انتهى يوم الثلاثاء، الثامن عشر من أيار/ مايو 2021، على اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة، هي الأولى من نوعها منذ احتلال فلسطين في العام 1948، حيث التحم الفلسطينيون من البحر إلى النهر في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل صفا واحدا لمقاومة الاحتلال، وعمَّت المواجهات والاحتجاجات الشعبية كافة المناطق والمدن والقرى.
ونجح الفلسطينيون أيضا في كل الأرض المحتلة من البحر إلى النهر في تنظيم إضراب عام هو الأشمل والأكبر منذ الإضراب الفلسطيني الكبير في العام 1936، حيث توافقت كل أطياف الشعب الفلسطيني على المشاركة فيه، سواء من كان منهم داخل الأراضي المحتلة عام 48 أو في الضفة الغربية المحتلة أو في قطاع غزة، فيما تصاعدت وتيرة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، حيث شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر احتجاجات شعبية في تاريخها للتنديد بعدوان الاحتلال.
وبينما تواصلت الثلاثاء الغارات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، واصلت المقاومة الفلسطينية الرد بصواريخها على المواقع الإسرائيلية، حيث أمطرت العديد من المدن والمستوطنات بالصواريخ، التي أدت إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين، وإصابة عشرات آخرين بجراح، في قصف استهدف مدينة "أسدود" داخل الأراضي المحتلة عام 48.
الضفة الغربية تنتفض
وفي رام الله وسط الضفة، احتشد آلاف الفلسطينيين على دوار المنارة منذ صباح الثلاثاء، قبل أن يتوجهوا نحو حاجز بيت إيل، حيث تدور مواجهات مع قوات الاحتلال، أحرق شبان خلالها الإطارات المطاطية في المكان.
وفي مدينة البيرة، أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت، ظهر اليوم الثلاثاء، على المدخل الشمالي.
وأطلق جنود الاحتلال المتواجدون على الحاجز العسكري في محيط مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي البيرة، الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين في مسيرة مركزية انطلقت بمشاركة الآلاف تنديدا بالعدوان.
وفي بيت لحم، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة جماهيرية مركزية انطلقت في بيت لحم تنديدا بالعدوان.
وسجلت اشتباكات على المدخل الشمالي لبيت لحم، وفي مخيم العروب بالخليل، ومخيم شعفاط في القدس، وبلدة بدو غرب القدس، كما اعتدى الاحتلال على فلسطينيين في باب العامود وبيت اجزا وحي الشيخ جراح، الذي سجلت فيه العديد من الإصابات، منها اثنتان برصاص الاحتلال وقنابل الغاز.
كما اشتبك فلسطينيون مع الاحتلال قرب حاجز قلنديا في القدس المحتلة، وفي باب المجلس، وأبو ديس شرق القدس، بالإضافة إلى مواجهات في النبي صالح شمال غرب رام الله، ودير جرير شرق رام الله، وفي عنبتا شرق طولكرم، ومنطقة عاطوف بالأغوار، وفي مادما جنوب نابلس.
المقاومة تتوعد مستوطني الضفة
وأعلنت قوى المقاومة في الضفة الغربية تنفيذ عملية مسلحة ضد جنود الاحتلال، أدت إلى إصابة أحدهم بالقرب من مدينة البيرة الفلسطينية، فيما تداول الفلسطينيون تسجيلا يظهر فيه أحد المقاومين الذي لم يُعلن انتماءه لأي فصيل فلسطيني وهو يُعلن بأن "ساعة الصفر قد حانت".
وأضاف المقاوم الملثم: "نحن لن نقبل أن يستمر قطعان المستوطنين في انتهاك دمائنا وحرماتنا تحت حراسة جنود الاحتلال، ولن نقبل تكرار جرائمهم بحق أطفالنا كما فعلوا من قبل عندما أحرقوا الطفل أبو خضير في القدس المحتلة".
