يستفيدون إذا وجدوا طريقة لقيادة مبادرة سلام قريبا، بحيث تحافظ المبادرة على الأسس المتضمنة في خطة ترامب، وتحتاج إسرائيل للتحدث بلغة اعتاد الديمقراطيون في الولايات المتحدة عليها، ويفضلون سماعها، فيما تحتاج الإدارة الجديدة للإقناع بأن التقدم نحو السلام يتطلب التخلي عن حلم الحل القسري، الذي أضر بمستقبل الفلسطينيين".

وأضافا أنه "يجب على إسرائيل تقديم حوافز اقتصادية للفلسطينيين، بمساعدة دولية، واتخاذ خطوات تعكس مفهوم "من القاعدة إلى القمة"، والاهتمام بالفلسطينيين بمحنتهم الاقتصادية، خلال أزمة كورونا المتفاقمة، وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة لحل النزاع، يجب على إسرائيل تبني مقاربة تقبل بـ"إدارة الصراع"، وتهدف لتخفيف المعاناة لدى الطرفين، وتحقيق التعايش المعقول، ويجب أن يكون هذا أساس مبادرة السلام الإسرائيلية".

وأكدا أنه "يمكن لإسرائيل حشد الدعم لمبادرتها السياسية مع الفلسطينيين من واشنطن وشركائها العرب، الجدد والقدامى، رغم الاعتراضات المحتملة من أقلية ديمقراطية راديكالية، فهذه المبادرة الإسرائيلية توفر مدخلا لتشكيل السياسة الأمريكية الانتقالية، للتأثير على الجهات الموالية لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي والإدارة والكونغرس، وفتح خيارات لخطوات وسيطة ونمو اقتصادي؛ تمهيدا لإنشاء تحالف إقليمي هادف لمواجهة إيران".