قال مستشرق
إسرائيلي
إن "
المصريين يواصلون الترويج لصيغة جديدة لتسوية طويلة الأمد بين إسرائيل
وحماس، رغم أن المفاوضات مليئة بالألغام، وليس من الواضح من يستطيع، وكيف يمكن
تفكيكها".
وأضاف إيهود يعاري، محرر الشؤون العربية في التلفزيون الإسرائيلي، في مقاله على موقع
القناة 12،
ترجمته "عربي21"، أن "الكثير من الابتسامات والتعبيرات عن حسن النية
طغت على محادثات رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القدس ورام الله وغزة، لكنه
عاد إلى القاهرة، وربما أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفعل أن الاشتباك الذي
يتعين عليه حله ليس بسيطا على الإطلاق".
وأوضح أنه "في
الوقت الحالي، فإن الإنجاز الوحيد الذي يمكنه تسجيله لنفسه هو الوعد بأن يحيى
السنوار سيحافظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكن هذا أيضا يخضع بالطبع لأحداث
الأيام القادمة، مع العلم أن السيسي طلب من كامل، بتشجيع من الرئيس الأمريكي جو
بايدن ورجاله، بالسعي لتحقيق ثلاثة أهداف: اتفاق على هدنة طويلة الأمد في
غزة،
تشغيل برنامج تأهيل اقتصادي سخي، وإيجاد صيغة للمصالحة بين حماس وأبو مازن تسمح
للسلطة
الفلسطينية بإعادة إعمار القطاع".
وأشار إلى أن
"السنوار أظهر مرونة واعتدالا، وأثنى علانية على عرفات، باعتباره صاحب الحق
الأول في إدخال الصواريخ إلى الترسانة الفلسطينية، كما أوضح أنه يود ترك تنفيذ خطة
إعادة الإعمار في أيدي الآخرين، لأن حماس لا تحتاج إلى تبرعات من الدول المانحة،
لأن لديها مصادر دخل أخرى، ولكن لا ينبغي لإسرائيل أن تشعر بأنها مضطرة للمسارعة
بإعادة الإعمار في غزة، فمن الأفضل عدم السماح لحماس بالتغلب على محنتها".
الكاتبة الإسرائيلية
كاسنيا سافيتلوفا، قالت إن "المبادرة المصرية فرصة لإسرائيل، لكن الثمن
المطلوب هو إجراء تغيير في السياسة الإسرائيلية، لأن مصر تغطي قضية الأسرى
والمفقودين في الهدنة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس، والمحاولة المصرية للوساطة
بين الطرفين تحظى بتأييد واسع من الإدارة الأمريكية، وعدم التعاون معها قد يضر
جدا بإسرائيل".
وأضافت سافيتلوفا، عضو
الكنيست السابقة ومحللة شؤون الشرق الأوسط، في مقالها على
القناة 12، ترجمته
"عربي21"، أن "وزير الخارجية غابي أشكنازي زار القاهرة لأول مرة منذ
سنوات، فيما وصل رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لإسرائيل للمشاركة في المحادثات
المتعلقة بالهدنة طويلة الأمد في غزة، وغطت وسائل الإعلام المصرية الزيارتين، وأكدت
على أهمية التحركات التي تروج لها مصر هذه الأيام".
وأشارت إلى أننا
"أمام خطوة إنسانية صغيرة، وفي الوقت ذاته خطوة كبيرة للعلاقات بين إسرائيل
ومصر، فالدولتان وقعتا اتفاقية سلام منذ 1979، ومنذ ذلك الحين لم يتمكنا من إذابة
الجليد، لكن جولة القتال في غزة، والاشتباكات العنيفة في القدس، والمدن العربية في
إسرائيل، ذكّرت الإسرائيليين بأن الصراع مع الفلسطينيين لم يختف، ولم يتم حله بعد،
رغم عملية التطبيع الإسرائيلية مع الدول العربية والوعد".
وأوضحت أن
"الأحداث الأخيرة أكدت الدور الرئيسي لمصر مؤخرا عبر وساطة بين إسرائيل
وحماس، وأكدت أهمية العلاقات الجيدة بين تل أبيب والقاهرة، وقد عرض الكثيرون
أنفسهم لشغل منصب الوسيط أثناء حرب غزة، لكن مصر فقط التي تلقت دعما أمريكيا
كاملا أوفت بالمهمة، وتمكنت من إغلاق الدائرة، على الأقل في الوقت الحالي".
وأكدت أنه "بعد
سنوات من القتال والحصار والصراع العنيف، يدرك الكثيرون في الشرق الأوسط اليوم أنه
من المستحيل فك الارتباط بغزة، رغم أن إسرائيل فرضت حصارا عليها، لكنها وجدت
نفسها تساعد في تحويل الأموال من قطر إلى حماس، ويتزايد تدفق البضائع من إسرائيل
إلى القطاع، ورغم محاولة مصر الانفصال عن حماس في 2013، بل وأعلنتها منظمة
إرهابية، لكنها عادت في النهاية للتحدث معها".
وأضافت أن "أحداث
الآونة الأخيرة أكدت فشل الفصل بين غزة والضفة، فالتوترات في القدس تقابل بإطلاق صواريخ
غزة، ويجب على الدولتين اللتين حكمتاها منذ 1948، وهما مصر وإسرائيل، أن تتشاركا
برؤية مشتركة فيما يتعلق بحل تحدياتها المعقدة، لأن السياسة الحالية للحكومة
الإسرائيلية تجاه غزة فشلت فشلا ذريعا، وتخشى مصر أنه دون حل متعمق، سيستأنف
القتال قريبا، وستشعر بأصوات الانفجارات في غزة في سيناء".
وأشارت إلى أن
"استعداد مصر للعمل الجاد لتعزيز موقعها كوسيط أكثر في واشنطن، وتأمين
مصالحها، يمثل فرصة عظيمة لإسرائيل لتقوية العلاقات مع القاهرة، لأنه في السنوات
الأخيرة ازدهرت العلاقات الأمنية بين البلدين، وفي القاهرة تم إنشاء منتدى غاز حوض
شرق المتوسط، الذي تشارك فيه إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن علاقاتهما ظلت
فضفاضة وباردة في كثير من المجالات، مع التركيز بشكل أساسي على القضايا
الأمنية".
وأوضحت أن "حل
الأزمات في غزة يتطلب تعاونا أوثق وأكثر كثافة بين إسرائيل ومصر، فضلا عن المضي
قدما في القضايا الأخرى من التنسيق في أزمة المناخ والاقتصاد والتجارة والأوساط
الأكاديمية، دون التورط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضافت أن
"الأحداث الأخيرة فندت مزاعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا
بأنه حتى الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة، فإن اهتمامهم تراجع
بالفلسطينيين، لكن عندما تشتعل النيران في المسجد الأقصى، وتغرق صور الدمار في غزة
على الشاشات، يتضح فجأة أن الجميع يهتمون بالفعل، وطالما رفضت الدول العربية
المجاورة لإسرائيل، مثل مصر والأردن، أي تقدم في العلاقات بسبب هذه التوترات".