تحدثت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأربعاء، عن موقفها من مستجدات موضوع الانتخابات، وسيناريوهات مشاركتها في العملية الانتخابية المقبلة، سواء بالتشريعية أو الرئاسية أو المجلس الوطني.
وقال الناطق باسم الحركة داود شهاب في مقابلة خاصة
مع "عربي21"، إن "الانتخابات جاءت في ظل حالة الانقسام الفلسطيني،
وعدم تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل، الذي كان يمكن أن يشكل مدخلا
مهما للخروج من المأزق الداخلي، الذي عانت منه الحالة الفلسطينية على مدار سنوات
طويلة".
وأكد شهاب أن أولوية حركته كانت "التوافق على
برنامج وطني، يبدأ بإعادة بناء المرجعية الوطنية، لتحديد أولويات العمل الوطني،
ومعالجة آثار الانقسام الداخلي، بما في ذلك التوافق على شكل النظام السياسي،
ووظائف المؤسسات المنبثقة عنه ومرجعيتها".
واستدرك بقوله: "لكن الذي حدث في واقع الأمر مغاير لكل ذلك، وجاءت تطورات الدعوة لانتخابات تبدأ بالتشريعي كجزء من الضغوط السياسية، تماشيا مع متطلبات إقليمية ودولية تتعلق بمجيء بايدن على رأس الإدارة الأمريكية، التي تريد عودة المفاوضات، وبالتالي المطلوب أن تأتي الانتخابات بحكومة تعود للتفاوض".
مشاورات واسعة
ورأى شهاب أن هذه المستجدات "تفرض تحديات أمام
الحركة الوطنية"، موضحا أن "حركة الجهاد الإسلامي كمكون أساسي في الحركة
الوطنية، تأخذ على عاتقها مسؤوليات وطنية كبيرة، ولديها أولويات واضحة ومعروفة،
وستقوم بما ينبغي القيام به، لمواجهة التحديات وحماية حق الشعب الفلسطيني في
المقاومة".
وأشار إلى أن حركته "تجري حاليا مشاورات واسعة،
وتدرس وتقيم كل التطورات المتعلقة بموضوع الانتخابات، وستعلن موقفها بعد انتهاء
عملية التقييم الشامل التي تجريها"، لافتا إلى أنه "من المتوقع أن تعقد
جلسات حوار وطني قريبا، والحركة ستشارك فيها برؤية واضحة"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: "عربي21" تقرأ شكل مشاركة فصائل المقاومة بالانتخابات المقبلة
وذكر شهاب أن حركة الجهاد الإسلامي "لم تحسم
موقفها من المشاركة بالانتخابات، وهو قيد النقاش والتقييم"، مشددا في الوقت
ذاته على أنه "من حيث المبدأ الحركة ليس لديها مشكلة مع الانتخابات، لكن هناك
محددات سياسية تحكم موقفها بشأن المشاركة من عدمها وبشأن مستوى المشاركة في حال
تمت".
استعداد مبدئي
ونوه إلى أن حركته أبدت استعدادا مبدئيا في أوقات
سابقة، لخوض انتخابات المجلس الوطني، لكن الآن "هناك معطيات جديدة تدرسها
الحركة"، دون الخوض في تفاصيلها.
وبحسب شهاب، فإن "الانتخابات تمر في حقل من
الألغام، وهناك تساؤلات مشروعة حول المحاذير والسيناريوهات المتوقعة ما بعدها
(..)، وهل يمكن أن تتم الانتخابات من حيث المبدأ أم لا (..)"، مشيرا إلى أن
حركته ترفض الإجراءات والقرارات التي سبقت المرسوم الرئاسي، وأيضا هناك ملاحظات
كثيرة على المرسوم.
وأفاد بأن "كل هذه العناوين تدرسها الحركة
بدقة، وهي معنية بألا يمس جوهر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني".
وحول ما تردد حول إمكانية مشاركة حركة الجهاد
الإسلامي بالانتخابات المقبلة ضمن تحالف يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، رفض شهاب
الإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي.
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد
النخالة علق على الانتخابات المرتقبة، بالقول: "بعد ضغوط كبيرة ومتواصلة
سيذهب الشعب الفلسطيني في الشهور القادمة لانتخابات، على أمل الوصول لحكومة معترف
بها عربيا ودوليا، يراد لها أن تكمل مسيرة المفاوضات التي ماتت منذ سنوات".
وتابع النخالة: "هم يخططون لذلك، وعلينا
كفلسطينيين وقوى مقاومة أن نكون على أتم الاستعداد لمواجهة كل التحديات، وأن نعمل
جميعا لإفشال ما يخططون له، بصياغة برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم، حتى نخوض
معركتنا القادمة على أساسه، سواء كانت عبر الانتخابات أو أي توافقات أخرى".
وأردف قائلا: "غياب برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم،
يعني غموض الرؤى السياسية ويدفع إلى قيام أزمة ثقة ما زلنا نعاني منها حتى اللحظة،
ويدفع شعبنا الفلسطيني ثمنا لها من دم أبنائه وقوتهم اليومي"، مؤكدا أن حركته
ستسعى مع كافة قوى الشعب الفلسطيني، من أجل بقاء راية المقاومة والجهاد عالية حتى
العودة والتحرير.
استطلاع "عربي21".. هكذا ينظر صحفيون فلسطينيون للانتخابات