قالت البريطانية كيتلين ماكنمارا، التي كشفت
أن أحد الوزراء الإماراتيين، حاول الاعتداء جنسيا عليها، خلال تنظيمها لمهرجان في
بلاده، إنها حاولت مواجهة من حاولوا إسكاتها، بعد رفض الشرطة البريطانية التحقيق
في مزاعمها.
وأشارت بمقال في صحيفة الغارديان، إلى أن إثارة
قضيتها بعد محاولة وزير السعادة الإماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان، كانت بداية رحلة لجلب من اعتدى عليها إلى القضاء ولعمل هذا بشكل واضح وصريح
لأن الأخريات لا يتجرأن على خطوة كهذه.
وقالت إنها كانت مترددة، في المشاركة في تنظيم
المهرجان في الإمارات، فقد عادت إلى لندن بعد حياة في الخارج استمرت عقدا وأحبت
رحلتها على الدراجة للعمل في "بي بي سي"، ولم تفتني فكرة "النفاق" في
التعاون بين مهرجان يحترم حرية التعبير ونظام يقمعها.
وفي المقابل، شاركت ماكنمارا متطوعة بالمهرجان
منذ كانت صغيرة، وهي مولودة في البلدة التي نشأ فيها، كما أنها متخصصة
بالدبلوماسية الثقافية منذ دراستها السياسة بالجامعة وتعاونت مع منظمات ثقافية في
معظم بلدان العالم العربي. و"لم أكن راغبة أن أكون بيدقا بحيلة العلاقات العامة
الإماراتية ولكنني وافقت".
وعندما
وصلت إلى أبو ظبي في أيلول/ سبتمبر 2019، قيل لها إن عقدها مع "هاي" غير صالح
وبدلا من ذلك فستعمل مع وزارة التسامح، الشريك مع المهرجان، مع أن العمل مع الحكومة
الإماراتية لم يكن ما وافقت عليه، لكنها تركت عملها في لندن وأجرت شقتها. و"قلت لنفسي إنها ستة أشهر وحاولي أن تحصلي على أفضل ما فيها".
ووضعت في فندق مصمم على الطريقة المغربية ومنحت
مكتبا في الوزارة حيث عملت ساعات طويلة وحاولت ألا تغضب الحكومة من جهة والحفاظ
على نزاهة المهرجان من جهة أخرى. ووجدت تحديات من أجل إقناع المنظمين بقبول
مشاركة فرقة مشروع ليلى اللبنانية التي يعزف فيها مثليون.
وبحسب الصحيفة، فقد استطاعت إقناع 80 كاتبا ومفكرا
معروفا حول العالم للمشاركة والذين سيلتقون بـ 3,900 من طلاب 81 مدرسة في
الإمارات. وكانت مشاركة هاي في المؤتمر محل انتقاد من منظمات حقوق الإنسان والتي
رأت في المشاركة دعما لسياسات الدولة التي تضع ناشطي حقوق الإنسان مثل المهندس
والشاعر أحمد منصور في المعتقل.
وكانت هي وفلورنس على اتصال مع المنظمات هذه من
أجل تخفيف مخاوفها والعمل على مساعدتها، وكيفية إقناع الحكومة الإماراتية بالسماح بطرح موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان. وتشير إلى أن النخبة الإماراتية متعلمة وتقضي
صيفها في لندن وشتاءها في البهاماس، وهناك جامعة دولية في الإمارات. وشعرت أن طرح
موضوع منصور الذي تقول عائلته إنه بلا فرشة في الزنزانة أو كتب لن يثير كثيرا.
لكن مديرها فلورنس اتصل بها وأخبرها بأنهم ذهبوا
بعيدا، ثم أخبرت بأن وزير التسامح الشيخ نهيان يريد مقابلتها. ولم تلتق به من قبل
إلا ضمن مجموعات، حيث كان يحضر قليلا للوزارة، وعندما كان يحضر يسلم على الموظفين،
وشاهدته في جولات على قصر أو أثناء زيارة أكاديمي صيني.
ومرة طلبت منه مساعدتها في الحصول على تأشيرة
للإيرانية الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي. وتقول إنها لم تفكر بأن اللقاء السريع
وغير المرتب سيكون عن أي شيء غير العمل، واشتكت لمديرها من أنها ستعمل ساعات طويلة.
وقالت إن ما حدث في اللقاء بات معروفا ونشر في
الصحف وتم الحديث عنه في مقابلات وأضافت: "لم أستطع تأطير ما حدث بناء على
قانون الاغتصاب البريطاني الصادر عام 2003، أو التعذيب بناء على القانون الجنائي عام
1988، وميثاق الأمم المتحدة ضد التعذيب".
