تضع الضغوط الأمريكية المتزايدة التي تتعرض لها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في خيارات ضيقة، تتراوح بين ضرورة التوصل إلى اتفاق مع "المجلس الوطني الكردي" والانتقال إلى اتفاق مماثل مع المعارضة السورية، وبين التلويح بخيار التدخل العسكري التركي.
وفي تعبير واضح عن هذه الضغوط، قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، إلهام أحمد، إن هدف "الإدارة الذاتية" خلال العام الجديد يتمثل في إقامة مشروع مشترك مع المعارضة السورية، وكافة أطراف الحل، بهدف جعل مناطق شمال وشرق سوريا مركزا للديمقراطية المشتركة في البلاد، وفق تعبيرها.
وأضافت في تقرير نشره موقع "مسد" الرسمي، أن "أهدافنا تتضمن أيضا تعزيز الإدارة الذاتية، من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر مجلس سوريا الديمقراطية الأخيرة، والمتضمنة إعادة التنظيم والبناء، والحد من المشاكل والأزمات"، مشيرة إلى "إحراز تقدم كبير في عمل الإدارة خلال الفترة القادمة".
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على توضيح من "مسد" عن طبيعة المشروع، وإن كان المقصود بالمعارضة، الائتلاف السوري، أو المكون العربي في مناطق سيطرتها.
في حين قلل مصدر مسؤول من "الإدارة الذاتية" من احتمالية التقاء "قسد" بالمعارضة السورية في مشروع واحد.
وقال لـ"عربي21" طالبا عدم الكشف عن اسمه: "باعتقادي لن يطرأ أي جديد على الوضع شرقي الفرات، فالتهديدات التركية مستمرة، والتفاهمات الإقليمية والدولية لن تتغير في العام الجديد".
ضغوط أمريكية
من جانبه، قال المحلل السياسي، سامر خليوي، إن "قسد التي تتعامل مع نظام الأسد وروسيا وأمريكا، لا تزال ترفض التعامل مع تركيا، وفصائل المعارضة، لأنها تريد أن تستحوذ على كل المنطقة دون أن يشاركها أحد، وقبلت أن تسلم مناطقها التي تنسحب منها للنظام وروسيا وليس للمعارضة وتركيا".
وأضاف خليوي لـ"عربي21" أن "أي حديث للتقارب بين قسد وتركيا أو المعارضة سيكون بالتأكيد بطلب ورغبة وضغط أمريكي".
وأضاف إلى ذلك أن "قسد تريد أن توحي بأن مناطقها تزدهر بالديمقراطية والعمران، كي تعطي مصداقية لمشروعها الذي هو مشروع انفصالي بالأساس، ولو تمكنت من تحقيقه لفعلت، خاصة أنها لا تزال تسيطر على مناطق عربية واسعة غنية بالنفط والغاز والزراعة والمياه، ولا يمكن الوثوق بأي وعد منها إذا لم يترجم ذلك على أرض الواقع"، وفق قوله.
وتطالب المعارضة السورية التي يشكل الائتلاف نواتها الصلبة، "قسد"، بخطوات واضحة قبل الدخول في مفاوضات معها، منها الإعلان عن فك الارتباط مع حزب "العمال الكردستاني" والاعتراف بالانتهاكات ضد أبناء المنطقة، وتصحيحها، وكذلك قطع التعاون بينها وبين نظام الأسد وإيران.
وكانت صحيفة "حرييت" التركية، قد أكدت أن الإدارة الأمريكية الجديدة إذا قامت بطرح مسألة اقتناء تركيا لمنظومة "أس400" الروسية، فإن أنقرة ستضع على الطاولة موضوع الدعم الأمريكي للوحدات الكردية المسلحة في سوريا.
يذكر أن الحوار الكردي-الكردي ما زال متوقفا، وذلك بعد أن قطعت المفاوضات شوطا كبيرا، لكن من دون الإعلان عن اتفاق واضح، حتى الآن.
إدلب في 2020: تقدم للنظام ودور عسكري تركي أكثر وضوحا
روسيا تتمدد شرق دير الزور.. وتنازع إيران في البوكمال
الأردن يشترط تراجع مليشيات إيران لفتح معبر جابر مع سوريا