وتابع المقاوم في الفيديو الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه: "نعلن بأنه جاء الوقت لكي يعرفوا من هو الفلسطيني، ولنذكرهم برجال الضفة الغربية الشامخين. يا أبناء الضفة، يا من تربيتم على يد أبو جهاد وأبو عمار والياسين والسنوار وأبو علي مصطفى، يا من علمتم العدو من هو الكرمي والعياش، يا أبناء الأجهزة الأمنية، وأنا واحد منكم، يا أبناء الفصائل المقاومة، يا كل من يمتلك سلاحا، قد آن الأوان أن نقول للعدو إننا لسنا حراسا لكم، ولسنا خدما عند جنودكم".
وقال الملثم الذي ينتمي للأجهزة الأمنية الفلسطينية مخاطبا الاحتلال: "لقد جاء الوقت لدفع الثمن، وستدفعون الثمن غاليا، ومن هذه الليلة، وعليه سنتحرك باتجاه المستوطنين في الضفة، وقد جاء الوقت الذي نواجه فيه الرصاص بالرصاص والموت بالموت، وسترون منا أفعالا عظيمة خلال الساعات القادمة، فنحن الأبطال وأنتم الجبناء".
غزة تقاوم
وكثفت قوات الاحتلال قصفها لمختلف المواقع في قطاع غزة، موقعة أربعة شهداء على الأقل، حيث قالت وزارة الصحة في غزة، إن حصيلة الشهداء في القطاع ارتفعت الثلاثاء إلى 217، بينهم 63 طفلا و1500 إصابة.
وشنت قوات الاحتلال غارات عنيفة على جنوب قطاع غزة، وقالت مصادر فلسطينية إن رفح وخانيونس تعرضتا لغارات مشابهة لتلك التي تعرضت لها مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع قبل أيام.
وارتفعت حصيلة القتلى الإسرائيليين بفعل سقوط صواريخ المقاومة على مناطق الاحتلال إلى 12 قتيلا، مع سقوط قتيلين في قصف الثلاثاء.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إنه منذ الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي أطلقت الفصائل الفلسطينية حوالي 270 صاروخا، إضافة إلى عشرات الرشقات الصباحية من الصواريخ.
احتجاجات داخل الـ48
وفي حيفا، احتشد متظاهرون في ساحة "قصر الخوري"، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومندّدين بالعدوان الإسرائيلي في غزة والقدس، حيث هتف المشاركون بشعارات تنديدية وتضامنية عديدة، من بينها: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"صهيوني اطلع برا الأرض العربية حرة".
وفي أم الفحم، شارك الآلاف في مسيرة المشاعل بالمدينة، وهتف المتظاهرون بشعارات مناصرة للغزيّين والمقدسيين، أمام ما يواجهونه من عدوان إسرائيليّ.
وفي مدينة يافا، نُظِّمت تظاهرة حاشدة في حديقة الغزازوة في شارع "ييفت"، احتجاجا على الاعتداءات على أهالي الميدنة، ونصرة لغزة وحيّ الشيخ جراح المقدسيّ.
وفي الطيرة، جابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة، ورفع مشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات مندّدة بالعدوان الإسرائيليّ على غزّة والقدس.
وفي شفا عمرو، انطلقت مسيرة بعنوان "إضراب الكرامة" في شفاعمرو من أمام دار البلدية، مرورا بالبلدة القديمة، متجهين إلى دوار شهداء شفاعمرو، بمشاركة واسعة.
وفي طمرة، نُظِّمت مسيرة حاشدة، بالإضافة إلى نشاطات خُصّصَت للأطفال والشباب تزامنا مع إضراب الكرامة.
وفي الناصرة، نُظمت تظاهرة احتجاجية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة، ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات؛ نصرة للقدس وقطاع غزة، وكتب على بعض منها "أنقذوا الشيخ جراح"، و"القدس عاصمة فلسطين".
هل يترجم برلمان الأردن خطاباته لأفعال ويطرد سفير الاحتلال؟
ساندرز: ينبغي أن تتوقف واشنطن عن الدفاع عن حكومة نتنياهو
اقتحام الأقصى يشعل مواقع التواصل.. وتضامن واسع