قالت خطيبة الصحفي الراحل جمال خاشقجي إن
الرئيس جو بايدن وبقية القادة حللوا محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي من جريمة
قتل خاشقجي وهذا يدعو للقلق.
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"
ترجمته "عربي21" قالت فيه: "لا أزال أتذكر تلك اللحظة، قبل ثلاثة أعوام
عندما بدأت أشعر بالخوف الشديد على جمال وأنا أنتظره خارج القنصلية السعودية في
إسطنبول، وكان شعورا مخيفا وغثيان في معدتي وأعيش فيه كل يوم".
وأضافت: "والأكثر رعبا هو إفلات القتلة من
العقاب، وقد أعطى العالم علامة نجاح للأمير محمد بن سلمان والذي تجرأ اليوم وأصبح
أكثر خطرا. وربما أفرجت إدارة بايدن عن تقرير سري للمخابرات، أشار إلى أن محمد بن
سلمان أصدر أمر اغتيال جمال، ولكنها رفضت فرض عقوبات مباشرة عليه".
ورغم أنها "دعت إلى إعادة ترتيب العلاقات
الأمريكية – السعودية، لكنها لم تفرض عقوبات مباشرة. ومضى عدد من قادة العالم
وحكومته مع هذه المهزلة".
والأسبوع الماضي "وقف قادة العالم في
الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحدثوا عن حقوق الإنسان والديمقراطية لكن أحدا منهم
لم يعبر عن وقوفه مع الناشطين والكتاب السعوديين القابعين في السجون لشجاعتهم
وتحديهم النظام المستبد".
و"بعضهم شجب مقتل جمال بعد وقوعه ولكنني
أقول لهم اليوم: لا تعتقدوا أن مقتل رجل طيب وقف من أجل الحرية والديمقراطية كان
خطأ وليس لديكم النية لتصحيحه. ولا قيمة لقولكم أنكم تقفون مع الديمقراطية مع أنكم
لا تقومون بحمايتها ومن يقاتلون من أجلها في السعودية وحول العالم".
وأضافت أن عدم تحقيق العدالة لجمال ترك أثره
المباشر، فمن يتجرأ على متابعة خطواته لديهم أسبابهم للعيش بخوف. ولا تزال
السعودية تلاحق أي صوت معارض داخل وخارج حدودها. وهناك أعداد لا تحصى خلف القضبان
يواجهون أحكاما قاسية بتهم مثل نشر تغريدة تدعو لحقوق المرأة.
وقالت إن "من قرروا تجاوز مقتل خاشقجي
وتغليب المصالح الإقتصادية وغيرها أرسلوا رسالة واضحة: يمكن للطغيان أن يتصرف كما
يريد لو كان لديه متواطئون".
وأضافت: "من الواضح أن العمل الحقير، ضد
صحافي كان يريد تحسين حياة شعبه، لن تغير الحسابات الباردة لمن هم في السلطة. وكيف
نتوقع من المدافعين عن حقوق الإنسان الخروج والتقدم بمطالبهم، عندما يتصرف من
يحاولون إيذاءهم وإسكاتهم بدون خوف من العقاب".
و"نجح محمد بن سلمان لأنه يعرف أن من هم
في أروقة السلطة، في الأمم المتحدة والبيت الأبيض، لا يتجرؤون على تحدي أفعاله
الإجرامية".
ويناشد المعارضون السعوديون من أجل التضامن
معهم، ولكن الدول تدير ظهرها لهم وتعمق من علاقاتها مع قاتل يعرف كيف يتصرف.
وفي شباط/فبراير عندما رفعت إدارة بايدن السرية عن
التقرير الإستخباراتي حول تورط محمد بن سلمان بجريمة قتل جمال خاشقجي، أعلنت وزارة
الخارجية عن عقوبات أو "منع خاشقجي" يحظر بموجبها منح تأشيرات لأي شخص
"يقوم بالعمل نيابة عن حكومة أجنبية" وتورط في "نشاطات خطيرة
وعابرة للحدود ضد معارضين".
وقالت خطيبة خاشقجي: "رغم أن هذه الآلية
تحمل اسم جمال إلا أنها فشلت في تحقيق العدالة له. فالإجراءات الخجولة التي تم
اتخاذها هي لا شيء وأقل من التبرئة لمحمد بن سلمان على سلوكه الوحشي".
وبدلا من الكلمات التي تدعم مثلا عليا، نحن
بحاجة لسياسات تدعم حقوق الإنسان، والمدافعين عنها وعن الصحفيين، وسياسات تحميهم في
السعودية وخارجها.
وختمت خطيبة خاشقجي بالقول: "أناشد اليوم
وبصدق من يملكون القوة، أوقفوا هذه الحيلة وقفوا بشجاعة وقوة ضد القتلة بدم بارد
الذين يقومون بسحق الديمقراطية وإنسانيتنا المشتركة."
WP: الذكرى الثالثة لمقتل خاشقجي وكثيرون بالسجون
تقدير إسرائيلي: شهر العسل لحكومة بينيت-لابيد لن يستمر
FT: ابتسامات قادة الخليج لبعضهم تخفي منافسة شرسة