مظاهرة بالخرطوم.. وحزب الأمة يعلن مشاركته بالحكومة المقبلة

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، مظاهرات للمطالبة بـ"القصاص لشهداء ثورة 19 ديسمبر 2018"، في وقت أعلن فيه حزب الأمة أنه سيشارك في حكومة عبد الله حمدوك الجديدة.

 

وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها الحزب الذي كان يقوده الراحل الصادق المهدي، بتشكيل وزاري، سواء في عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، أو خلال الفترة الانتقالية الحالية.

وأوضح الحزب في بيان، أنه "إذ يؤكد الحزب مشاركته في هذه الحكومة، فإنه يفعل ذلك انطلاقا من مسؤوليته التاريخية، وإيمانا منه بأن العمل مع الشركاء في هذه المرحلة الدقيقة هو ضرورة وطنية مصيرية لخلاص البلاد، ومعالجة اختلالات الحكم في الفترة الماضية".

 

اقرأ أيضا: السودان.. ولاية الخرطوم تقر رفعا كبيرا على أسعار الخبز

وقال إن "رئيس الوزراء هو المسؤول الأول عن أداء حكومته أمام الشعب، ويجب أن تتاح له الحرية الكاملة في اختيار فريق عمله، وفق معايير الكفاءة، مع مراعاة التوازن المطلوب لتحقيق التحول المنشود".

وأضاف: "يرفض الحزب، وبشكل قاطع، أساليب المحاصصة والإقصاء لأي من مكونات الثورة، ما أقعد الحكومة في الفترة الماضية".

وطالب "بالتمثيل العادل لكل قوى الثورة الحادبة (الحريصة) على مصلحة الوطن في الحكومة المنتظرة، وفي المجلس التشريعي بصورة منصفة".

 

 — SUDAN News Agency (SUNA) 🇸🇩 (@SUNA_AGENCY) January 24, 2021

وقال في بيانه: "يرى الحزب أن الحكومة المنتظرة يجب أن تتسم بالكفاءة العالية، والقدرة على إجراء معالجات ناجعة لقضايا المواطنين بتوفير متطلبات الحياة الكريمة، وتحقيق السلام العادل الشامل".

وأكد أن "التشكيل الوزاري المنتظر، سيكون الفرصة الأخيرة لتتسامى كل أطراف العملية السلمية على أنانية الذات، وتضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار".

وفي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اعتمد مجلسا السيادة والوزراء بالسودان، تعديلات للوثيقة الدستورية التي تشكلت الحكومة الانتقالية الحالية بموجبها في 5 أيلول/ سبتمبر 2019، وتضمنت تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء الحالي عبد الله حمدوك، تختار الفصائل الموقعة على اتفاق السلام مع الخرطوم في عاصمة جنوب السودان جوبا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 25 بالمئة من وزرائها.

وفي وقت سابق، قال حمدوك، إن "التشكيل الوزاري الجديد في بلاده سيضم 25- 26 وزارة، وسيكون أكثر فاعلية متجنبا الترهل الإداري".

 

مظاهرات في الخرطوم

 

ونظم المئات في العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، مظاهرات للمطالبة بـ"القصاص لشهداء ثورة 19 ديسمبر 2018"، ومنددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وخرج المتظاهرون في مدينتي الخرطوم وأمدرمان، وهم يحملون الأعلام الوطنية وصور القتلى.  

وردد المتظاهرون شعارات: "الشعب يريد قصاص الشهيد"، و"حرية.. سلام وعدالة.. والثورة خيار الشعب"، و"الدم قصاد (مقابل) الدم.. ما بنقبل الدية".

وفي الأثناء خرج متظاهرون لليوم الثالث، وأغلقوا "شارع الستين"، وسط الخرطوم، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية.

 

اقرأ أيضا: احتجاجات بالخرطوم على التطبيع وحرق لعلم الاحتلال (شاهد)

وأغلق المحتجون الشارع بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة.

ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية (الدولار= 55 جنيها في السوق الرسمية و300 في الموازية).

وتجلت الأزمة الاقتصادية في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز، ومحطات الوقود لندرة المواد وعدم توفرها.

والخميس، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم، عن وضع أسعار جديدة للخبز بزيادة بلغت 100 بالمئة مقارنة بالأسعار القديمة، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج.

وفي 3 حزيران/ يونيو 2019، فض مسلحون يرتدون زيا عسكريا اعتصاما لمدنيين، أمام مقر قيادة الجيش، طالب بتسليم السلطة إلى المدنيين في أعقاب الإطاحة بعمر البشير.

وعزلت قيادة الجيش، في 11 نيسان/ أبريل 2019، البشير من الرئاسة، تحت ضغط احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأسفرت عملية الفض عن مقتل 66 شخصا، بحسب وزارة الصحة، فيما قدر ائتلاف "قوى إعلان الحرية والتغيير" عددهم بــ128.

وحمّلت "قوى إعلان الحرية والتغيير" المجلس العسكري، الذي كان يتولى السلطة حينها، مسؤولية فض الاعتصام بواسطة قوات "الدعم السريع"، فيما قال المجلس إنه لم يصدر أمرا بالفض.