اتشحت بلدة عكار اللبنانية بالسواد، الاثنين، إثر إعلان حالة
الحداد الوطني، غداة انفجار خزان للوقود، أودى بحياة العشرات وضاعف من أزمات البلد
المكلوم.
وفجر الأحد، استفاق اللبنانيون، على انفجار خزان مخبأ يحوي
آلاف الليترات من البنزين، في بلدة التليل بعكار شمالي لبنان، ما أدى إلى سقوط 28 قتيلاً
وأكثر من 80 جريحا.
ووقع الانفجار في خزان البنزين بعد اكتشافه من قبل مجموعة
شباب في المنطقة، وتهافت المواطنين عليه لتعبئة الوقود، بحسب إعلام محلي.
وأعلن الجيش اللبناني، في بيان الأحد، توقيف نجل صاحب قطعة
الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود.
روايات ذوي الضحايا
بصوت مرتجف وعيون غارقة بالدموع، قال عادل شريتح، والد اثنين
من ضحايا الانفجار: "حصد الموت حسين (32 عامًا) متزوّج ولديه طفلتان، وفياض
(23 عامًا). لم أكن أتخيل نهاية حياتهما بهذه المأساة".
وأضاف: "حسين وفياض، ذهبا إلى موقع خزّان البنزين
من أجل الحصول على كميّة تكفي كوقود للسيارة، بسبب النقص الشديد في الأسواق".
ومضى قائلا: "بدأ السكان يتوافدون على خزان الوقود
(..)، وبسبب التزاحم والاشتباكات هدد صاحب الصهريج بإضرام النيران فيه، ثم أطلق النار
عليه فحدث الانفجار".
ولم تنته الأجهزة الأمنية والقضائية من التحقيقات في الحادث،
لكن وكالة الأنباء الرسمية نقلت عن مسؤولين (لم تسمهم) قولهم إن الانفجار كان بسبب
مشاجرات بين عدد من المواطنين تجمعوا حول الصهريج للتعبئة.
وأوضح شريتح: "عقب وقوع الانفجار بحثت عن أبنائي في
المستشفيات، ورأيت جثامين متفحمة ومصابين بتشوهات هائلة، يستحيل معها التعرف على
الضحايا، لكني تعرفت على حسين وفياض في مستشفى براد بطرابلس (حكومي)".
بتفاصيل متقاربة، قال معين والد القتيلين خالد (20 عامًا)،
وجلال (16 عامًا)، "سمعنا أنّ الجيش صادر خزّانًا يحتوي على البنزين، ويقوم بتوزيع
كميات على المواطنين".
وتابع: "فور سماع الخبر، ذهب أبنائي إلى موقع الصهريج
للحصول على البنزين، ساعات قليلة وسمعنا دوي الانفجار ووقعت الكارثة التي راحت فيها
فلذتا كبدي".
واختتم شريتح حديثه قائلا: "سبب الانفجار هو الإهمال
في لبنان على مختلف الأصعدة".
والأحد، أعلنت الهيئة العليا للإغاثة الإنسانية في لبنان
(رسمية)، أنها تواصلت مع تركيا ومصر والأردن ودول أخرى، لنقل الحالات الخطيرة جراء الانفجار
إليها لتلقي العلاج، على وقع استغاثة بعض مستشفيات لبنان إثر نقص المستلزمات الطبية.
وقرر مجلس الوزراء اللبناني، في بيان، أن الاثنين يوم حداد
وطني على ضحايا انفجار عكار، على أن تُنكس الأعلام وتُعدل البرامج العادية في محطات
الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الفاجعة الأليمة.
وبسبب أزمة اقتصادية طاحنة، يشهد لبنان منذ أشهر شحا في الوقود
والأدوية وسلع أساسية أخرى، بسبب عدم توافر النقد الأجنبي الذي كان يؤمنه المصرف المركزي
من أجل دعم استيراد تلك المواد.
لبنان يسير باتجاه "المجاعة"...فهل من حلول؟
قراءة إسرائيلية في رسائل حزب الله من "رشقة الصواريخ"
قلق أممي من التصعيد بين لبنان والاحتلال.. ودعوات للتهدئة