تشير المعطيات الميدانية من ريف حمص الشرقي، إلى تزايد التجاذبات الروسية الإيرانية وزيادة التنافس على المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري.
وفي هذا الصدد، كشفت مواقع إخبارية محلية، عن رفض المليشيات الإيرانية لأوامر روسية بالانسحاب من مطار التياس العسكري المعروف بـ"التيفور"، وذكرت شبكة "عين الفرات" أن المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، رفضت طلب قاعدة حميميم الروسية إخلاء المطار، وسحب عناصر المليشيات مع آلياتها.
وحسب الشبكة، فإن المليشيات الإيرانية طالبت الروس بإخلاء المطار، لأنها تتمركز فيه قبل دخول القوات الروسية إلى سوريا.
وإلى جانب سعيها إلى زيادة نفوذها في ريف حمص الشرقي، تخطط روسيا لتفادي تعرض المطار إلى ضربات جوية إسرائيلية، بحجة انتشار المليشيات الإيرانية فيه، غير أن الواضح أن المليشيات الإيرانية، لن تنهي وجودها في هذا المطار الاستراتيجي، كما يؤكد الخبير العسكري، العقيد الطيار المنشق عن النظام، أديب عليوي لـ"عربي21".
وحسب عليوي، فإن مطار التيفور مقسوم بين روسيا وإيران، والأخيرة لديها سرب من الطائرات المسيرة بداخله، إلى جانب أن المطار يشكل محطة إمداد متقدمة للمليشيات الإيرانية على الطريق الذي يصل العراق بدمشق.
ويعني كل ذلك، أن روسيا قد تنجح في توسعة نفوذها داخل المطار، غير أنها لن تستطيع بسهولة إرغام المليشيات الإيرانية على الانسحاب نهائيا منه، بحسب عليوي الذي أكد أن التحصينات الإيرانية داخل المطار قوية.
اقرأ أيضا: صراع روسي إيراني عميق في سوريا.. هذه تفاصيله
بدوره، استبعد الخبير بالشأن الإيراني، ضياء قدور، أن تنسحب المليشيات الإيرانية من مطار التيفور استجابة للمطالب الروسية؛ لأن المطار يشكل نقطة استراتيجية للإيرانيين لنقل أسلحتهم إلى سوريا، وتعزيز ترسانة مليشياتهم.
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى تعرض مطار التيفور لعدد كبير من الغارات التي استهدفت طريق الحزام الناقل ومدارج هبوط الطائرات، ضمن إطار سعي حثيث من قبل الاحتلال الإسرائيلي لوقف دفعات الأسلحة الإيرانية القادمة أو تأخيرها على الأقل.
وقال قدور: "على كل حال، يبدو أن الإيرانيين يمضون في مخططهم داخل سوريا دون هوادة، وقد يكون هناك تعثر في بعض الحالات هنا وهناك، لكن الاستراتيجية الإيرانية نفسها ما تزال قائمة في سوريا، مما ينذر باندلاع حرب شاملة ضد المليشيات الإيرانية في سوريا في وقت ليس ببعيد".
وأضاف أنه الصيف القادم قد يكون مليئا بالأحداث، خاصة بعد المناورات العسكرية الشاملة التي سينفذها الاحتلال خلال هذه الفترة، منهيا بقوله: "باختصار الضربات الإسرائيلية ضد مليشيات فيلق القدس في سوريا أصبحت أمرا روتينيا، حالها كحال بيانات التنديد التي يطلقها نظام أسد، وعلينا توقع حدوث أي ضربة في أي لحظة".
أما الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، فاعتبر أن الطلب الروسي ينطوي على تهديد واضح للمليشيات الإيرانية، موضحا لـ"عربي21" أن "التنسيق الروسي مع الاحتلال بشأن الضربات صار أمرا مكشوفا، وهذا يعني أن روسيا تهدد المليشيات الإيرانية بهذه الضربات".
ويعد مطار التيفور واحدا من أكبر المطارات العسكرية التابعة للنظام السوري، ويقع إلى الغرب من تدمر بنحو 50 كيلو مترا، ويحتوي المطار على ثلاثة مدارج طائرات، وحظائر إسمنتية.
ويضم المطار دفاعات جوية متطورة، ويعتقد أنه يحتوي على خطوط إنتاج أسلحة إيرانية متطورة، وتعرض المطار لضربات جوية إسرائيلية متكررة، آخرها في أيلول/ سبتمبر الماضي.
هل تنسحب معارضة سوريا من "اللجنة الدستورية"؟
روسيا تقوي نفوذها بدير الزور.. ومليشيا محلية لحراسة النفط
لقاء روسي إيراني ضمن مسار "أستانه".. هل ينهي الجمود؟