قد
يتسبب موقف
حزب العمال البريطاني من
فلسطين بخسارته في الانتخابات التكميلية التي
تجري غدا أمام المرشح المعروف بمواقفه الجريئة الداعمة لفلسطين جورج غالاوي.
وحسب
الكاتب دانيال فنكلشتانين، فإن "إسرائيل ومنذ لحظة إنشائها برزت كمشكلة لحزب العمال".
وقال
فنكلشتانين في مقال تحت عنوان: "لماذا لا تزال فلسطين تتسبب بهزيمة العمال"
بصحيفة "
التايمز" إنه في الوقت الذي يحاول فيه كير ستارمر إعادة ضبط السياسة
بعد جيرمي كوربن فهو يواجه تحديا يوم الخميس من جورج غالوي في الانتخابات التكميلية بباتلي
أند سبين. ولا يبدو أن غالوي سيفوز، لكنه قد يجذب أصواتا كافية من المسلمين مما سيساعد
على هزيمة العمال.
ويرى
فنكلشتانين أن من بين الموضوعات التي يستخدمها وللتسبب بأزمة لستارمر هي فلسطين التي
أصبحت الموضوع الرئيس في هذه الانتخابات التكميلية، وأثارت إحباط المرشحة العمالية
كيم ليدبيتر. وأظهرت شجاعة لا مثيل لها من أجل الترشح في الدائرة التي كانت تمثلها
أختها التي قتلها متطرف يميني. فهي فصيحة وواضحة وتحاول الحديث للسكان عن الأمور التي
تهم دائرتهم.
ولأن
القضية الفلسطينية واجهت حزب العمال فقد حاول أن يظهر كم هو حريص عليها. وطرح ستارمر
فجأة موضوع فلسطين في المساءلات البرلمانية لرئيس الوزراء، وتحدثت عنها ليدبيتر في
النقاشات المحلية ووعدت بأنها "ستكون داعمة شديدة لحقوق الشعب الفلسطيني".
وعندما قال غالوي إنه قام بالبحث في غوغل ولم يعثر على أي تصريح لها داعم لفلسطين،
اعترفت ليدبيتر بأنه كان "بالتأكيد صوتا عاليا في موضوع فلسطين".
وتحسرت
ليدبيتر من أن مواقف ستارمر من فلسطين لم تحدث أثرا، ويرى الكاتب أن تصريحاته أحدثت
أثرا ولكن ليس ما يريد جمهور غالوي سماعه.
وقال
فنكلشتانين إن الفرق بين غالوي وستارمر عندما يتعلق الأمر بفلسطين وإسرائيل لا علاقة
له بدعم أحدهما الحار لهما أو تردد الآخر، ولكن لأن آراءهما مختلفة بشكل جذري. ولا
تستطيع ليدبيتر منافسة غالوي على ما يمكن قوله أو عمله.
فعندما
يتحدث ستارمر وليدبيتر عن فلسطين فهم يعنون حق الفلسطينيين في دولتهم الخاصة والسيادة
الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ورد عسكري إسرائيلي محدود عند الهجوم على إسرائيل
واهتمام أكبر بالحقوق المدنية الفلسطينية ووضع حد لبناء المستوطنات، مع وجود دولة إسرائيلية
ذات سيادة. وهذا ما لا يعنيه غالوي بصوته العالي ولا شعار "تحرير فلسطين من النهر
إلى البحر" وليس ما يعنيه نقاد الصهيونية.
ويرى
الكاتب أنه لو اختار ستارمر هذه السياسة فسيدير ظهره لموقف
بريطانيا وحزبه منذ الحرب
العالمية الثانية وفصل نفسه عن التحالف الأطلنطي وتقديم الأيديولوجية على المواقف العملية.
ولو خسر حزب العمال باتلي أند سبين فإن واحدة من نتائج الخسارة هي ضرورة الحديث عن
فلسطين أكثر. وسيكون مرحبا بهذا لو أراد الحزب لكنه لن يساعده في صناديق الاقتراع.