اعتبر وزير إسرائيلي سابق، أن الزيارة التي قام بها وزير الجيش بيني غانتس إلى رام الله ولقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أهم من زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينيت لواشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين، أوضح في مقال نشرته "إسرائيل اليوم"، أنه "في اللقاء الذي عقد في واشنطن بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وبينيت، لم تتغير إلا النبرة، في حين، في لقاء عباس- غانتس تغير شيء مهم في الجوهر".
وذكر أن بينيت عرض "معتقداته" في صيغة "اللاءات الثلاثة" للخرطوم عام 1967؛ "لا لاتفاق مع الفلسطينيين، لا للتفاوض معهم، لا للاعتراف بدولة فلسطينية".
وقال: "بايدن الذي يعرف الشرق الأوسط جيدا، كان مستعدا لأن يسير شوطا أطول كي يجد قاسما مشتركا مع ضيفه"، منوها إلى أنه "من الواضح لبايدن، إذا لم تقم إسرائيل حدودا بينها وبين الفلسطينيين، ستحكم أقلية يهودية أغلبية فلسطينية، وسيكون هذا وداعا لفكرة الدولة اليهودية، بالذات بواسطة اليمين القومي المتطرف".
ونوه بيلين، إلى أن "بايدن فوجئ من توقيت عرض لاءات بينيت، ولكن المقابل ليس مضمونا"، مضيفا: "معقول الافتراض، أنه يقول لنفسه، من الأفضل لزعيم يميني، ألا يكون كديا تجاه الولايات المتحدة على زعيم لا يستبعد دولة فلسطينية، ولكنه يفعل كل شيء كي يعرقلها".
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في لقاء عباس وغانتس.. وحديث عن توتر
ولفت إلى أن "الحل البنتوستاني (دول الظل في نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا) هو الأقرب الذي يفهم من أقوال بينيت، والزعيم العجوز والغامض لم يحاول الجدال مع هذا النهج في الزمن القصير الذي كان تحت تصرفه"، موضحا أن العديد من المواضيع حلت محل المسألة الفلسطينية منها؛ تمويل "القبة الحديدية"، عدم رفض إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، رفع مستوى المحادثات التي لا تنتهي عن إلغاء التأشيرات للإسرائيليين، إضافة للموضوع الإيراني.
واعتبر الوزير، أن اللقاء "المفاجئ، أكثر بكثير، جرى في رام الله، بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الأمن بيني غانتس"، مضيفا: "بينما يسعى مقربو بينيت، لأن يعزوا لهذا اللقاء طابعا مهنيا لغرض حل مشاكل آنية، تكبد مقربو غانتس عناء الإيضاح، أنه طرحت فيه مواضيع سياسية، وكان الهدف، تعزيز الحكم البراغماتي في رام الله مقابل حكم حماس في غزة".
وذكر أنه "إذا كان في واشنطن تغيير مهم جدا في النبرة ولكن ليس في الجوهر، ففي لقاء عباس-غانتس، حدث تغيير في الجوهر، بداية؛ الزعيم الفلسطيني الذي يعارض الكفاح (ضد الاحتلال) بكل حزم، الذي يسمي التنسيق الأمني مع إسرائيل "مقدسا"، ويفهم جيدا بأن المصلحة الفلسطينية هي في السلام مع إسرائيل والشراكة معها، عاد ليكون شريكا".
وبين أن "الوزير غانتس، هو زعيم سياسي مؤيد مبدئيا لحل الدولتين، والحكومة الجديدة ترى في حكم عباس، مع كل ضعفه، شريكا ينبغي تعزيز قوته"، معتبرا أن "الزيارة في رام الله بالذات، كانت أهم من الزيارة في واشنطن".
مسؤولون في الاحتلال يحذرون بايدن من انتقاد مصر والسعودية
قراءة إسرائيلية في لقاء عباس وغانتس.. وحديث عن توتر
هآرتس: عروض غانتس "الفارغة" لعباس لن تبني الثقة بين الجانبين