نشر المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، مقطعا، اتهم فيه الرئيس فلاديمير بوتين بصرف مبلغ ضخم حصل عليه بطريقة غير مشروعة، على بناء قصر فخم على ساحل البحر الأسود، وهو ما نفاه الكرملين بشكل قاطع، معلنا حملة ضد الغضب الذي أثاره الفيديو.
ويقول نافالني في المقطع إن مساحة القصر والأبنية التابعة له والحدائق والغابات الملحقة به تبلغ 39 ضعف مساحة إمارة موناكو الفرنسية، بتكلفة بلغت 1.37 مليار دولار، واصفا ذلك بأنه نتاج "أكبر رشوة في التاريخ".
وبحسب مقطع الفيديو، فقد جرى بناء القصر في منتجع غليندزيك، "باستخدام أموال غير مشروعة" قدمها أشخاص من الدائرة المقربة لبوتين، بمن فيهم رؤساء شركات نفط وأصحاب المليارات.
ويصف التقرير تفاصيل مختلفة عن القصر، منها أنه يضم كازينو وملعب هوكي الجليد تحت الأرض وحقل عنب كبير.
ويضيف نافالني: "للقصر أسوار منيعة وميناء خاص وقوات أمن خاصة وكنيسة ونظام تصاريح خاص ومنطقة حظر طيران، وحتى نقطة تفتيش حدودية خاصة به".
ويتابع: "إنها دولة منفصلة داخل روسيا. وفي هذه الدولة هناك قيصر واحد لا غنى عنه.. إنه بوتين".
ووصل عدد مشاهدي الفيديو خلال يوم واحد إلى أكثر من 20 مليون شخص، متسببا بغضب واسع ودعوات للتظاهر ضد بوتين.
ونشر نافالني المقطع بعد يومين من اعتقاله من قبل السلطات الروسية فور عودته إلى موسكو.
وينفي الكرملين أن تكون ملكية القصر عائدة للرئيس بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن الادعاءات القائلة بأن مسؤولين فيدراليين كانوا يحرسون مجمع قصور شاسع على ساحل البحر الأسود "محض هراء".
اقرأ أيضا: هؤلاء هم "صانعو القيصر" الأقوياء في روسيا (ملف)
وتم وضع نافالني رهن الحبس الاحتياطي لمدة 30 يوما، بتهمة انتهاك شروط خروجه من السجن بشروط بعد إدانته بتهمة الاختلاس. ويقول نافالني إن الحكم عليه كان بدوافع سياسية.
وكان من المقرر أن تنظر المحكمة في دعوى منفصلة ضده يوم الأربعاء لكنها تأجلت.
وكاد الرجل البالغ من العمر 44 عاما أن يقتل في هجوم بغاز الأعصاب في آب/ أغسطس الماضي، في حادث ألقى فيه باللوم على الرئيس بوتين شخصيا، لكن الكرملين ينفي ضلوعه.
وقال بيسكوف لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية يوم الثلاثاء، إن المزاعم الواردة في التقرير "غير صحيحة، وإن الرئيس لا يملك قصورا".
وذهب بيسكوف أبعد من ذلك يوم الأربعاء، قائلا: إن الرئيس يعلن عن كل ممتلكاته سنويا، ولا أساس من الصحة لكل هذه الادعاءات".
وأضاف: "هذا محض هراء ولا يوجد شيء آخر فيه".
استنفار لمواجهة الحشد
وفي مواجهة الدعوات إلى التعبئة، السبت، أعلنت النيابة الروسية الخميس عن إجراءات "للحد من الوصول إلى المعلومات غير القانونية" التي تنشر عبر الإنترنت وتشكل "دعوات للمشاركة في أعمال جماعية غير مشروعة في 23 كانون الثاني/ يناير 2021".
من جهتها قالت وزارة الداخلية إنها مستعدة لـ"حماية النظام العام" السبت ووعدت بملاحقة مطلقي هذه الدعوات، قضائيا.
وقبل ذلك بيوم، وجه الدرك الروسي للاتصالات "روسكومنادزور" تحذيرا لمنصات "تيك توك" و"فكونتاكتي"، الرديف الروسي لفيسبوك، ليطلب منها حظر المحتوى الذي يعتبر بمثابة دعوات "إلى قاصرين للمشاركة في أنشطة غير مشروعة".
وحذر الكرملين أيضا من تظاهرات تصل إلى حد "أنشطة غير مشروعة".
كما أفادت وسائل إعلام معارضة أن الطلاب الروس تلقوا رسائل من جامعاتهم تثنيهم عن المشاركة في هذه المسيرات.
وتحدث فريق نافالني عن تظاهرات مرتقبة في 65 مدنية على الأقل، من موسكو وسان بطرسبورغ وصولا إلى خاباروفسك في أقصى الشرق الروسي مرورا بإيكاتيرنبرغ في الأورال.
دعوات دولية لموسكو للإفراج عن معتقلي احتجاجات "نافالني"
اعتقال الآلاف في روسيا خلال تظاهرات مؤيدة لـ"نافالني"
اعتقال المعارض الروسي نافالني فور عودته إلى موسكو