وأشارت الصحيفة إلى أنها حاولت البحث عن طريقة
لتأطير الوضع، وعندما اتصل بها فلورنس سألها عن ما إن كان ما حدث لها يشبه تصرفات
واينستاين المخرج المتهم بقضايا جنسية مع النساء، أجابت: نعم. وأعطاها تفاصيل
بطاقته الائتمانية وحجز بطاقة للندن. ولكنها لم تستطع السفر فهي نقطة الاتصال
الرئيسية، وستواجه مشاكل مالية تتعلق بالعقد. وبدلا من ذلك حجزت غرفة بفندق في دبي
واتصلت مع القنصل البريطاني هناك.
وعندما وصل فلورنس كان الإجماع على مغادرتها
الإمارات. وشعرت بالحزن لأنها ستترك جهدا عملت عليه بسبب نزوات رجل. ولهذا سافرت
إلى عمان ومنها طارت إلى لندن. وتضيف أنها لم تكن راغبة برواية قصتها، فهي من
عائلة تتمسك بخصوصيتها، وفي بلدتها يعرف الناس بعضهم، ولكن بحثها عن العدالة هو ما
جعلها تضحي بخصوصيتها والكشف عن وجهها وتفاصيل وجهها.
ووصلت إلى لندن مع بدء الإغلاق بسبب فيروس
كورونا. وتقول إنها حاولت البحث عن طرق للإبلاغ عما حدث، بعضهم تجاهلها، وآخرون
قللوا من شأن الأمر وتعاطف البعض معها. واكتشفت لاحقا موقف المجتمع من العنف
الجنسي ومحاولة إسكاته. وقيل لها إنه هو قوي ولا يمكن جلبه للعدالة، ونخشى أن يلاحقك
وسيدمرك المحامون وستجرين في الوحل ولن يوظفك أحد بعد الآن وسنساعدك على تناسي
الأمر والتحرك للأمام.
ووجدت نفسها وحيدة في شقتها تصحو على كوابيس
الشيخ والعالم حولها يواجه الوباء. ووجدت في النهاية مساعدة حيث قدمها فلورنس إلى
هيلينا كينيدي، المحامية بعد رفع الإغلاق. ووجدت مكتب محاماة يمثلها مجانا، ثم
رافقتها كينيدي إلى أسكتلانديارد حيث قدمت بلاغا. وقامت الشرطة بزيادة الأمن على
شقتها. وتشعر بأنها محظوظة لأنها حصلت على المساعدة بسبب علاقتها، فعندما حاولت
مواجهة القضية وحدها لم تجد إلا مركزا لمتابعة قضايا الاغتصاب لا تمويل كبيرا لديه
ومحاميا طلب منها مالا أكثر مما تحصل عليه في عام.
وقالت: "لم أكن أريد أبدا فضح نهيان..
ولكني أريده أن يفكر هو ومن حوله مرتين قبل إيذاء النساء". وبحلول
أيلول/ سبتمبر لم تسمع من النيابة العامة ومع مرور الوقت شعرت بأن منظور العدالة
يفلت من يدها، ولهذا قدمت مقابلة للـ"صندي تايمز" التي أرسلت نسخة لمحامي نهيان
وردوا بأن الشيخ يشعر بالدهشة من هذه الاتهامات التي جاءت بعد ثمانية أشهر من
المهرجان، مع أن بيتر فلورنس أخبر الوزارة عنها بعد يوم من نهاية المهرجان.
وتضيف أن الإعلام اهتم بقصتها خاصة التابلويد
التي نشرت قصصا اتهمتها بالكذب والسذاجة وأنها ليست فائقة الجمال لكي تثير انتباه رجل
يمكنه الحصول على امرأة وأنها حمقاء لكي تكون وحيدة في الشرق الأوسط.
وفي 30 تشرين الاول/ أكتوبر وصلها قرار النيابة بأنها
لن تواصل التحقيق بسبب عدم استيفاء البلاغ الشروط المطلوبة دوليا. وتعتقد بعد عام
من التعلم من المحامين وضحايا العنف الجنسي أن الطريق الوحيد المتوفر أمامها هو
رفع قضية مدنية.
وترى أن الصمت في حالات العنف الجنسي ليس
خيارا، فالرجال الأقوياء هم حراس كل قطاع في المجتمع وعادة ما يسيئون لمواقعهم
ويستخدمون ثرواتهم لعمل ما يريدون للنساء والفتيات.
WP: انتقاد الملكية البريطانية مسموح لكن "العربية" جريمة
دراسة: جميع شابات بريطانيا تعرضن للتحرش الجنسي
لماذا تصف ماركل العائلة المالكة البريطانية بأنها "شركة"؟