تزامنت الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية، مع قيام المعارضة السياسية السورية بإجراءات إصلاحية في هيكل الائتلاف، وتحديدا على مستوى العضوية والتمثيل العسكري.
وتقول مصادر الائتلاف إن إعادة الهيكلة تأتي ضمن خطة إصلاحية شاملة في عمل الائتلاف، نظرا للمستجدات والمتغيرات، ونتيجة المعطيات الميدانية وزيادة الانتقادات الثورية للائتلاف.
إلى جانب ذلك، يتجه الائتلاف إلى زيادة حضوره في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، أملا في تدارك الخلل بين المؤسسات السياسية المعارضة، والشارع السوري.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، مشاركة واسعة لرئاسة وأعضاء الائتلاف في الشمال السوري، في التظاهرات والفعاليات الاحتفالية بمناسبة مرور عقد على انطلاقة الثورة.
زيادة مشروعية الائتلاف
وبحسب نائب رئيس الائتلاف، عقاب يحيى، فإن الهدف من كل ذلك، هو زيادة مشروعية الائتلاف التي أساسها تمثيل الداخل السوري، وزيادة حضوره في الشمال المُحرر، حتى يكون الائتلاف معبرا عن الشارع السوري، حتى يكون فاعلا في العملية السياسية السورية.
وأضاف لـ"عربي21" أن مشروع الائتلاف يتضمن تجديد الخطاب الوطني، أي الانتقال من حالة الثورة والمعارضة إلى المسؤولية عن مختلف مكونات الشعب السوري، في مناطق النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، و"هيئة تحرير الشام"، وهذا ما استدعى حوارات ولقاءات ومشاورات دائمة.
عسكريا، أشار يحيى إلى أن الائتلاف يتطلع لبناء "جيش وطني"، للقيام بمهام حماية المناطق المحررة بعيدا عن الجانب السياسي، خصوصا مع زيادة التحديات الأمنية المتمثلة باستهداف الشمال السوري بالعمليات الإرهابية.
الإصلاحات متأخرة
لكن المحلل السياسي، عبد الكريم العمر، يرى أن التحركات التي تجريها المعارضة، كان يجب العمل عليها منذ سنوات وليس الآن، مضيفا لـ"عربي21": "مع ذلك تعتبر إجراءات ضعيفة جدا لا تقاس بحجم الصمود والتضحيات التي قدمها شعبنا في عقد الثورة".
وقال العمر: إن "انقسام المعارضة أضعف دورها ومكانتها شعبيا في الداخل وخارجيا على مستوى الحضور الدولي وما كان للقضية السورية أن تأخذ بعضا من مكانتها إلا بصمود أبناء الثورة، وليس بسبب وجود المعارضة السورية التي كانت بعيدة جدا عن الشارع وكانت في واد آخر".
لكنه استدرك: "محاولات الإصلاح التي يجريها الائتلاف وعقد اجتماعاته بالداخل السوري منذ بضعة شهور هي لا شك خطوات إيجابية ولكنها بطيئة جدا، والمطلوب أكثر من ذلك".
تمويه
في المقابل، قال ضابط الأمن المنشق عن النظام، والباحث بالشأن السوري، عبد الله النجار، إن ما تقوم به المعارضة الرسمية المتمثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة منذ عدة أشهر لا يندرج ضمن سياسة الإصلاح بل هو تمويه وتعمية وتبديل طرابيش وابتعاد فج عن حقيقة الإصلاح التي ينشدها السوريون.
اقرأ أيضا : السوريون يواصلون التظاهرات.. "الثورة تجدد نفسها" (شاهد)
وأضاف لـ"عربي21" أنه بعد عقد من انطلاق الثورة، وقرابة ثماني سنوات من تشكيل الائتلاف، لا بد من القيام بعملية إصلاح جذرية شاملة لمؤسسات المعارضة المتمثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض، تبدأ بإعادة هيكلتها من حيث الأشخاص، ولا تنتهي عند تقديم خطاب سياسي وطني جديد، مرورا بتحديث الأنظمة الداخلية لهذه المؤسسات.
وقال النجار إن مطالبتنا بعملية الإصلاح الجذرية الشاملة تأتي من إيماننا المطلق بالحفاظ على هذه المؤسسات الهامة للثورة، والتي تشكلت في لحظات قد لا تتكرر، وإن الغاية من الإصلاح هي العودة بهذه المؤسسات إلى قاعدتها الشعبية التي تشكلت لأجل تمثيلها أصلا، بمعنى أن يكون الأشخاص المتواجدون في هذه المؤسسات ممثلين حقيقيين للقاعدة الشعبية للثورة التي باتت منتشرة على بقاع عديدة ما بين الداخل السوري ودول اللجوء، وهو غير موجود حاليا.
وبحسب الباحث فإن مؤسسات المعارضة شاخت وهرمت وتهلهلت ولا بد من ضخ دماء شابة جديدة في عروقها لإعادة الحياة إليها.
مصدر من المعارضة، أشار إلى تعذر محاولات إصلاح الائتلاف بسبب المحاصصة بين مكوناته، وقال لـ"عربي21"، إن حالة المحاصصة تجعل من الحسابات الضيقة حاضرة، معتبرا أنه "لا بد من تغيير شامل وجذري، للمحافظة على فعالية المعارضة السياسية، وحتى تكون قادرة على تمثيل الثورة".
ما انعكاسات عودة "حجاب" للواجهة على الملف السوري؟
بعد 10 سنوات على الثورة.. أين وصلت التسوية السياسية بسوريا؟
ما حيثيات تشكيل مجلس عسكري موحد في إدلب السورية؟