نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرا لمراسليها مارتن
شولوف ومايكل صافي قالا فيه إن المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها تقدم مزيدا
من الضوء على المحاولة
الانقلابية المزعومة للأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق
للملك عبد الله الثاني.
وأضافا أن المكالمات الهاتفية تشير إلى أن مساعدين للأمير
حمزة حاولا الحصول نيابة عنه على بيعة من قادة العشائر والضباط العسكريين السابقين
قبل أسابيع من وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وترى الصحيفة أن التسجيلات الصوتية هي الدليل الرئيسي لدى
الحكومة ضد الرجلين اللذين يواجهان المحاكمة باعتبارهما وكيلين عن
الأمير حمزة في المحاولة
الفاشلة والإطاحة بأخيه عن العرش الهاشمي.
وسيمثل في الأيام المقبلة الرجلان، باسم عوض الله المبعوث
السابق للسعودية، والشريف حسن بن زيد قريب الملك، أمام محكمة في عمان.
وترى الصحيفة التي استمعت للمكالمات أنها أجريت على مدى ثلاثة
أسابيع، وهي المدة التي يقول المسؤولون إن الأمير حمزة حاول تعبئة أنصاره فيها وحشد رموز
لنقل ما وصفه المسؤولون "عصيانا/فتنة" إلى مرحلة تحد خطير لحكم الملك عبد
الله.
وترددت في المكالمات كلمة "البيعة"، وهو ما أثار
قلق مسؤولي الاستخبارات الذين بدؤوا بالتنصت على الأمير حمزة ومساعديه، ما أدى إلى
تحريك ما يراه المراسلان لعبة عرش أردنية ووضعت الملك وأخيه على جانب التضاد وبمساعدة
من مساعديه.
وكانت صحيفة "الغارديان" قد كشفت يوم الأربعاء،
عن تحذير الولايات المتحدة في مكالمة هاتفية للمخابرات العامة في الأردن، في شهر آذار/ مارس.
وقُدّم في نفس الوقت تقرير للملك عبد الله الذي استبعد من خطط
صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، لإعادة تشكيل الشرق الأوسط خلال السنوات المضطربة
لحكم إدارة ترامب.
وجاء التحذير الأمريكي بعد حديث الشريف حسن بن زيد مع دبلوماسي
أمريكي وجس النبض بشأن دعم وصول ولي العهد السابق الأمير حمزة إلى الحكم. وفي نفس الوقت
اعترضت المخابرات عددا من المكالمات الهاتفية كانت تبحث عن تعبئة وولاء لحمزة. وفي
مكالمة من مساعد له سمع وهو يقول: "رجلنا قرر التحرك هل أنت مستعد للبيعة؟".
وتم وضع جهاز تنصت أثناء لقاء لعدد من زعماء العشائر في شمال
الأردن حيث قام المشاركون بمناقشة طريقة تنظيم الدعم لحمزة. وتم تحديد لقاءات المدنيين
بـ 15 زعيما وسبعة من الضباط العسكريين. وقضية المسؤولين الأردنيين ضد الأمير حمزة
الذي لا يزال تحت الإقامة الجبرية هي أنه حاول التحرك ضد أخيه عبد الله والذي عزله
من ولاية العهد في 2004، وعين بدلا منه ابنه الأمير حسين بن عبد الله. وكان المتآمرون
سيستخدمون عملية الإهمال في مستشفى بمدينة السلط التي مات فيها سبعة أشخاص بسبب نقص
الأوكسجين كمبرر للتحرك. وقال مسؤول بارز إن الأمير حمزة "وصل مرتديا ربطة عنق
والده" الملك حسين و"كانت هناك رسائل بينه وبين أصدقائه: لا تأخذوا صورا
مع جلالته".
وبحلول منتصف آذار/ مارس وبعد التحذيرات التي أرسلت للبلاط
الملكي والمخابرات الأردنية العامة، بدأ المسؤولون بالاعتقاد أن الأمير حمزة رأى أن
الظروف مواتية نظرا لتزامن عدد من الأحداث المناسبة لبناء الزخم، مثل إحياء ذكرى معركة
الكرامة التي هزمت فيها القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي، ومرور
عقد على حركة الشباب المطالبة بالتغيير والتي تعرف بالحراك الأردني.
وقال المسؤول البارز: "عند هذه النقطة بدأ حمزة بالتشاور
حول كيفية المضي قدما"، مضيفا أنه "قيل له: هذه القرارات تحتاج إلى ردود بعد
دراسة جيدة، وعندما تأتي مرحلة الضربة الأخيرة، فستعرفها"، و"قال رجاله لمن
جندوهم: عندما يتحرك فمن أجل الضربة القاضية".
وتقول مصادر إقليمية إن المؤامرة ربما كانت خاتمة لأحداث
دراما أوسع في المنطقة: محاولة كوشنر الإعلان عن ما أطلق عليها "صفقة القرن"،
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي جزءا لا يتجزأ من خطة كوشنر، وظل عوض
الله على صلة قوية مع الرياض. ويفهم أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سافر إلى
عمان بعد يوم من اعتقال عوض الله وطالب بالإفراج عنه. وعارض الملك خطة كوشنر باعتبارها
تهديدا لدور الأردن كحارس للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، وهو دور يمنح
العائلة الهاشمية الشرعية الدينية. بالإضافة لكون الخطة نهاية لحلم الفلسطينيين في
الأردن بالعودة إلى وطنهم الذي شردوا منه. وقام حمزة من إقامته الجبرية في قصره بنشر
أشرطة فيديو في نيسان/ إبريل قال فيها إنه بريء.