قال أكاديمي ومستشرق
إسرائيلي، إن على تل أبيب عدم دفع شيء مقابل العلاقة مع
السعودية، لأن الأخيرة في
وضع عسكري واقتصادي هش، وهي بحاجة إسرائيل، وليس العكس.
وأضاف مردخاي كيدار، في مقاله بصحيفة
مكور ريشون، ترجمته "عربي21"، أن "بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يدير
المملكة بالفعل، في نوفمبر الماضي بمدينة نيوم الساحلية، ويحتمل أن تكون مسألة
الاعتراف المتبادل قد أثيرت في الاجتماع، لكن نتنياهو أصيب بخيبة أمل كبيرة؛ لأن
ذلك لم يتحقق، والسبب الرئيسي هو تهرب السعودية وخوفها".
وأشار كيدار،
المحاضر بقسم اللغة العربية بجامعة بار إيلان، ومعلق شؤون الشرق الأوسط، إلى أنه
"رغم أن السعودية تتمتع بموقع ريادي في الساحة العربية، لكنها ضعفت عسكريا
واقتصاديا، وشهدت في السنوات الأخيرة اضطرابات تهدد استقرارها، لكن خوفها الحقيقي
القائم من
التطبيع العلني مع إسرائيل يرتبط بخوفها من ايران، لأن المملكة تتذكر
جيدا ليلة 14 أيلول/ سبتمبر 2019، عندما هاجمت إيران منشآتها النفطية الضخمة بشركة
أرامكو، وأغلقت نصف صادرات النفط السعودية لعدة أشهر".
وأوضح أن "هناك
جملة من الاستنتاجات التي يجب على إسرائيل استخلاصها في علاقتها المستقبلية مع
السعودية، أهمها أننا أمام دولة تعاني بنيتها التحتية الاقتصادية من ضعف واضح،
وأعداؤها يحاصرونها، ويهاجمونها من جميع الجهات، ومكانتها الدولية سيئة للغاية،
والعلاقات مع إسرائيل أولا وقبل كل شيء مصلحة سعودية، وبالتالي يجب على إسرائيل
ألا تدفع لهم شيئا".
وأكد أنه "يمكن
لإسرائيل، بل ويجب عليها، وضع شروط واضحة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية،
أولها قطع علاقاتها الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، وإقامة السفارة السعودية في
القدس، والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والالتزام بدعم إسرائيل في
المؤسسات الدولية".
وأضاف أن
"الأوساط الأمنية الإسرائيلية تراقب عن كثب تنفيذ مزيد من الهجمات على منشآت
نفطية سعودية، بما فيها قبل شهر في رأس تنورة، ما يعني أن السعودية تخاف من
إيران، لذلك فهي لا ترد على هجماتها، في حين أن الجيش السعودي منهك بسبب الحرب
الفاشلة التي يخوضها منذ ست سنوات ضد الحوثيين في اليمن، الذين يضربون باستمرار
أهدافا استراتيجية في السعودية، خاصة المطارات والمنشآت النفطية".
وأكد أن "ما
يتوفر من معلومات إسرائيلية عن الوضع الاقتصادي للسعودية ليست جيدة، رغم النفط،
نظرا لانخفاض سعره نسبيا عن الماضي، واستقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة،
والمنافسة الدولية الشديدة بين منتجي النفط والغاز، وانتقال الدول إلى الطاقة
المنتجة من مصادر نظيفة مثل الرياح والمياه، وفي ضوء الانخفاض الحاد في استهلاك
النفط، وتوقف الطيران المدني خلال 2020، فقد تضرر اقتصاد المملكة".