مع تزايد فرض الوقائع الإسرائيلية على الأرض، لاسيما في الضفة الغربية، من حيث تكثيف المشاريع الاستيطانية، وتقييد صلاحيات الفلسطينيين، والتضييق عليهم، تتراجع فرص تطبيق حل الدولتين، في ظل عدم وجود تواصل جغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية، وطغيان المشهد الاستيطاني، وتمدد جدار الفصل العنصري، وتزايد مهام الإدارة المدنية التابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية على حساب السلطة الفلسطينية.
وقد تم التوضيح في كثير من الأحيان
أن مزيدا من انخراط المستوطنين في الضفة الغربية، وتوسع الجدار الفاصل لن يسمحا بوجود
دولتين، خاصة أن الحدود الجغرافية القائمة لن تكون سالكة، صحيح أن ذلك قد ينمي لدى
اليمين الصهيوني أحلاما قديمة جديدة بتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية، وفق صيغة
"الوطن البديل"، لكننا أمام مخطط موهوم بجنون العظمة.
ران أدليست الكاتب الإسرائيلي
في صحيفة "معاريف"، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أنه "ليس هناك
شك في أن الاحتلال مخجل، وهو نوع من السرطان الذي إذا ترك دون علاج، فسوف يؤدي إلى
الفوضى، واندلاع حرب شاملة، ولذلك فقد حان الوقت للتوضيح لمن حفظوا شعار دولتين لشعبين
بين نهر الأردن والبحر المتوسط، واحدة للفلسطينيين وأخرى لليهود، أنه بات من المستحيل
الحديث عنهما في ظل المعطيات الميدانية القائمة".
وأضاف أنه "اعتبارا من
عام 2021، فإن هناك ثلاث دول لشعبين، اثنتان منها رسمية، إسرائيل والأردن، والثالثة غير
رسمية، مع علامات الفصل العنصري، واسمها "يهودا"، وتتضمن محمية تسمى
"السلطة الفلسطينية"، ويحتمل أن تنطبق عليها أيضًا تسوية سياسية مستقبلية،
ووفق التصور اليميني الإسرائيلي فإنه دون إدراج الأردن في المعادلة، فإن فكرة إنشاء
دولة فلسطينية مستقلة صغيرة تبدو سخيفة ويائسة، رغم أن هذا النص يحتاج إلى توضيح".
اقرأ أيضا: مواجهات واعتقالات بالضفة.. وتفاصيل جديدة عن "جلبوع"
ليست هذه المرة الأولى التي
يسعى فيها اليمين الإسرائيلي لتصدير الحل النهائي للقضية الفلسطينية إلى الأردن، لكنها مع
مرور الوقت تصبح "أكثر غليانا في المرجل"، خاصة مع انسداد الأفق السياسي
بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولعلها تعود بنا الى عقود الثمانينيات من القرن السابق،
حين كان "الخيار الأردني" هو الفكرة السائدة لحل المشكلة الفلسطينية في عهد
أريئيل شارون حين كان وزير للحرب، واستدرج مناحيم بيغن رئيس الحكومة إلى حرب لبنان
الأولى في 1982، وحين أصبح رئيسا للوزراء، وخطط للانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية
بعد فك الارتباط عن قطاع غزة.
يستحضر الإسرائيليون عبر روايات
متواترة أن حرب لبنان الأولى المسماة "سلامة الجليل"، كانت الحافز الذي افترض
شارون من خلالها أن ينقل ملايين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان إلى الأردن،
بقصد تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية، مع تنازلات كبيرة في الضفة الغربية، مع أنها
"خطة توهم وجنون العظمة".
يمكن ربط الأطماع الإسرائيلية
في الأردن بوجود أكثر من مليوني فلسطيني من أصل ستة ملايين من غير الفلسطينيين، وملايين
اللاجئين، معظمهم عراقيون ولبنانيون وسوريون، ولا يخفي الإسرائيليون أن الأردن يحظى
بدعم أمريكي، ناهيك عن أن الأردن من وجهة نظر إسرائيلية مهم كدولة تفصلهم عن المحور الإيراني.
ويكمن التخوف الإسرائيلي، وإن
كان مبالغاً فيه، أنه في حال حصل تطور سلبي لدى الجارة الشرقية في المملكة، فسيكون
لديهم حوالي مليون لاجئ فلسطيني من سكان الأردن، ما يعزز الأطماع اليمينية الإسرائيلية
باتجاه إعادة طرح الفكرة الأردنية لحل الصراع مع الفلسطينيين.
هآرتس: تصاعد وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي بالاستخبارات
كاتب إسرائيلي يصف أسرى عملية سجن جلبوع بـ"الشجعان"
جنرال إسرائيلي محذرا "بينيت": مصر تعد لنا فخا دون منفذ