ما تزال المعارك تدور في أفغانستان، بين حركة طالبان والقوات التابعة لحكومة كابول، وسط حديث حكومي عن عرض للهدنة لمدة ثلاثة أشهر أطلقته الحركة.
وسبق أن قال المتحدث باسم وفد الحكومة لمحادثات السلام نادر نادري؛ إن طالبان اقترحت وقفا لإطلاق النار ثلاثة أشهر، مقابل الإفراج عن نحو 7 آلاف من معتقليها في السجون الحكومية، وشطب أسماء عدد من قادتها من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.
في المقابل، أوضح المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "هذا العرض ليس بجديد، ولم تفهمه الحكومة جيدا، بل هو قديم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020، أي قبل ثمانية أشهر تقريبا، بخفض عمليات القتال لمدة ثلاثة أشهر وليس هدنة".
وقال؛ إن "عرضنا قدمناه قبل أشهر للأمريكيين في الدوحة، وليس لكابول، وبناء عليه وقعنا الاتفاق، ولا بد أن واشنطن أخبرت إدارة كابول بعرضنا تخفيض أعمال القتال".
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور قياديا بطالبان حول انتصاراتها ومستقبلها (شاهد)
وأضاف: "قلنا لهم إننا لن نقوم بعمل عمليات تفجيرية وانتحارية، ولن نهاجم مراكز المديريات لمدة ثلاثة أشهر، في المقابل، ما تعهدتم به في الاتفاقية من إطلاق سراح الأسرى على سبيل المثال أن يلتزموا به، ولكن ذلك لم يتم".
وشدد على القول: "ما نطلبه ليس بجديد، وإنما وفق الاتفاقية الموقع عليها في الدوحة، وشطب أسماء القادة من القائمة السوداء، وعرضنا بقي مستمرا ولم يتم الاستجابة له رغم تعهدهم".
وقال: "لم ندخل الحرب طواعية، هي موجودة فعلا، ونحن لم نبدأها".
وأوضح أن "انضمام المناطق الشاسعة تم طواعية، فنحن من الشعب والشعب منا، وهذا بلدنا".
وأكد أنه "رغم انتصاراتنا الكبيرة، في مناطق واسعة من البلاد، لم نسمع بخسائر بالأرواح المدنية، بل هناك عفو منا، وليس هناك مشاكل مع شعبنا، حتى لو كان هناك من أخطأ بالتعامل مع العدو"، ويقصد بذلك أمريكا وتحالف الناتو.
ميدانيا، ما تزال المعارك على أشدها في مناطق عدة، وقال مصدر حكومي أفغاني؛ إنّ 5 أشخاص قتلوا، و12 آخرين أصيبوا إثر سقوط قذيفة هاون على منزلهم بولاية لغمان شرقي البلاد.
وإلى شرقي البلاد، شهدت مدينة جلال أباد تفجيرا تسبب في وقوع قتلى وجرحى، دون أن يُعرف بعد حجم الضحايا أو طبيعة التفجير.
من جهة ثانية، أعلنت حركة طالبان سيطرة مسلحيها على مقر مديرية أرغنداب بولاية قندهار جنوبي البلاد، لكن الحكومة نفت ذلك.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع؛ إن 18 من عناصر طالبان قتلوا في غارة جوية بولاية هرات غربي البلاد، في حين لم تؤكد الحركة ذلك.
اقرأ أيضا: كاتب تركي: طالبان نفت عداءها لأنقرة وأوضحت موقفها
كما ذكرت وسائل إعلام محلية، أن الحكومة وطالبان توصلا إلى وقف لإطلاق النار في ولاية بادغيس غربي البلاد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول حكومي، أن قواته استعادت السيطرة على معبر "تشمن" الحدودي مع باكستان، كما أعلنت السلطات الباكستانية اليوم إعادة فتح المعبر.
وفي المقابل، قالت طالبان؛ إنها لا تزال تسيطر على بلدة سبين بولدوك، حيث يقع المعبر الذي استولى عليه مسلحوها الأربعاء الماضي، وهو المعبر الرئيس الذي كانت تمر عبره معظم مواد الدعم اللوجستي للقوات الدولية بأفغانستان طوال 20 عاما الأخيرة.
وفي سياق آخر، كشف مصدر أمني للجزيرة أنه تم نقل 240 سجينا، بينهم قياديون في طالبان، من سجن قندهار إلى كابل بعد هجمات على السجن.
هل يمكن أن تنجح الصين بما فشل به الآخرون في أفغانستان؟
طالبان تسيطر على منافذ ومعابر رئيسة لأفغانستان
كاتب: هذه خيارات روسيا في أفغانستان بعد انسحاب أمريكا