نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا سلطت فيه
الضوء على التقارب المستمر بين المغرب
وإسرائيل الذي لم يتأثر بالفضيحة التي أحدثتها قضية NSO. وتطبيق بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، افتتح بعثة
دبلوماسية في الرباط، خلال أول زيارة لوزير دولة عبري إلى المغرب منذ عام 2003.
استمر التقارب بين إسرائيل والمغرب رغم الفضيحة.
وزار
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد المملكة، وهي سابقة منذ عام 2003، بعد ما يقرب من شهر من كشف سبع عشرة وسيلة إعلام، بما في ذلك لوموند ومنظمة العفو الدولية، عن استخدام أجهزة الأمن
المغربية لبرنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، من أجل مراقبة الصحفيين والنشطاء
السياسيين، فضلا عن أهداف فرنسية.
وقالت الصحيفة: "ليس ملف بيغاسوس، الذي
يحرج الطرفين، في جدول أعمال هذه الزيارة. في المغرب، لكن يعتزم لبيد تعميق تطبيع
العلاقات بين البلدين، الذي تم التوصل إليه في شهر كانون الأول / ديسمبر 2020 من خلال واشنطن. وبالتالي فهو يسير
على خطى سلفه بنيامين نتنياهو، المشرف على المصالحات الأمنية ثم الاتفاقات
الدبلوماسية، التي سمحت منذ عام 2020 لإسرائيل بالتطبيع مع أربع دول عربية
(الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب)، دون أي تنازلات
للفلسطينيين".
وزار لبيد يوم الأربعاء الضريح الذي دفن فيه
الملكان الحسن الثاني ومحمد الخامس، ثم التقى بنظيره ناصر بوريطة. كانت المملكة تدرك
أنها لا تستقبل مجرد وزير، بل رئيس حكومة محتمل في المستقبل. لبيد هو من يقف وراء
تشكيل الائتلاف الذي أطاح بنتنياهو في يونيو، بعد اثني عشر عامًا من الحكم
المستمر.
وذكرت الصحيفة أنه بخصوص العقد الذي وقعته شركة
المراقبة الإسرائيلية إن إس أو مع الدولة المغربية، والذي أقرته وزارة الدفاع
الإسرائيلية، لم يكن لدى الدبلوماسية الإسرائيلية ما تقوله يوم الأربعاء. كما لم
تعلق على اتفاقية الدفاع السيبراني التي وقعتها الدولتان في تموز / يوليو، والتي تغطي "التعاون العملياتي
والبحث والتطوير ومشاركة المعلومات"، وفقًا لمديرية الأمن السيبراني الوطنية
في إسرائيل.
وبفضل هذا العقد، ووفقًا لمعلومات الصحيفة، حصل
عامل داخل أجهزة الأمن المغربية على أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون ورئيس حكومته وأربعة عشر وزيراً في منصبه، لاحتمال وضعه تحت
المراقبة بواسطة البرمجية الإسرائيلية.
قام وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أثناء
زيارته لباريس في 28 تموز / يوليو، بتذكير نظيرته فلورنس بارلي، بأن "فرنسا
تنتظر التوضيحات" "التي تحتاجها
من أجل الثقة والاحترام المتبادل بين بلدينا". ينبغي أن تعمق رحلة لبيد إلى
المغرب العلاقات الاقتصادية في قطاعات
المياه والزراعة والنقل. ومن المقرر توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون يوم الأربعاء.
والجدير بالذكر أنه منذ أكثر من أسبوعين، ربطت الرحلات التجارية المباشرة بين
البلدين.
المساعدة العسكرية في الصحراء الغربية
أوضحت الصحيفة أنه بعد أن ألحقت بها الأزمة
الناجمة عن فيروس كورونا أضرارا اقتصادية، تعتمد المملكة على شتات نافذ - ما بين
700 ألف إلى مليون إسرائيلي من أصل مغربي- لزيادة تجارتها مع إسرائيل وجذب
الاستثمار. لم تتوقف هذه الاستثمارات قط، على الرغم من إغلاق مكتب الارتباط
المغربي في تل أبيب عام 2000 في بداية الانتفاضة الثانية.
وقالت لوموند إن التعاون الأمني بين البلدين، والذي يتضمن
بيع برمجيات بيغاسوس للمغرب، عريق ويعود
تاريخه إلى الستينيات. لكن السعي وراء هذا التقارب ما زال يعتمد على ملف ثان وهو
الصحراء الغربية.
ووافقت المملكة على إعادة ربط علاقات مع إسرائيل مقابل اعتراف
واشنطن بسيادتها على هذه المنطقة، التي تخلى عنها المستعمر الإسباني السابق في عام
1976. وكان هذا مكسبًا لا يقدر بثمن للملك محمد السادس، الذي خاطر بمواجهة رأي عام
ما زال مرتبطًا بالقضية الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين، يعتقد محللون إسرائيليون أن
إسرائيل يمكن أن تساعد المغرب عسكريًا من حيث المعلومات الاستخباراتية في قتالها
ضد جبهة البوليساريو. والدليل الأول على ذلك أنه في بداية نيسان / أبريل، قُتل
قائد درك البوليساريو بفضل معلومات قدمتها طائرة مسيرة من "تصميم
إسرائيلي"، بحسب صحيفة "لو ديسك" على الإنترنت.
وفي الختام، بينت الصحيفة أنه على الصعيد
الدبلوماسي، رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتقارب الإسرائيلي العربي الذي راهن
عليه سلفه دونالد ترامب. لكن إدارته لم تراجع بعد قرار السيد ترامب بشأن الصحراء
الغربية. وقال دوري غولد المدير العام السابق لوزارة الخارجية والمقرب من نتنياهو
اليوم إن "الولايات المتحدة وإسرائيل ساعدتا معًا على تعزيز السيادة
المغربية. لكي ينجح التطبيع، يجب أن يستمر هذا التقدم في المستقبل".
MEE: فضيحة بيغاسوس تعرّي "نجاح" إسرائيل بالأمن السيبراني
"فضيحة بيغاسوس" تسلط الضوء على قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي
FT: كيف استغلت إسرائيل "بيغاسوس" للتطبيع مع الخليج؟