لا يكاد الوضع الأمني يهدأ في القامشلي في ريف الحسكة، حتى يعود من جديد لحالة التوتر، وذلك بعد أن تحولت المدينة لساحة تصفية للحسابات بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بما يخص ملف عين عيسى شمال الرقة.
وفي آخر التطورات، أفرجت قوات الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" عن عدد من عناصر النظام السوري بينهم ضباط، بعد اعتقال دام ساعات.
وأوضح الصحفي سامر الأحمد، من الحسكة، أن القامشلي تعيش على وقع التصعيد منذ تطورات عين عيسى، وما يجري فيها من تطورات هو امتداد للتطورات شمال الرقة.
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال إن "قسد" وجدت أنها قادرة على زيادة الضغط على النظام ووجوده المنحصر في المربع الأمني داخل القامشلي و"الفوج 154" جنوبها إلى جانب مطار القامشلي، لتخفيف الضغط عنها في عين عيسى، وللحيلولة دون تسليمها للنظام، بدعم روسي.
اقرأ أيضا: مصدر لـ عربي21: روسيا و"قسد" بصدد التوصل لاتفاق
وأضاف أن "قسد" بدأت باختطاف قيادات النظام في القامشلي، وتطور الموقف إلى أن تم تسجيل خطف متبادل بين قوات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، وقوات "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، وتم تدارك الموقف بتدخل روسي، وفق شهادته.
إلا أنه وبحسب الأحمد، فإن "قسد" قررت مجددا تصعيد الموقف، من خلال الضغط على المدنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام، عبر إغلاق الطريق الوحيد المؤدي إلى سوق القامشلي، ومنع مرور السيارات ودخول المواد الغذائية إلى تلك الأحياء.
وأوضح أن العائلات كانت تضطر للذهاب للسوق في طرق فرعية مشيا على الأقدام، مضيفا أنه مقابل تنصل النظام، تدخل الروس ووجهاء المنطقة لوقف حصار الأهالي، وتم السماح جزئيا بعبور السيارات، وبعد ذلك تم اعتقال قائد "الفوج 154" العميد ناظم حسون وعدد من الضباط من "الأسايش"، وتم الإفراج عنه فيما بعد.
وطبقا للأحمد، فإن اعتقال العميد كان بمثابة رسالة من "قسد" للنظام وروسيا، بأن القامشلي والحسكة عموما تحت سيطرتها.
وحول مآلات التوتر، قال إن "قسد" كثفت وجودها العسكري بمحيط المربع الأمني بالقامشلي، ونشرت القناصات على مداخله وعلى طول طريق الكورنيش، ما يؤشر إلى استمرار التوتر.
اقرأ أيضا: تعزيزات عسكرية روسية كبيرة إلى الشمال السوري
وقال إن "توتر القامشلي مرتبط بالوضع بعين عيسى"، مضيفا: "طلبت قسد من الروس إخلاء النظام لنقاطه في القامشلي مقابل تسليم عين عيسى، والواضح أن النظام لن يتخلى عن وجوده بالقامشلي لأن الأخيرة تعد المنطقة الوحيدة الخاضعة لسيطرة النظام شرقي الفرات، إلى جانب مربع أمني صغير بمركز الحسكة".
وأنهى بقوله: "يبدو النظام بموقف قوي في القامشلي بسبب الدعم الروسي له، لكن بقاء النظام في المدينة مرهون بطريقة إدارة جو بايدن للملف السوري، ومن المُنتظر أن تتضح استراتيجية بايدن نحو سوريا في الفترة المقبلة".
في المقابل، رفض مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية"، وضع التوتر في القامشلي في إطار الخلافات بين "قسد" والنظام، موضحا لـ"عربي21"، أن الخلافات محصورة بين "الأسايش" وقوات النظام.
وحول مرد التوتر، قال إن "الدفاع الوطني" زاد من تحرشه بقوات "الأسايش"، كرد فعل على عدم تسليم "عين عيسى"، مضيفا: "لكن النظام بموقفه الضعيف والهش في القامشلي، غير قادر على الضغط على "قسد"".
وقال إن "التصعيد في القامشلي لا يخدم قسد، والاعتقالات تأتي في إطار الرد على انتهاكات الدفاع الوطني"، منهيا بقوله: "روسيا حاضرة بقوة في القامشلي، والتصعيد لا يخدم كل الأطراف".
وتقول "قسد" إن البديل عن عين عيسى سيكون إنهاء التواجد الفعلي للنظام في القامشلي، وبانتظار الموقف الأمريكي تحاول المماطلة والضغط على النظام.
هل يشهد 2021 تقاربا بين المعارضة السورية و"قسد"؟
أردنيات وسوريات يواجهن كورونا والفقر بإنتاج الكمامات (شاهد)
إدلب في 2020: تقدم للنظام ودور عسكري تركي أكثر وضوحا