أكدت هيئة علماء المسلمين في
العراق، أن "العراق ما زال تحت سطوة النفوذ الأمريكي المذل، والتغول الإيراني الذي يجاهر أصحابه بكل وقاحة بأن العراق أصبح من الولايات التابعة له، وأنه خط الدفاع الأول عن إيران بفضل أحزاب السلطة الحالية".
ودعت علماء المسلمين في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى 18 لغزو العراق، الشعب العراقي إلى الوحدة والتمسك بالثوابت الشرعية والوطنية، لمواجهة ما وصفته بـ "الإرث الثقيل الذي تركه الاحتلال من التدمير والأذى: الاجتماعي والنفسي والجسدي والعقلي، وغيرها من أنواع الأذى، التي تعرض لها الشعب العراقي على مدار (18) سنة".
وأشار البيان إلى أن مقاصد
الغزو الأمريكي البريطاني للعراق قد "افتضحت في محاولة (محو) العراق ونهب ثرواته ونشر الفوضى العارمة في المنطقة"، وأنه بذلك يكون "وصمة عار أخرى تضاف إلى تاريخ أمريكا وبريطانيا الأسود في استهداف الأمم والحضارات واستهداف أبنائها وثرواتها".
ورأت هيئة علماء المسلمين أن "العراق يمر بأصعب حالاته وظروفه وهو يعاني آثار الغزو والاحتلال المتراكمة، التي أنتجت حكومات وأحزابًا وميليشيات سعت وما زالت تسعى بقوة إلى إنهاء كل مقومات الدولة في العراق: سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا".
وأضاف البيان: "أصبح العراق من أكثر الدول خطورة في العالم بسبب انتشار الميليشيات الإرهابية فيه، وممارستها التغييب والقتل والتهجير وإيغالها في ارتكاب جرائم الحرب التي تكشف عنها يومًا بعد آخر المقابر الجماعية، التي تحاول حكومات الاحتلال المتعاقبة التستر عليها بكل طريقة ممكنة، وتعمل على تعطيل جهود المنظمات الدولية الرسمية والشعبية بشأنها".
وأكدت الهيئة في ختام بيانها أن "العراق وصل به الحال إلى أن يكون محاصرًا من كل الجهات"، وأن "هذه الحال لن تتغير ما دامت العملية السياسية وأحزابها تتسلط على رقاب العراقيين عن طريق تأجيج الصراعات ونشر الفتنة باصطناع العداوات التي تُشتت لحمة الشعب العراقي لغايات ومآرب ومصالح فئوية سياسية"، وفق البيان.
وتمر اليوم الجمعة الذكرى 18 للغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق الذي استمر من 19 آذار/مارس إلى 1 آيار/مايو 2003، وأدى إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبمساعدة دول أخرى مثل
بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونه المرقم 1483 في 2003م، وانتهت الحرب بسيطرة الولايات المتحدة على بغداد.
وتسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في المدنيين العراقيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي منذ عدة عقود بسبب المقاومة العراقية، وانتهى الاحتلال الأمريكي للعراق رسميا في 15 كانون الأول (ديسمبر) 2011م، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 كانون أول (ديسمبر) 2011م.
وحسب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كانت مهمة قوات التحالف "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقي".