كشفت شبكات إخبارية
محلية في السويداء (جنوبا)، عن مساع روسية لتشكيل جسم عسكري جديد في المحافظة التي
تقطنها غالبية درزية.
وأوضحت أن الجسم
العسكري الجديد سيكون تحت مظلة "الفيلق الخامس" المدعوم روسياً، الذي يتولى
مهام حراسة المصالح والقوات الروسية في سوريا.
وقال مسؤول التحرير
في شبكة "السويداء24"، ريان معروف لـ"عربي21"، إن الترويج للتشكيل
الجديد يتم من خلال شخص يدعى صادق العبد الله وهو من محافظة السويداء، كان مسؤولا عن
تجنيد الشباب ضمن مليشيات تابعة لفرع المخابرات الجوية بين 2012 و2016، وتم اعتقاله
لمدة سنة من قبل النظام بسبب قضايا فساد، ثم أطلق سراحه بعد أشهر.
وأضاف أن العبد الله
قدم العروض لمشيخة العقل وقادة الفصائل المسلحة بالسويداء، زاعما أن العروض بتفويض
روسي، وهدفها تأسيس قوات محلية في السويداء تعمل داخل المحافظة تحت إشراف "الفيلق
الخامس" من المتخلفين والفارين من الخدمة.
وحسب معروف، فإن
العرض الذي روج له العبد الله نفته مصادر رسمية روسية من بينها السفارة الروسية في اتصال
مع مشيخة العقل، كما نفاه الوفد الروسي الذي جاء بزيارة إلى دار عرى في محافظة السويداء
أمس الاثنين، وقدم تسوية للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والمطلوبين بقضايا أمنية.
من جانبه، شكك
الصحفي نورس عزيز، من السويداء، بنفي روسيا نواياها تشكيل جسم عسكري في السويداء، وقال:
"الأنباء لدينا، تؤكد أن روسيا تنسق منذ نحو شهر لهذا التشكيل".
وحسب قراءته، فإن
الفكرة قد تستقطب شباب السويداء، لأن النسبة العظمى منهم بدون عمل، علماً بأن الغلاء
وصل إلى حدود غير مسبوقة.
وحول هدف روسيا،
قال عزيز لـ"عربي21": "تحاول روسيا تحجيم نفوذ إيران في الجنوب السوري،
حيث نجحت إلى حد ما في درعا، عندما استقطبت الشباب في "اللواء الثامن" التابع
لـ"الفيلق الخامس"".
وبعد اتفاق الجنوب
الذي رعته روسيا في صيف العام 2018، تم الإعلان عن تأسيس "اللواء الثامن"
بقيادة أحمد العودة، التابع لـ"الفيلق الخامس"، واستقطب الفيلق المئات من
مقاتلي الفصائل سابقا، ورجحت مصادر أن يكون الهدف من التشكيل، هو قطع الطريق على محاولات
إيران استقطاب شباب درعا.
وأضاف عزيز:
"روسيا تحاول تكرار الأمر ذاته في السويداء، مستغلة حاجة الشباب للعمل"،
مستدركا "تخطط روسيا لأبعد من جنوب سوريا، وعلى ما يبدو لا زالت موسكو محتاجة
إلى مزيد من أوراق القوة".
وتابع عزيز بأن
حظوظ روسيا أكبر من إيران في الجنوب السوري، لأنها تمتلك القوة والنفوذ والمال أكثر
من إيران.
ويبدو أن أكثر
ما يهم روسيا في السويداء هو عنصر الشباب، حيث نشطت شبكات روسية بتجنيد الشباب للقتال
في ليبيا، وكذلك لحماية المصالح الروسية في فنزويلا.
يذكر أن الآلاف
من أبناء السويداء، لا زالوا يرفضون الانضمام إلى جيش النظام السوري، وتقدر أعدادهم
بما يزيد عن 40 ألف شاب، ويبدو أن روسيا تتطلع لهذا الرقم الضخم من المقاتلين.
اقرأ أيضا: فنزويلا بعد ليبيا.. شركات أمن روسية تستقطب شباب السويداء
عقوبات "قيصر" تتسع.. شخصيات غير سورية على القوائم قريبا
وزير خارجية الأسد الجديد في طهران.. ما الدلالات والرسائل؟
"الاتحاد الديمقراطي": فشل الحوار الكردي السوري.. ما صحة ذلك؟