قال خبير عسكري إسرائيلي إن "التوتر الأمني الجاري في الجبهة الجنوبية، يولد تخوفا لدى الإسرائيليين بأنه قد يجرهم هذا الوضع المتفجر إلى جولة أخرى من القتال في غزة، في ظل محاولة حماس الضغط على إسرائيل، فيما تسعى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتحديد مستوى النيران، والعمل على منع اندلاع تلك الجولة".
وأضاف نير دفوري في مقاله على القناة 12، ترجمته "عربي21" أنه "بعد ثلاثة أيام متتالية انطلقت خلالها صفارات الإنذارات في مستوطنات غلاف غزة بسبب إطلاق صواريخ، وهجمات سلاح الجو على أهداف في القطاع، نشأ هناك قلق من أن الوضع المتفجر في الجنوب يمكن أن يتصاعد إلى حملة عسكرية أخرى في غزة، رغم أن مصر أوضحت لحماس أن الرد الإسرائيلي على الأحداث الأخيرة سيكون شديد الصعوبة، لكن المنظمات الفلسطينية تواصل الضغط على إسرائيل".
وأشار إلى أن "السؤال الذي يتردد في أروقة المؤسسة الأمنية هو: هل نلجأ للتصعيد أم أن هناك أملا في الهدوء؟ مع العلم أن إطلاق الصواريخ الأخيرة أتى في إطار الرد على إعادة اعتقال بعض الأسرى الذين هربوا من سجون جلبوع، ومحاولة لردع إسرائيل، وفي الوقت نفسه، من الواضح أن حماس تختار غض الطرف عن الهجمات الكبيرة لسلاح الجو في غزة، رغم أن قصف مواقع تحت الأرض ومنشآت الصواريخ أمر مؤلم لها".
وأوضح أن "الاشتباكات على حدود غزة تتزايد، لكن في ظل عدم ردع حماس إلى الآن، فإنها اختارت أن تخوض هذه الاحتكاكات دون الوصول إلى عتبة القتال، مع العلم أن غزة تستعد لتوزيع المنحة القطرية على الأسر المحتاجة وفق الآلية الجديدة، لأول مرة منذ الحرب الأخيرة، ووفق الآلية الجديدة تم تحويل 20 مليون شيكل للأمم المتحدة عن طريق التحويل المصرفي، وليس نقدا، وتصدر بطاقات قابلة لإعادة الشحن لسحب النقود من البنوك في غزة".
وأكد أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تواصل العمل على صياغة بدائل تمكن من تحويل الأموال، وتمنع التصعيد في وقت غير مرغوب فيه بالنسبة لها، وهناك تخوف أن يتدحرج التوتر القائم إلى عملية عسكرية في حال مواصلة إطلاق الصواريخ من غزة".
سيمحا غولدين والد الضابط الإسرائيلي الأسير لدى حماس، "وجه انتقادا قاسيا إلى الحكومة عقب إعلانها عن خطة لإعادة إعمار غزة دون المطالبة بعودة الجنود الأسرى، معتبرا أن مثل هذه الخطة سيكون مصيرها الفشل مرة أخرى، وفي الوقت ذاته تدرك حماس أن طريقها سينتصر في النهاية".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "الحكومة التي تسعى لإعادة إعمار غزة لن تنجح، لأن من لا يجلب الموتى من ساحة المعركة، لن يجلب الجرحى، وبعد سبع سنوات شنت إسرائيل حملة أخرى ضد العدو نفسه، بعد أن تركت جنودها بين يديه، رغم أن قادة الجيش ورئيس الحكومة هم من أخذوا الجنود إلى المعركة هناك في غزة، لكنهم في الوقت ذاته لم يخططوا لإعادة الجنود الأسرى، وهذه ضربة مروعة للجيش، ولجنود الاحتياط وعائلات الجنود".
وأكد أنه "منذ أسر الجنود لدى حماس، تغيرت الحكومة الإسرائيلية، تعرف نفسها بحكومة "تغيير"، يتحمل جميع وزرائها العبء الثقيل للتخلي عن الجنود منذ سبع سنوات، مع أن وظيفتهم الآن هي استبدال التراخي والخنوع تجاه حماس، والبدء في التغيير بإعادة الجنود قبل أي شيء آخر، وهكذا سنشكل الوعي الإسرائيلي، ونستطيع رسم صورة النصر على حماس، التي سيطرت على وعي قادتنا وجيشنا، وجعلتهم يجثون على ركبهم مرارا وتكرارا، ويبدأ هذا المسار بعودة الجنود".
وأشار إلى أن "أي حل آخر سوف يسحبنا إلى الوراء، وستواصل حماس قتل جنودنا واختطافهم، لأنها تعلم أن هذا هو السبيل للانتصار، وهذا يدفعني لمناشدة رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأن يتوقفوا عن الاستسلام لحماس".
غضب داخل الائتلاف الحاكم للاحتلال.. "ردعنا يتآكل في غزة"
تقدير إسرائيلي: التسوية الاقتصادية لن تجلب هدوءا مع غزة
الاحتلال يشرع ببناء جدار جديد.. معاريف: التصعيد مع غزة أقرب