سياسة عربية

الأردن يوضح أسباب إلغاء ولي العهد زيارة كانت مقررة "للأقصى"

رفض الأردن تغييرات أجراها الاحتلال على خطة زيارة ولي العهد للأقصى في اللحظات الأخيرة للزيارة- الديوان الملكي

أوضحت وزارة الخارجية الأردنية، ملابسات إلغاء ولي العهد، الأمير حسين، زيارة كانت مقررة للمسجد الأقصى، في لحظات إتمامها الأخيرة قبيل اجتياز الأمير ومرافقيه جسر الملك حسين الفاصل بين الأردن وفلسطين.

 

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي، في بيان وصل "عربي21"، إن "الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد ألغى الزيارة التي كان سيقوم بها إلى المسجد الأقصى المبارك الأربعاء، لإحياء ليلة الإسراء والمعراج بسبب خرق إسرائيل ترتيبات الوصول إلى الحرم المبارك ومحاولة فرض تعقيدات كانت ستضيق على المقدسيين في هذه الليلة المباركة".


وأضاف الصفدي: "كان سموه يريد أن يقوم بزيارة دينية إلى المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، وهي المناسبة ذات المغزى الديني الكبير لكل المسلمين، وكنا اتفقنا مع إسرائيل على ترتيبات لهذه الزيارة، وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة أن إسرائيل أرادت أن تفرض ترتيبات جديدة وأن تغير من برنامج الزيارة، مما كان سيضيق على المقدسيين في ليلة هي للصلاة وللعبادة."


وأضاف: "ومن هنا قرر سموه أن لا يسمح بالتضييق على المسلمين في هذه الليلة المباركة وأن لا يعكر صفوها، وقرر إلغاء الزيارة حفاظا على حق المقدسيين في إحياء هذه المناسبة العطرة بحرية ودون تضييق جديد، ولتراجع إسرائيل عن الترتيبات التي كنا اتفقنا عليها ولمحاولة فرض ترتيبات جديدة لا يمكن أن نقبلها".

 

اقرأ أيضا : نتنياهو يؤكد تأجيل زيارته للإمارات ويوضح السبب

 

وأكد الصفدي في تصريحاته خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا في إطار مجموعة ميونخ في باريس، أن "الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك في مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين لا سيادة لإسرائيل عليه، هو في القدس المحتلة، وبالتالي لا نقبل بأي تدخل إسرائيلي في شؤونه."


وأضاف أن "إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة في إدارة شؤون هذه الأوقاف."

 

وهاجم الصفدي نتنياهو دون أن يسميه بالقول: "ما يجعل الأمور أسوأ هو أن هناك من يقامر بحق المنطقة وكل شعوبها في العيش بسلام من أجل اعتبارات انتخابية شعبوية، وعبر إجراءات لا شرعية تقوض فرص تحقيق السلام، وعبر استعراضات تكتيكية شعبوية لا تقوض فقط فرص العودة للمفاوضات وتحقيق السلام، ولكن تقوض أيضاً البيئة الإقليمية التي عملنا كلنا على أن نضمن أنها مواتية لتحقيق السلام وتدمر الثقة التي هي ضرورة وأساس لأي خطوة باتجاه حل الصراع وتحقيق السلام".

 

اقرأ أيضا : الأمير الحسن يكتب لـ"يديعوت" عن التعايش وحل الدولتين


وزاد الصفدي: "ستظل القضية الفلسطينية هي القضية الأساس، والسلام العادل لن يتحقق إلا إذا حُلت القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".


وأكد أن "هذا الجهد الذي نقوم به يعكس اهتمام المجتمع الدولي بإيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو السلام واستعادة المفاوضات الفاعلة، إضافةً إلى البوادر الإيجابية التي صدرت عن الإدارة الأمريكية الجديدة والتي نؤكد أننا سنتفاعل معها بشكل إيجابي وبشكل منتج".


وقال الصفدي إن "السلام لن يتحقق ما دام هنالك إجراءات لا شرعية إسرائيلية تكرس الاحتلال، وتقوض حل الدولتين."


وشدد الصفدي: "في الوقت الذي نعمل فيه من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام، يجب أن نتحرك بفاعلية أيضاً للحد من الخطوات التي تقتل فرص تحقيق هذا السلام وفي مقدمتها المستوطنات الإسرائيلية، بناء مستوطنات جديدة، توسعة المستوطنات، مصادرة الأراضي، هدم المنازل، الانتهاكات في القدس وفي الأماكن المقدسة."


وزاد: "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الأمن والاستقرار، والاحتلال والسلام ضدّان لا يمكن أن يجتمعا، وبالتالي زوال الاحتلال على أساس حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام".