أجرى الأمير
المغربي هشام العلوي، وهو أحد أبناء الأسرة المالكة في المغرب، مقارنة بين كل من
قطر والإمارات، وسياساتهما في المنطقة مشيرا إلى فهم الدوحة مجرى التاريخ في مقابل
تعرض أبو ظبي لنكسات.
وقال العلوي في
مقاله بصحيفة "أوريون21" الفرنسية تحت عنوان "عودة قطر وتراجع
الإمارات"، إنه وبعد أربع سنوات، "انقلب الوضع، وشهدت منطقة الخليج
إعادة توازن جيوسياسي كبير. واحتلت قطر مكانة جديدة بفضل قوة سياستها الخارجية
التي تفوق بكثير حجمها الجغرافي الصغير، في حين أصبحت الإمارات في موقف دفاعي بعد أن
تعرضت لعدة نكسات في مواضيع إقليمية مختلفة".
وأضاف الأمير
هشام: "يمكن تفسير هذا الوضع الجديد قبل كل شيء من خلال مقارباتهما الإقليمية
المتعارضة كليا، فقد طورت قطر سياسة خارجية مستقلة مستوحاة من نظرة استراتيجية على
المدى الطويل، في حين طبقت الإمارات من جانبها تكتيكات قصيرة المدى".
ويرى في الملف
الأفغاني عنوانا لنجاح دبلوماسية قطر نظرا للدور الذي لعبته، وقال: "أصبح من
غير الممكن تجاوز قطر في أي حوار مع طالبان، إذ قامت بتسهيل إقامة جسور جوية
لإجلاء العديد من الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، ووافقت إلى جانب تركيا على
إدارة مطار كابول نيابة عن السلطة الجديدة. وهكذا، أصبحت العلاقات بين الغرب
وطالبان ترتبط جزئيا بالدوحة".
ولم يستبعد الأمير
هشام، أن تستمر قطر في هذا الدور الدولي، وخاصة في العالم العربي إذ "يمكن أن
تشكل فلسطين الانفتاح القادم بالنسبة لقطر ويسمح لها بتكرار نجاحها الأفغاني من
خلال القيام بدور الوسيط بين حماس من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى".
وتابع أن "قطر
استثمرت في القوة الناعمة بعد الربيع العربي في حين استثمرت الإمارات في القوة
الصلبة، وراكمت من الأخطاء الكثير رفقة تيار مناهضة الثورة الذي يضم كذلك السعودية
والبحرين ومصر". مشيرا إلى "تواطؤ الإمارات مع إدارة دونالد ترامب والقيام بتدخلات
عسكرية في المنطقة بهدف توقيف أي تقدم ديمقراطي، كما روجت لتقنيات جديدة مثل
بيغاسوس لإسكات المعارضين والأصوات المنتقدة في الخارج".
ولفت إلى أن هذه
الاستراتيجية أظهرت محدوديتها بوضوح، خاصة وأن استعراضات القوة لم تؤد إلا لتضخيم
الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تتخبط
فيها ليبيا واليمن هذه الحصيلة الرديئة".
وشدد على أن
الإماراتيين وجدوا أنفسهم، "مقيدي الأيدي والأرجل في فلسطين خلال حرب غزة في
2021. فدعمهم الحماسي لصفقة القرن تحت إدارة ترامب منعهم من الانخراط أكثر مع الفلسطينيين
على الأرض".
ورأى أن أخطاء
الإمارات تمتد إلى طريقة التعامل مع السعودية، "فهذه الأخيرة وجدت نفسها
تتحمل فاتورة مغامرات الإمارات في الثورة المضادة بل وحتى التطبيع مع إسرائيل، حيث
لم تأخذ أبو ظبي بعين الاعتبار وضعية السعودية الداخلية علاوة على الاختلاف حول
إنتاج النفط، مما دفع بالرياض إلى تقليص صامت لنوعية العلاقات بل وحتى سحب الشركات
من الإمارات".
وتوقع الأمير
هشام "استمرار الصراع بين البلدين مع آفاق جديدة جيوستراتيجية في عالم متعدد
الأطراف يتبلور تدريجيا ومن قياداته الجديدة الصين"، وقال: "باختصار تدخل
دولتان خليجيتان صغيرتان بطموحاتهما الهائلة حقبة جديدة من التنافس الجيوسياسي.
ويصعب إلى حد الآن التنبؤ بنتائج هذه المواجهة".
كاتب سعودي: البيت الأبيض يلعب بالنار في علاقته معنا
محللون: الغرب مدين لقطر بعد دورها في أفغانستان
كاتب سعودي ينتقد فيلما إماراتيا أُنتج لمهاجمة قطر