قال خبير إسرائيلي إن "الزيارة التاريخية التي قام بها يائير لابيد وزير الخارجية إلى الإمارات العربية المتحدة في 30 حزيران/ يونيو بهدف افتتاح السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي والقنصلية في دبي، مثلت مناسبة لدعوة الدول العربية والإسلامية الأخرى لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
وأضاف إيلي فودة في مقاله على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21" أن لابيد "ينتمي لمدرسة القادة الإسرائيليين الذين دافعوا عن اندماجها في الشرق الأوسط".
وأوضح فودة، المحاضر في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، وعضو مجلس إدارة المعهد الإسرائيلي للسياسة الإقليمية الخارجية، أن "من قاد هذا النهج هو رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون، وحظي بدعم معظم قادة حزبي العمل والليكود، بمن فيهم إيهود باراك وبنيامين نتنياهو، وأدخل مجموعة اقتباسات أسطورية كالقول إن إسرائيل فيلا وسط الغابة".
اقرأ أيضا: تقدير: الاتحاد الأوروبي يريد حل أصل المشكلة بالأراضي المحتلة
وأشار إلى أن "مدرسة أخرى اعتبرت إسرائيل جزءًا من البحر المتوسط، ودافع عنها وزير الخارجية آفا إيفان وزعيم حزب مبام يعقوب حزان وآخرون، ودعم كل مدرسة من هذه المدارس عدد من المثقفين الذين عملوا على الترويج للمدرسة الصحيحة، وتسويقها في رأيهم، بأنه على إسرائيل تبنيها، رغم أن إعلان الاستقلال يظهر دعم مدرسة الشرق الأوسط".
وأكد أن "استطلاعات الرأي التي أجراها معهد ميتفيم تظهر أن المجتمع اليهودي منقسم بين جميع هذه المدارس، أما فلسطينيو48، فهناك ميل أكبر لرؤية إسرائيل جزءًا من أوروبا، لأن الاعتراف بإسرائيل على أنها جزء من الشرق الأوسط بحاجة إلى توفر شرطين: الأول الاعتراف بها، والثاني حل القضية الفلسطينية، أو إحراز تقدم ملموس في حلها، وربما يكون العامل الثاني شرطًا مسبقًا للاعتراف بها".
وأوضح أن "هذا هو الحال بعد اتفاقيات أوسلو عندما أقامت الأردن والمغرب وتونس وقطر وعمان وموريتانيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فقط بعد الاتفاق مع الفلسطينيين، لكن اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في 2020 أوضحت أنه يمكن المضي قدمًا في مسألة الاعتراف والاندماج في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "هذا هو نهج نتنياهو الذي سعى لدفع ما أسماه بعقيدة السلام مقابل السلام، فالتطبيع مع الإمارات والبحرين، ومع السودان والمغرب لاحقا، أظهر أن نموذج السلام مع مصر والأردن لا يشمل تطبيع العلاقات بين الشعوب، وهذا بالضرورة النموذج الوحيد للعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية، لكن مسألة الاندماج في المنطقة لا تتعلق فقط بالتعاون ضد عدو مشترك".
اقرأ أيضا: باحث أمريكي يتحدث عن سبب زيارة لابيد للإمارات
وأوضح أن "إسرائيل تعاونت في الماضي مع إيران وتركيا وإثيوبيا والسودان واليمن والمغرب والأكراد في العراق والموارنة في لبنان وغيرهم، لكن هذه الدول والأقليات لم ترغب في الكشف علنًا عن تعاونها مع إسرائيل، بسبب المعارضة لها في العالمين الإسلامي والعربي، لأنها تعتبر إسرائيل في الشرق الأوسط خليقة استعمارية مصطنعة تخدم مصالح الغرب، وتسيطر على أراض ليست أراضيها، عاش فيها الفلسطينيون منذ العصور القديمة".
وأكد أن "آخرين يعارضون أي تطبيع مع إسرائيل طالما لم يتم حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وتكمن المشكلة في أن المزيد من السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة يُنظر إليها بأنها إجراءات تهدف لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها، وبالتالي فإن الحل الوحيد المتبقي هو دولة واحدة من البحر المتوسط إلى نهر الأردن، وتشمل يهودا وعربا، ولديها حسب الاتجاهات الديموغرافية غالبية فلسطينية".
وأوضح أن "اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط له ثمن وهو حل القضية الفلسطينية، ويبقى السؤال عما إذا كان لابيد أو عناصر أخرى في الحكومة غير حزب العمل وميرتس على استعداد للسير بهذا الاتجاه، فإذا كان الجواب لا، إذن ما الفرق بينهم وبين التصور الذي حاول نتنياهو الترويج له، يجب أن يقال إن اليهود والعرب في إسرائيل لم يتمكنوا من تحديد مكانها، مع أن 10٪ يعتقدون أنها لا تنتمي لأي من هذه المناطق".
يديعوت تلمح لدور إماراتي بقاعدة "3 يوليو".. ما علاقة مرسي؟
كاتبة إسرائيلية: زيارة لابيد لأبو ظبي تظهر تغير عداء إسرائيل
تطبيع إعلامي بين الاحتلال والإمارات.. توقيع اتفاقية شراكة