نتحدث بعد سبع سنوات من الانقلاب عن إعلام مناهض للانقلاب، قد يختلف أو يتفق الرافضون لحكم العسكر على أنه إعلام يحتاج للكثير من التطوير على مستوى الأفكار واستخدام آليات
الإعلام الموجه، والنجاح في هذا السباق المحموم مع آلة ضخمة في الطرف الآخر من القناة الأبدية في الصراع؛ ما بين الحكم المدني بكل أيديولوجياته وطرق الحكم وحكم العسكر المعروف بحكم الحديد والنار وحكم الفرد الواحد والحزب الواحد والعقل الواحد، إذا كان لديهم عقل.
ما يحتاجه الإعلام المناهض للانقلاب هو استخدام آليات
الثورة والاستفادة من إعلام المقاومة الشعبية، وابتكار أساليب أخرى للوصول إلى الجمهور المستهدف وهو الشعب
المصري بكل ديموغرافيته، رجالا وشبابا ونساء وفتيات، وحتى الأطفال فهم أجيال مستقبلية فإذا تربوا على قيم الثورة والحرية يشبّون على قيم صلبة، وإذا تربوا على المفاهيم العكسية لتلك القيم في المستقبل لن تجدوا إلا جيلا من المتبلدين الخنوعين.
نحتاج من إعلامنا الممثل لنا هو أن يكون هو الفعل وليس رد الفعل، وأن تضع سياسات واستراتيجيات للخطاب الإعلامي الثوري الذي ينهض بالهمم وليس بتثبيطها عبر خطاب يظهر دولة الاحتلال العسكري لمصر أنه الأقوى.
لماذا لا يُنظر لتجربة تشيلي، والتي مع ابتكار أسلوب غير معتاد للمعارضة التشيلية جعل الفوز على إحدى أكبر دكتاتوريات العالم ألا وهي دكتاتورية بينوشيه؛ ممكنا؟
نحتاج إلى مراكز متخصصة بالتخطيط ووضع السياسات الإعلامية لهذه القنوات التي أخذت على عاتقها نقل الحقيقة إلى الجمهور المصري أولا ثم العربي والعالمي، بالإضافة إلى التطوير والتدريب المستمر لكوادر الإعلام على فترات ثابتة لمواكبة التطور الرهيب في صناعة الإعلام.
نحتاج إلى تدشين مراكز قياس الرأي العام وكيفية خلق قادة رأي، وكيفية خلق رأي عام مضاد لهذه المنظومة العسكرية المستبدة التي تعيش وتتمول عبر سرقة البلاد والعباد.
هناك معادلة في غاية الأهمية في معركتنا الإعلامية أو معركة العقول ألا وهي فضح النظام العسكري + رؤيتك أنت للمستقبل وتقديمك كبديل عبر رؤيتك لكل الملفات المهمة للشعب مثل الصحة والتعليم والاقتصاد = إسقاط الانقلاب سيصبح حتميا.
السؤال المهم في هذه المعركة ما هي الأسلحة التي لم يستخدمها إعلامنا المقاوم في معركته؟
أين الإذاعات الموجهة؟ نعم الإذاعات الموجهة للمصريين بالداخل.
أتذكر إحدى الشخصيات التي ما زالت تحتفظ بحرية في التفكير؛ أنه في الصغر كانت تجتمع الأسرة حول المذياع ليسترقوا السمع إلى إذاعة لندن (بي. بي. سي بالعربي) ليسمعوا حقيقة الأخبار عن مصر في ظل الصوت الواحد والفرد الواحد والحكم الواحد لزعيم الهزائم والنكسات جمال عبد الناصر، فالاستماع إلى إذاعة لندن كان حينها تهمة تستحق الاعتقال والسجن.
إن معسكر الثورة يملك من خبراء الإعلام الكثيرين من لهم تاريخ في صناعة الإعلام والمؤسسات، فآن الأوان للاستعانة بهم، وأن يقدموا كل خبراتهم لإعلام المقاومة والثورة المصرية، وإنشاء مجلس أعلى للإعلام يكون له الحق في وضع سياسات واستراتيجات الخطاب الثوري والإعلامي، وتقديم النصائح والاستشارات الملزمة إذا أراد القائمون على القنوات المنسوبة للثورة أن تحدث حالة نجاح حقيقية للثورة.
إذا أردتم فعلا أن تكونوا رقما في المعادلة يجب أن تكونوا أنتم الفعل القوي وليس رد الفعل لأفعال الطغاة والأوغاد.
يقول شيخ المجاهدين عمر المختار: إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح.
وكما يقول المفكر الدكتور مصطفى محمود: هناك من يناضلون من أجل الحرية وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية.
فعلينا الإيمان الكامل بحريتنا، والمحاربة من أجلها بكل سلاح نملكه، وألّا نترك سبيلا نناضل فيه من أجل الحرية والكرامة والعدالة.. فإلى الصحفيين والإعلاميين: دمتم أحرارا محاربين بالكلمة والصورة، فأنتم جنود هذه المعركة.