قالت أكاديمية إسرائيلية إن "المعطيات الميدانية تشير إلى أن موسكو نفد صبرها من الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، وقررت إلحاق الضرر بالتنسيق الإسرائيلي الروسي فيما يتعلق بهذه الساحة، ولأن هذه التقديرات لا يعرف مصدرها، فيجب على إسرائيل أن تأخذها بحذر محدود".
وأضافت ميكي آرونسون، المتخصصة في العلاقات الدولية، في
مقالها على موقع معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ترجمته "عربي21"، أن
"القرار الروسي مرتبط بتفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة على أن لديهما موقفا مماثلا بشأن هذه القضية، لذلك يمكن لروسيا التصرف بقوة لإحباط الهجمات الإسرائيلية،
بتوفير أنظمة صاروخية متطورة ونصائح الخبراء العسكريين الروس لنظرائهم السوريين".
وأشارت إلى أن "هذه التقديرات أثارت ضجة في وسائل
الإعلام الدولية حول ما إذا كانت موجودة بالفعل، وكيف يجب أن تتعامل إسرائيل مع هذا
التغيير، واشتدت المخاوف حولها، بعد حديث منسوب لجنرال روسي بأن الصواريخ التي أطلقتها
إسرائيل على حمص اعترضتها أنظمة روسية، رغم أنه لا يزال الطريق طويلا من الإعلان عن
قرار بتغيير السياسة الروسية تجاه إسرائيل في الساحة السورية".
وأكدت أن "الفحص الدقيق للمصالح الروسية، والواقع
الاستراتيجي في المنطقة، والأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة، تثير تساؤلات حول تصميم
روسيا على تغيير سياستها تجاه الهجمات الإسرائيلية في سوريا، لأنه ليس من قبيل الصدفة،
وبالتوازي مع نجاحات الأنظمة الروسية في مواجهة عمليات الإطلاق الإسرائيلية، أقيم معرض
جوي وفضائي في ضواحي موسكو".
وبينت أن "روسيا ترى في سوريا مجالا تجريبيا ووسيلة
لتسويق منظومات أسلحتها، كما أن المنشورات حول نجاح هذه الأنظمة خلال أيام المعرض تعمل
محفزا لجهود الصناعات التسويقية، مع العلم أن سوريا تستخدم الأسلحة وأنظمة الدفاع الروسية
لفترة طويلة على أي حال، وتم إرسال مستشارين روس منذ سنوات لتوجيه الجيش السوري في
أساليب القتال، وتعليم أفراده كيفية تشغيل الأنظمة الروسية".
اقرأ أيضا: WSJ: درعا تهدد "مصداقية" روسيا كحكم سياسي في سوريا
وأوضحت أن "هذه المنشورات قد تكون تنبع بدافع تسويق
أنظمة الأسلحة الروسية، ولا تمثل تغييراً حقيقياً في السياسة الروسية تجاه الهجمات
الإسرائيلية في سوريا، حيث تقدم روسيا الآن منتجها الأمني الأكثر تقدمًا لإحباطها،
مع أن الروس برروا فشل السوريين في منع الهجمات الإسرائيلية بأنظمتهم بسبب الاختلافات
المناخية، ووجود جنود سوريين غير مهرة يشغلون هذه الأنظمة".
وأضافت أن "هناك سيناريو محتملا يتمثل بأنه إذا نقلت
روسيا أنظمة أكثر تقدمًا للسوريين، وعملت إسرائيل بنجاح في ساحتهم، فإن هذا سيحرج الصناعات
الدفاعية الروسية، وهي مصدر دخل من الدرجة الثانية لروسيا بعد منتجات الطاقة، وبالتالي
فإن فرص تعريض روسيا لسمعة صناعة الدفاع الخاصة بها للخطر لصالح حماية الأصول الإيرانية
في سوريا تتراوح بين المنخفضة والمعدومة".
ولفتت إلى أنه "في ضوء كل ما سبق، لا يمكن الادعاء
بعدم وجود صعوبات ومطبات في التنسيق الإسرائيلي الروسي على الساحة السورية، فطالما
أعرب مسؤولون أمنيون وعسكريون روس عن عدم رضاهم عن أنشطة إسرائيل في سوريا، لأنهم يخشون
وقوع حادث قد يتسبب بإلحاق الضرر بالأصول الروسية، وأن يعطل النشاط الإسرائيلي روتين
البلاد، ويلحق الضرر بالبنية التحتية السورية الضرورية لتحقيق استقرار نظام الأسد".
وذكرت أنه "لفترة طويلة، كان هناك شعور في روسيا
بأن إسرائيل تتمتع أحيانًا بـ"وجبة مجانية"، وأشارت بمرارة إلى أن إعادتها لرفات
الجندي الإسرائيلي اعتبر مخاطرة بحياة جنودها، دون تعويض مناسب من إسرائيل، ولذلك تحاول
روسيا جني فوائد إضافية من التنسيق مع إسرائيل، وقد تشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة
فرصة لروسيا لوضع قواعد جديدة للعبة تشمل تغييرات أخرى، أو على الأقل تأكيد التفاهمات
القديمة".
وأوضحت أن "التقديرات المتعلقة بتغيير سياسة روسيا
تجاه إسرائيل في سوريا تزامنت مع تقارير تحدثت بأن إسرائيل ستوفر أنظمة القبة الحديدية
لأوكرانيا؛ لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، رغم أن احتمالية قيام إسرائيل بذلك
تعدّ مخاطرة ستنظر إليها موسكو على أنها معادية، وضرر مباشر لمصالحها، ما قد يثير
أزمة وتوترا بينهما، ما يتطلب ألا تنجر تل أبيب وموسكو لحسابات خاطئة، وتتجاهلان هذا
الضجيج".
صحيفة إسرائيلية: روسيا تغير القواعد في سوريا وتحبط هجماتنا
إقرار إسرائيلي بفشل التصدي لإيران وفروعها في المنطقة
وثيقة سرية حول "التهديدات المحدقة" بدولة الاحتلال