بخلاف الموقف الرسمي، عبّر عدد من شيوخ الإمارات عن تضامنهم التام مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي على القدس، وقطاع غزة.
وتجاهل عشرات من شيوخ الأسر الحاكمة في الإمارات السبع، الترويج للموقف الرسمي الذي عبر عنه وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد.
وكان ابن زايد عبر عن "القلق البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين".
وتابع في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية: "تتقدم الإمارات بخالص التعازي في جميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة"، دون تحديد ما إن كان يقصد الفلسطينيين أم الإسرائيليين.
ومع تجاهله المجازر الوحشية للاحتلال في قطاع غزة، قال ابن زايد: "دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي".
ورصدت "عربي21" مواقف عديدة تتعاطف بشكل تام مع الفلسطينيين، وتصف ما قام به الاحتلال بـ"العدوان".
القواسم
كان لافتا أن جل التعاطف المعلن من قبل شيوخ الإمارات، كان لأفراد من أسرة القاسمي، التي تحكم إمارتي الشارقة، ورأس الخيمة.
وبرز من بين المواقف، تغريدات أطلقتها الشيخة جواهر القاسمي، عقيلة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي.
وعبر أكثر من 10 تغريدات، تضامنت الشيخة جواهر خلال الأيام الماضية مع الفلسطينيين، بعبارات مثل "اللهم انصرهم نصرا مبينا"، و"تحيا فلسطين".
كما سخرت الشيخة جواهر من الترويج للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ علقت على فيديو لاعتداء شرطة الاحتلال على فتيات في حي الشيخ جراح، بالقول: "يا سلام على السلام".
وقالت في تغريدة أخرى: "المسجد الأقصى ليس ملكا لقائد ولا لحاكم ولا لملك. المسجد الأقصى ليس مسؤولية إخواننا الأحرار في فلسطين، هذا مسجد المسلمين جميعا، ومسؤولية المسلمين جميعا، أدعو الله أن يحفظه ويبارك من حوله. ويطهره من عبث العابثين".
بدورها، عبرت الشيخة بدور ابنة حاكم الشارقة عن أسفها لاستهداف المراكز الثقافية في غزة من قبل الاحتلال.
وغرّدت: "يؤسفني ما حل بالمراكز الثقافية وبالأخص "مكتبة سمير منصور" في مدينة غزة من دمار بفعل الأحداث الأليمة التي تمر بها فلسطين.. أسأل الله أن يتوقف القصف والعدوان وتنهض المكتبات وفلسطين الحبيبة من جديد".
والشيخة بدور هي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين.
اقرأ أيضا: سخط عربي تجاه موقف إعلاميين ومشاهير إماراتيين من القدس
أبناء صقر القاسمي
برز خلال العدوان على القدس وغزة، أبناء حاكم الشارقة السابق، الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وهو شاعر ومثقف عروبي، تمت تنحيته من منصبه ونفيه إلى القاهرة في 1965.
وغرد هيثم، وفواغي، وأسماء، أبناء الشيخ صقر بشكل مكثف نصرة لفلسطين ضد العدوان الإسرائيلي.
وقال الشيخ هيثم بن صقر: "منذ أيام وأنا أحاول أن أجد مبرراً لمن ينزعج من أي تغريدة تتضمن علم فلسطين، ويُرْعد ويُزبد ويتوعد ولم أستطع".
وأضاف: "رويدك يا هذا.. ففلسطين دولة عربية مسلمة شئت أم أبيت. ومن الفخر والاعتزاز أن يرتفع علمها عالياً خفَّاقا".
وجاءت تغريدة هيثم القاسمي بعد تحريض واسع على الفلسطينيين والمتعاطفين معهم من قبل إعلاميين محسوبين على أبو ظبي.
مزيد من التضامن
بعيدا عن القواسم، عبّرت الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم، عن تضامنها مع الفلسطينيين، مغردة: "اللهم كن لأهلنا في القدس عونا ومعينا، وللمسجد الأقصى حافظا وأمينا، اللهم لا تقم للظالمين فيه راية، ولا تحقق لهم غاية".
والشيخة ميثاء هي ابنة حاكم دبي السابق في الفترة بين (1990-2006)، والحاكم الحالي محمد بن راشد هو عمّها.
كما تضامنت شقيقتها الشيخة لطيفة بنت مكتوم مع الفلسطينيين، ونشرت عبر يومياتها في "انستغرام"، مجموعة صور من القدس وغزة.
ونشرت دعاء لأهل فلسطين جاء فيه "اللهم انصرهم على القوم الظالمين"، بالإضافة إلى عبارة "لن نرحل".
الموقف من التطبيع
برغم سيطرة آل نهيان حكام أبو ظبي على القرار السياسي للإمارات، إلا أن شيوخ الإمارات الأخرى لم يبدوا موقفا واضحا مؤيدا للتطبيع.
وتجاهل حكام الشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة، أي تأييد رسمي لاتفاق التطبيع، فيما تجاهل جل أبنائهم وأبناء عمومتهم التعليق أيضا.
وكانت "عربي21" رصدت بعد اتفاق التطبيع في أيلول/ سبتمبر الماضي، عشرات الحسابات من أسر الإمارات الحاكمة عبر "انستغرام" و"تويتر"، تجاهلوا بشكل تام التعليق على التطبيع الرسمي مع الاحتلال، ولم يصدروا أي تأييد له.
وقال المعارض حمد الشامسي في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، إن أبوظبي "استطاعت مؤخرا تهميش المجلس الأعلى للاتحاد، وبدأت تتخذ القرارات نيابة عن الدولة منفردة، وهو انقلاب على الدستور"، وذلك في إشارة إلى تهميش الإمارات الأخرى.
والمجلس الأعلى يتكون من شيوخ الإمارات السبع، ويجب أن يتشاركوا جميعا في اتخاذ القرارات السيادية، إلا أن أبو ظبي تنفرد بذلك منذ سنوات، بحسب ناشطين.
اقرأ أيضا: ما هو موقف حكّام الإمارات وأقاربهم من تطبيع أبو ظبي؟
هل لا يزال وسيم يوسف يحمل الجنسية الأردنية؟
الإمارات تفتتح جناحا للاحتلال في معرض السفر العربي
قرقاش: تعاطف الإمارات مع القضية الفلسطينية متأصل