سياسة عربية

مؤسسة بحثية تستذكر الرنتيسي وخلافته للشيخ أحمد ياسين

بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين بايعت حركة حماس الرنتيسي خليفة له في قيادة الحركة- CC0

تحدثت مؤسسة الدراسات الفلسطينية عن رئيس حركة حماس السابق الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والذي تقلد زعامة الحركة عقب استشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين.


وأشارت المؤسسة إلى أن الرنتيسي اغتالته قوات الاحتلال عام 2004، بعد ثلاث محاولات أدت إحداها إلى إصابته ونجله، منوهة إلى أن الرنتيسي ولد في قرية يبنا بين المجدل ويافا، ولديه اثنان من الأبناء هما محمد وأحمد، وأربعة من البنات، هن إيناس وسمر وآسيا وأسماء.


ووفق مؤسسة الدراسات، فقد لجأت أسرة الرنتيسي بعد نكبة عام 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين، وكان عمره وقتها ستة أشهر، ونشأ في المخيم بين تسعة إخوة وأختين، ومن ثم التحق في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".


وحصل الرنتيسي على منحة لدراسة الطب في جامعة الإسكندرية، وتخرج منها عام 1971، وعمل طبيبا في مستشفى ناصر بخانيونس، وتخصص في الجامعة ذاتها كطبيب أطفال، ونال أيضا درجة الماجستير في طب الأطفال.

 

جماعة الإخوان المسلمين


وتأثر الرنتيسي بأفكار جماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته بمصر، وحينما عاد إلى فلسطين التحق بالجماعة، وبات من أبرز قادتها في محافظة خانيونس، إلى جانب عضويته في هيئة إدارة المجمع الإسلامي والجمعية الطبية.


وبدأت ملاحقات الاحتلال للرنتيسي مبكرا، من خلال فصله من عمله بمستشفى ناصر عام 1983، ومن ثم خضوعه للاعتقال لأول مرة في العام نفسه، بسبب مشاركته ضمن حملة لمقاطعة دفع الضرائب إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.


وتوضح مؤسسة الدراسات أنه كان أحد قياديي جماعة "الإخوان المسلمين" السبعة، الذين اجتمعوا في منزل الشيخ أحمد ياسين في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1987 وقرروا تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية حماس"، التي تحولت سريعا إلى قوة رئيسية من قوى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية.


وبسبب نشاطه المناهض للاحتلال، اعتقلته السلطات الإسرائيلية للمرة الثانية في شباط/ فبراير 1988 وبقي في سجونها حتى أيلول/ سبتمبر 1990 وبعد إطلاق سراحه عادت واعتقلته إداريا للمرة الثالثة لمدة عام في كانون الأول/ ديسمبر 1990.

 

اقرأ أيضا: موسى أبو مرزوق يروي خفايا رحلة "حماس" من الأردن إلى سوريا


وكان الرنتيسي من ضمن 415 ناشطا فلسطينيا من حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، أبعدتهم سلطات الاحتلال في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1992 إلى قرية "مرج الزهور" في جنوب لبنان، واختير ليكون ناطقا رسميا باسمهم.


وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر 1993 عاد مع رفاقه (ضمن تسوية أمريكية-إسرائيلية-فلسطينية أبرمت في نيسان/ أبريل 1993) إلى الوطن، غير أنه وُضع فور عودته رهن الاعتقال الإداري.


وأشارت المؤسسة البحثية إلى معارضة الرنتيسي لاتفاق أوسلو، ودعا حينها إلى الاستمرار في مقاومة الاحتلال بجميع الوسائل، وعلى خلفية ذلك أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما عام 1995، بسجنه، والذي تواصل حتى نيسان/ أبريل 1997.

 

أول محاولة اغتيال


خضع الرنتيسي في نيسان/ أبريل 1998 والذي شغل منصب الناطق الرسمي باسم حركة حماس، للاعتقال على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وأفرج عنه بعد 15 شهرا بسبب وفاة والدته، ثم اعتقل بعدها ثلاث مرات بين عامي 2000 و2001، قبل أن يفرج عنه إثر خوضه إضرابا عن الطعام، وبعد قصف الاحتلال للسجن الذي كان معتقلا فيه.


تعرض الرنتيسي في 10 حزيران/ يونيو 2003 لأول محاولة اغتيال نفذتها القوات الإسرائيلية، واستشهد فيها أحد مرافقيه، وأصيب نجله أحمد بجروح خطيرة. ثم تعرض في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه لمحاولة اغتيال فاشلة أخرى، كما تعرض لمحاولة اغتيال ثالثة في اليوم الثالث لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، نجا منها بأعجوبة، ولم تكشف عنها حركة "حماس" إلا بعد تأكيدها من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.


كان الرنتيسي من ضمن ستة من قادة حركة "حماس" أشار إليهم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بالاسم بصفتهم "إرهابيين عالميين"، وقرر تجميد ما قد يمتلكونه من ممتلكات في الولايات المتحدة الأمريكية وحظر أي تعامل معهم.


بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، في 22 آذار/ مارس 2004، بايعت حركة "حماس" الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خليفة له في قيادة الحركة.


ولم يمضِ شهر على شغله هذا الموقع، حتى قامت مروحية إسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على سيارته في قطاع غزة، في 17 نيسان/ أبريل 2004 ما أدى إلى استشهاده مع اثنين من مرافقيه.


وفي 18 نيسان 2004 شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في تشييع جثمانه الذي انطلق من "مستشفى الشفاء" في مدينة غزة، وصُلي عليه في المسجد العمري الكبير، ثم دُفن في مقبرة الشيخ رضوان.


وخلصت مؤسسة الدراسات الفلسطينية للإشارة الى أن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي كان قائدا سياسيا صلب العود، ذا شخصية قوية جذّابة، وكان إلى ذلك إنساناً متعدد المواهب، فهو إلى جانب مواهبه العلمية، وتخصصه في طب الأطفال، كان كاتباً، وشاعراً، وخطيباً، نشر كتاباته السياسية وأشعاره في العديد من الصحف العربية، وفي موقعه النشط على الإنترنت الذي كان يتعرض لحرب إلكترونية متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.