نشرت صحيفة "أتلايار" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الظروف البائسة التي يعيشها اللاجئون السوريون في مراكز الإيواء الليبية، الأمر الذي دفع العديد من المنظمات غير الحكومية إلى إطلاق نداءات مختلفة لإنقاذهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأزمة الاقتصادية المثيرة للقلق في سوريا إلى جانب نقص الغذاء والدواء التي تضاف إلى تداعيات الحرب الأهلية، دفعت آلاف السوريين إلى ترك وطنهم بحثا عن مستقبل أفضل.
وتعد ليبيا من بين الدول التي تواصل استضافة اللاجئين السوريين، القادم معظمهم من محافظة درعا جنوبي البلاد.
ولكن السوريين الفارين من أهوال الحرب والتجنيد القسري والظروف المعيشية الصعبة، والذين يحاولون الهجرة إلى أوروبا، يجدون أنفسهم محتجزين في مراكز الإيواء الليبية، وعرضة لانتهاكات منهجية لحقوق الإنسان.
اقرأ أيضا: تقرير: مئات السوريين محتجزون بليبيا في ظروف غير إنسانية
وذكرت الصحيفة أن المنظمات غير الحكومية الليبية ندّدت بما يحدث للاجئين السوريين العالقين في ليبيا، والذين يتجاوز عددهم 200 لاجئ، مشيرة إلى أنهم "يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب والحرمان من الطعام والدواء".
كما حذرت هذه المنظمات من أن بعض الشكاوى التي قدمها الأقارب تشير إلى أن الجهات المسؤولة عن المركز تطلب فدية تصل إلى ألفي دولار مقابل الإفراج عن المعتقلين.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المرصد الأورومتوسطي يوسف سالم، أن "معتقلين عدة أفادوا بتعرضهم لمعاملة مهينة "منها الضرب وعدم توفير الغذاء الكافي، إضافة إلى توفير مياه الشرب مرتين فقط في اليوم".
وأشار إلى أن اللاجئين المحتجزين يضطرون لدفع مبالغ تزيد عن ألف دولار مقابل الإفراج عنهم، من خلال ما يعرف بـ "السماسرة" الذين يتلقون هذه الأموال من خلال اتفاق بينهم وبين مدراء السجون.
وبحسب المرصد، أكد المحتجزون السابقون أن إدارات السجون والمعتقلات يتبعون سياسة الإهمال الطبي تجاه المرضى ولا يوفرون لهم العلاج اللازم، لا سيما من يعانون من أمراض مزمنة تؤدي إلى الوفاة.
وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، فإن "هناك مركزين للاحتجاز في ليبيا في وضع طبي كارثي والمعتقلون هم الضحايا".
ونقلت الصحيفة عن مديرة برنامج أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، ماري ستروثرز، أن "عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين محتجزون في منطقة يتصاعد فيها الصراع. كما يتعرض أولئك الذين يحاولون الفرار عن طريق البحر لخطر اعتراضهم وإعادتهم إلى مراكز الاحتجاز، التي غالبا ما تكون في مناطق النزاع. وأوروبا متواطئة في هذه الانتهاكات".
بلومبيرغ: روسيا تضغط على حفتر لدعم سيف القذافي
إندبندنت: الحياة في مخيمات اللاجئين بلبنان.. بين اليأس والأمل
تقرير يتوقع انسحابات أمريكية جديدة بعد العراق وأفغانستان