ربط محلل سياسي ليبي عملية اغتيال القيادي في مليشيات حفتر، محمود الورفلي، بما أحدثه الأخير من اضطرابات وفوضى مؤخرا في مدينة بنغازي (شرق)، وتزعمه حالة الاحتجاج ضد اللواء المتقاعد وأبنائه ومعاونيه، عقب توقف مصادر التمويل، وأزمة صرف الرواتب.
فيما ذهب خبير عسكري إلى أن الحادثة "إغلاق لملف الورفلي المطلوب للجنائية الدولية، على إثر ارتكابه جرائم حرب، للحيلولة دون فضح أسرار حفتر وقواته حال تسليمه، إذ إن الورفلي يعتبر الصندوق الأسود لحفتر، وأداته التي نفذت عديد الاغتيالات".
واغتال مجهولون في مدينة بنغازي (معقل حفتر)، الأربعاء، محمود الورفلي، بعد أن أُمطرت سيارته بوابل من الرصاص قرب جامعة "العرب الطبية" وسط المدينة.
علامات استفهام
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، عبد السلام الراجحي أن طريقة اغتيال الورفلي تضع علامات استفهام كبيرة حول الجهة المنفذة، إذ إن الأخير شخصية ليس من السهل اغتيالها بهذه الطريقة البسيطة، فهو يستخدم حراسات عند تنقله، وسيارات مصفحة.
ولفت في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن تصفيته في وضح النهار، وسط مدينة بنغازي وبهذه الحرفية تدل على أن الفاعلين ليسوا مجرد هواة، بل محترفون لأنهم استطاعوا النيل من شخص ماكر ولديه دهاء عسكري وأمني، ارتكب العديد من الجرائم ويتحرك دائما برفقة مجموعة من المسلحين.
اقرأ أيضا: تفاعل ليبي مع مقتل الورفلي.. محللون: بداية لتصفيات داخلية
وشدد الراجحي على أن "الورفلي لديه أعداء كثر في بنغازي وخارجها، وتحركاته دائما مدروسة ومرتبة مسبقا، ولا يتحرك إلا بعد أن يؤمن طريقه، خصوصا أنه تعرض لمحاولتي اغتيال سابقا، ونجا منهما".
ويعتقد الكاتب الليبي أن القيادي بمليشيا حفتر جرى اغتياله بأياد ليبية، وبمساعدة جهاز مخابرات عربي جار لليبيا (لم يسمه)، وأن سبب اغتياله هو سلوكه خلال الأسابيع الماضية حيث أصبح يشكل اضطرابات داخل التشكيلات العسكرية لحفتر في الشرق خاصة في أعقاب فشل الهجوم على طرابلس وانسحاب قوات حفتر".
وتابع: "التف حول الورفلي الجرحى وأسر قتلى الهجوم الفاشل على طرابلس وغيرهم ممن شعروا أنهم جرى تهميشهم من قبل حفتر، وهؤلاء كانوا ناقمين على أبناء حفتر (صدام وخالد) وأقربائهم بسبب الغنى الفاحش، والسيطرة على موارد المنطقة الشرقية، فيما هؤلاء ممن جرحوا في مغامرات ومعارك حفتر أصبحوا يتسولون رواتبهم، ولا يجدون العلاج ولا العون".
وشدد على أن "حالة النقمة والضجر التي تزعمها محمود الورفلي أصبحت تسبب صداعا لحفتر وأبنائه، وأبناء عمومته والمقربين منه، خاصة بعد هجوم الأول على هيئة الاستثمار العسكرية التابعة لحفتر والمكلفة بجلب الأموال لقوات اللواء المتقاعد".
واستطرد: "حفتر يعاني شحا في مصادر التمويل خاصة بعد حالة الاستنزاف على إثر هجومه على طرابلس، فضلا عن توقف الإمارات عن دعمه ماليا، كل هذا سبب نقمة على حفتر وحالة غليان في صفوف قواته تصدرها الورفلي، وكان لا بد من إسكاته".
من جانب آخر رأى الراجحي أن "قتل الورفلي يعكس حالة الفوضى الأمنية في مدينة بنغازي، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل القتل خارج نطاق القانون، إذ أن الحوادث السابقة لم يفتح فيها أي تحقيق جدي، كعملية اغتيال النائبة سهام سرقيوة".
اقرأ أيضا: مقتل محمود الورفلي القيادي بمليشيات حفتر في بنغازي
في سياق متصل قال الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، "إن الورفلي يعد الصندوق الأسود لحفتر، وهو متورط في مجموعة من الاغتيالات قبل وبعد إطلاق عملية الكرامة المزعومة (2014)"، مشيرا في حديث لـ"عربي21" إلى أن توقيت اغتياله هام لأن هناك ضغوطا دولية على حفتر لتسليمه للجنائية الدولية، لكن التسليم يعني نهاية حفتر، فالورفلي كان سيعترف بكل ما فعلوه وأنه نفذ كل عمليات التصفية والاغتيال بأوامر مباشرة من حفتر".
وشدد على أن اغتيال الورفلي "أهون من تسليمه"، مؤكدا أن الاغتيال "بداية لسلسلة من الاغتيالات قد تطال أبناء حفتر على إثر الاحتقان الشديد من ممارسات ميلشياتهم الإجرامية وفرض سطوتهم لقمع شباب القبائل الناقمين عليهم وعلى إثر الانفلات الأمني الكبير في المنطقة الشرقية وبنغازي على وجهه الخصوص".
تفاعل ليبي مع مقتل الورفلي.. محللون: بداية لتصفيات داخلية
هل انتهى حفتر بتفكيك حكومة "الثني" في الشرق الليبي؟
مسؤول عسكري ليبي يكشف لـ"عربي21" تفاصيل أحداث أوباري