نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية إعادة البنتاغون النظر في قرار إدارة ترامب الذي يقضي بتقليص عدد القوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزير الدفاع لويد أوستن يعتزم مراجعة قرار سابق صادر عن إدارة ترامب بشأن تقليص عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، وذلك حسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مقربة من الوزارة.
وخلال اجتماع عُقد حول هذا الموضوع، أشار لويد أوستن إلى أنه سيراجع الاستراتيجية الأمريكية في ما يتعلق بالحضور العسكري في هاتين الدولتين، غير أنه لم يحدد نواياه.
وصرح مدير المكتب الإعلامي للبنتاغون، جون كيربي في بيان له بأن المسؤولين لم يتخذوا قرارًا رسميًا يسمح بمراجعة هذه الاستراتيجية.
ونقلت الصحيفة عن كيربي قوله إنه "من المنطقي أن تعكف الإدارة الجديدة على دراسة الملف بتأنٍّ، من أجل فهم أفضل لوضع العمليات في كلا البلدين، وتفاصيل تلك المهام، والموارد المخصصة لهذه البعثات"، مؤكدًا أنه "لم يتغير شيء بشأن رغبتنا في الدفاع عن الشعب الأمريكي من التهديدات الإرهابية، مع التأكد أيضًا من أننا نوفر الموارد المناسبة لإستراتيجيتنا هذه".
وأشار كيربي إلى أن أي قرار بشأن عدد القوات سيتم بالتشاور مع حكومتي العراق وأفغانستان، إلا أنه لم يوضح من سيجري تلك المراجعة ولا متى يمكن استكمالها.
وذكرت الصحيفة أن حكومة أفغانستان وممثلي حركة طالبان يجرون عملية تسوية سلمية. وقد انطلقت المحادثات بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية المستمرة منذ 19 عامًا مقابل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021، مع مراعاة جميع شروط مكافحة الإرهاب، بما في ذلك قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة.
ولكن يعتقد مناهضو اتفاق واشنطن مع طالبان أن استعداد المسلحين للمفاوضات هو جزء من استراتيجية كبرى تتمثل في محاولة الحركة الضغط من أجل انسحاب القوات الأمريكية، ليتسنى لها حمل السلاح مرة أخرى بعد انخفاض مستوى الدعم الذي تحظى به الحكومة الأفغانية من طرف القوى الأجنبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان لم يحظ بدعم الأغلبية المطلقة في الكونغرس، إذ أنه في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، وقع تجاهل حق النقض الذي استخدمه ترامب في وقت سابق عند اعتماد مشروع ميزانية الدفاع الأمريكية للسنة المالية 2021.
ومن جهته، أرسل وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر مذكرة سرية إلى البيت الأبيض يحذر فيها ترامب من هذه الخطوة، مشيرا إلى استمرار أعمال العنف في هذه الدولة وما يشكله ذلك من تهديدات على القوات الأمريكية المتبقية في حالة إجراء انسحاب سريع، والأضرار المحتملة للتحالفات، واحتمال تعطل المفاوضات بين الأفغان.
اقرأ أيضا : CNN: ترامب سيأمر بتسريع الانسحاب من العراق وأفغانستان
وفي تصريح على شبكة "سي إن إن"، أفاد كل من الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، بأن الجانب الأفغاني لم يف بالشروط اللازمة لخفض عدد القوات الأمريكية.
وحسب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ: "لا يريد أي حليف في الناتو البقاء هناك لفترة أطول من اللازم. لكن في الوقت نفسه، قد يكون ثمن الانسحاب المبكر أو غير المنسق للقوات باهظًا".
ويرى رئيس قسم البحوث في معهد "حوار الحضارات" الدولي، أليكسي مالاشينكو، أن تخفيض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق له ما يبرره، حيث أنه "منذ سنة 1980 لم يتخل المقاتلون في أفغانستان عن أسلحتهم، ويهدف أغلبيتهم إلى إنشاء دولة خاصة بهم. وهم يدركون أنهم بحاجة لاتفاق مع الأمريكيين لتحقيق غايتهم".
ويحذر مالاشينكو من احتمال تنفيذ عناصر طالبان لبعض الاستفزازات العسكرية في حال الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان.
وأضاف مالاشينكو أن "المجتمع الأفغاني والمعارضة براغماتيان إلى حد ما، حيث تحتاج طالبان إلى التواجد في السلطة أو في إطار تحالف، وهي غاية لا يمكنها نيلها باستخدام السلاح. في الأثناء، يتمثل أهم شيء بالنسبة للأمريكيين الآن في المشاركة في عملية السلام وإجراء اتصالات مع المعارضة".
وأوضحت الصحيفة أن جو بايدن وعد خلال حملته الانتخابية بالانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من أفغانستان، شريطة بقاء مجموعة من القوات الخاصة في حال لم تُنظم مفاوضات تعود بنتائج ملموسة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وبعد تنصيبه، قرر بايدن إعادة التفاوض على اتفاق السلام الذي كانت إدارة دونالد ترامب قد عقدته مع طالبان.
وخلال محادثة جمعته مع ممثل عن السلطات الأفغانية، شدّد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على أن البنتاغون سيقيّم ما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها بشأن قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية، والحد من أعمال العنف في أفغانستان، وعلى استعداد للدخول في مفاوضات بناءة مع الحكومة الأفغانية والأطراف المعنية الأخرى.
أما بالنسبة للعراق، يرى مالاشينكو أن الحضور العسكري الأمريكي لا يؤثر بشكل كبير على الأوضاع في البلاد، موضحا أن "العراق منقسم اليوم إلى سنة وشيعة وأكراد، مما يضعف دور القوات الأمريكية.
وفي حين أن وجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية يخدم مصلحة السلطات، فإنه لا يحظى بموافقة الشعب ويشكل مصدر إزعاج للكثير من طبقات المجتمع العراقي. ويمكن أن يؤدي سحب القوات من العراق إلى خلق نوع من الاستقرار هناك".
فورين أفيرز: فشل أمني ذريع حوّل واشنطن إلى "جمهورية موز"
WP: "أوقفوا السرقة" حملة عالمية متطرفة تساند ترامب
الغارديان: شغب مؤيدي ترامب الوجه الحقيقي لأمريكا