قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن
العراقيين يعانون، من
درجات
حرارة بلغت الـ 50 مئوية، بعد إيقاف
إيران إمدادات
الطاقة بسبب فواتير
مستحقة.
وقالت الصحيفة إن المحافظات في جميع أنحاء جنوب
العراق علقت العمل، وسط درجات الحرارة الحارقة وانقطاع التيار الكهربائي، بعد أن
أوقفت إيران إمدادات الطاقة الحيوية، مما دفع بأزمة الطاقة في البلاد إلى حافة
الانهيار.
وقدم وزير الكهرباء العراقي ماجد مهدي حنتوش
استقالته هذا الأسبوع، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في الأحياء
الجنوبية مثل البصرة حيث اندلعت احتجاجات ضد النقص الحاد في إمدادات الكهرباء، وفق
الصحيفة.
يأتي ذلك في ظل ضائقة مالية، تمر بها إيران، علما
بأنها غالبا ما تلبي إمداداتها من الغاز والكهرباء ما يصل إلى ثلث احتياجات العراق
من الطاقة. وقامت إيران بـ"تقليص الصادرات إلى جارتها بشكل كبير، ربما في
محاولة لتكثيف الضغط على الحكومة لدفع المبالغ المستحقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن العراق مدين لإيران
"بالمليارات مقابل الغاز والكهرباء"، وأن إيران "تعاني من نقص
وانقطاع في الطاقة".
وقال مسؤول في وزارة الكهرباء العراقية إن هناك
انقطاعا في التيار الكهربائي يصل إلى متوسط "18 ساعة في اليوم، مما يؤثر على
المنازل والمستشفيات والشركات".
وأضاف أنه "كانت هناك مشاكل من قبل، لكن
فقدان الإمدادات من إيران جعل الأزمة أسوأ بشكل كبير".
وقال إياد خلف، من شركة توزيع الكرخ، للصحيفة
إن "الحكومة العراقية في وضع سيء للغاية، بسبب الفساد والتخطيط العشوائي
واستمرار الاعتماد على إيران في إنتاج الطاقة".
وتوفر إيران الغاز للعراق من خلال خطي أنابيب
يستخدمان لمحطات الطاقة في المناطق الجنوبية، البصرة والسماوة والناصرية وديالى.
وانخفض الإنتاج من هذه المحطات، مما يشير إلى أن "الإمداد من إيران لهذه
المحطات منخفض أيضا". وكان تأثير ذلك فوريا.
وكإجراء احترازي، قامت العديد من المحافظات
الأكثر تضررا مثل النجف والديوانية وديالى بتقليل ساعات العمل، بحيث تعمل من
الثامنة صباحا حتى الظهر لمساعدة المواطنين على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، بحسب
الصحيفة.
وفعلت البصرة الأمر نفسه، وقال سكان محليون إن
المحافظ أعلن أيضا عطلة رسمية يومي الأربعاء والخميس بسبب الحر.
وتشير الإندبندنت إلى وجود مخاوف من أنه إذا
استمر النقص الحاد في الكهرباء، فسوف تتكرر موجة الاضطرابات التي حصلت في عام 2018
التي أدت إلى استقالة الحكومة آنذاك.
وبسبب العقوبات الأمريكية، لا يستطيع العراق أن
يدفع لإيران مباشرة مقابل الواردات. لكنه يدفع بدلاً من ذلك، ثمن البضائع والأدوية
والنفقات الأخرى للبعثة الدبلوماسية لطهران والشركات الإيرانية العاملة في العراق،
بحسب ما ذكرته الصحيفة.
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن إيران تشتكي من أن
هذه المدفوعات لا تتم بالسرعة الكافية.