لا أعرف إذا ما تم اكتشاف الجين الملتصق بال(دي.إن.أي) الموجود في الشيفرة الوراثية العربية، والذي يجعلنا نختار المعارك الخاسرة، وندخلها بكل حماس وبتفاؤل غير مبرر إطلاقا على أرض الواقع والحقيقة الميدانية واللوجستية. شعوب شرعنا في مراكمة الأخطاء بشكل مكثف منذ بدأ صراعنا مع الصهاينة، وصرنا ندخل المعارك بالمارشات والمراسم العسكرية والأغاني الحماسية على طريقة:
يا ابو الخير
ناولني البندقية
وكأن من ينوي الجهاد يحتاج الى من يناوله بندقيته وهو منجع على جاعد الشخير.
هكذا خضنا معركة 1948 ومثلها خضنا معركة 1967، وحسدنا أنفسنا على ما أنجزنا في الساعات الأولى من حرب 1973، فتحولنا الى آليّة مراكمة الأخطاء، لتتم محاصرة الجيش المصري الثالث على أرضه وبين جمهوره، ونخرج من الحرب منتصرين نظريا، ومهزومين فعليا.... هزيمة أدت فيما بعد الى كل الهزائم العسكرية والسياسية اللاحقة، والحبل على الجرار.
تكلم الكاتب التشيكي ميلان كونديرا في إحدى رواياته عن عقدة نفسية جديدة سماها (الليتوست) ذكر ملخصها على شكل مثال قال فيه أن طالب موسيقى فشل في تعلم النوتات التي يعطيها إياه الأستاذ، فالقى نفسه، خلال حصة الموسيقى-من شباك البيت ومات، وكان يتمتع في اللحظات الأخيرة من حياته بيقينه بأن اللوم سيقع على الأستاذ الذي أدى به الى الانتحار.
هل نعاني من هذه العقدة؟؟؟