نشرت شبكة الـ"سي أن أن" تقريرا عن رحلة مهاجر إريتيري يدعى يونس غادر بلاده نحو ليبيا رغبة منه في الهجرة إلى أوروبا بحثا عن الحرية قبل أن ينتهي به الأمر في السجون المالطية.
وكشفت الشبكة أن عامل الإغاثة الفرنسي جيروم إلتقى بيونس في أيار/
مايو 2019 حيث كان الشاب الإريتري يقيم بمخيم اللاجئين "ظهر الجبل" غرب
طرابلس، بعد أن هرب من
الديكتاتورية التي تحكم بلده والخدمة العسكرية الإجبارية التي وصفتها الأمم المتحدة
بأنها أشبه بالعبودية بحثا عن الحرية في أوروبا.
وتبادل عامل الإغاثة أرقام الهاتف مع عديد المحتجزين، من بينهم يونس،
حيث كان الهاتف الذكي الوسيلة الوحيدة للاجئين للتواصل مع أهاليهم فضلا عن كونه
الأداة الوحيدة لتوثيق سوء المعاملة في مركز الاحتجاز.
وكان عمال الإغاثة وناشطون وصحفيون يعتمدون على معطيات ومعلومات
المحتجزين المرسلة عبر الهاتف من أجل إيصال أصواتهم والكشف عن الانتهاكات ضدهم.
الهروب من ليبيا
وفي 2 حزيران/ يونيو 2019، بدأ جيروم في التواصل مع يونس الذي كشف له
عن صعوبة ظروف الاحتجاز والمعاملة السيئة من قبل إدارة مخيم اللاجئين بسبب استخدام
المحتجزين لهواتفهم في توثيق التجاوزات.
وفي الأثناء، غادر جيروم التراب الليبي إلا أنه علم عن طريق بعض
اللاجئين أن حوالي 30 شخصا من بينهم يونس هربوا من مخيم اللاجئين.
وفي 3 آذار/ مارس 2020، عاد عامل الإغاثة الفرنسي إلى ليبيا ونجح في
الاتصال مجددا بيونس الذي كشف له عن أنه ينوي تنظيم هجرة غير شرعية رفقة 100 شخص
آخر من إريتريا و30 من نيجيريا نحو أوروبا على متن قارب.
اقرأ أيضا: دول غرب "المتوسط" تناقش مسألة الهجرة غير الشرعية
في المقابل، قدم جيروم تقريرا ليونس حول قوارب الإنقاذ القريبة من السواحل الليبية من أجل التدخل في حالة فشل الرحلة التي ينوي صاحب الـ29 سنة المشاركة فيها.
وبعد ذلك، لم يعد يونس يجيب على هاتفه قبل أن يعاود الاتصال بجيروم في
6 أيار/ مايو 2020 ويعلمه أن الوقود نفد من قاربهم أثناء الرحلة ورفضت السلطات
المالطية استقبالهم. في الأثناء تدخل قارب صيد تونسي لإنقاذ المهاجرين العالقين في
عرض البحر قبل أن تلقي خفر السواحل التونسي القبض عليهم.
رحلة جديدة
وفي 27 حزيران/ يونيو 2020، نجح يونس في الهرب من تونس إلى ليبيا رفقة
3 من أصدقائه بعد قضاء فترة الحجر الصحي ورفع الإغلاق العام من قبل السلطات
التونسية حيث تواصل مجددا مع نفس المهرب الليبي الذي وافق على أخذهم مجددا على متن
قارب بالمجان.
وانقطعت أخبار يونس مجددا لكن صديقه إسحاق، وهو إريتري آخر هارب من
مركز احتجاز ظهر الجبل، كشف لجيروم أن يونس خاض رحلته الجديدة يوم 26 تموز/ يوليو
2020 على متن قارب خشبي يضم 95 شخصا، تعطل محركه في وسط البحر.
استخدم جيروم المعطيات التي أخذها من إسحاق من أجل الاتصال بمراكز
الإنقاذ المالطية والإيطالية لبدء عمليات الإنقاذ. وبعد ساعات من الاتصال بالسلطات
المالطية، قام فريق إنقاذ بإخراج القارب إلى البر.
السجن
وبعد يوم، تواصل جيروم مع يونس حيث أعلمه أنه وصل إلى مالطا بعد رحلة
خطيرة ودخل في فترة حجر إجباري في أحد مراكز الاحتجاز.
وفي 31 آب/ أغسطس، علم جيروم عن طريق إسحاق أن الشرطة المالطية ألقت
القبض على يونس في المطار حين كان يحاول التسلل إلى إحدى الطائرات المتجهة إلى
إيطاليا حيث حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر.
220 مليون يورو قيمة ورقة يانصيب رابحة في فرنسا