ما زال الإسرائيليون يتداولون تفاصيل الهجوم الإسرائيلي غير المعتاد الذي وقع في وضح النهار قرب طريق رئيسي على الطريق من دمشق إلى بيروت، بهدف منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله بشكل عاجل، وتحديدا في بلدة الديماس الواقعة على بعد 20 كم غربي دمشق على الطريق رقم 1، حيث توجد فيها مستودعات للجيش السوري وحزب الله، وتتجه الأسلحة للوصول للحزب في لبنان، وتبعد 20 كم عن المعبر البري الرئيسي من سوريا إلى لبنان قرب جديدة اليابس.
تزعم الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن من قام بذلك الهجوم باستخدام صواريخ أطلقت من الأرض، وليس هجوما جويا، هدف على ما يبدو لعدم اختبار الأنظمة الدفاعية المتوفرة لدى سوريا من جهة، ومن جهة أخرى عدم إحراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد القمة الأخيرة التي جمعته مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت وبوتين.
رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي، ذكر أن "الهجوم تركز في الطريق المنحدر باتجاه وادي لبنان إلى العاصمة بيروت، لأن معظم عمليات تهريب الأسلحة القادمة من إيران إلى سوريا تتم من هناك، حيث يتم نقلها إلى لبنان في شاحنات ومركبات على الطريق الرئيسي، وإذا كانت الحمولة صغيرة بما يكفي، فيتم الاكتفاء بالطرق الجانبية، ومنذ عدة سنوات استخدمت هذه المنطقة الجبلية كممر تهريب لتسلح حزب الله".
اقرأ أيضا: قصف إسرائيلي على ريف دمشق والنظام يعلن التصدي
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الهجوم الإسرائيلي تم بصواريخ أرض- أرض أطلقت من الجولان، لأن السوريين والروس لديهم مجموعة كثيفة جدًا من الرادارات وبطاريات صواريخ أرض- جو في هذه المنطقة، تعرف كيفية اعتراض الصواريخ، مع العلم أنه عادة ما يتم تنفيذ الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، لأن الهجمات في لبنان قد تعطي ذريعة للحزب لتنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل، كما هدد زعيمه حسن نصر الله مرارًا وتكرارًا".
يمكن الحديث بكثير من الثقة أنه لا مصلحة لإسرائيل الآن في الدخول في مواجهة مع لبنان، لذا فهي تفضل مهاجمة شحنات السلاح في الأراضي السورية قبل وصولها الأراضي اللبنانية، مع العلم أنه عند مهاجمة إسرائيل لأهداف داخل الأراضي السورية، فمن الممكن أن تكون المعلومات المتعلقة بشحنة الأسلحة التي تكون على وشك الانطلاق تم الحصول عليها قبل وقت قصير من موعد انطلاقها.
ورغم رغبة المهاجم الإسرائيلي في تجنب مواجهة عسكرية مفتوحة، لكنها لم تنتظر حلول الليل، بل نفذت الهجوم في وضح النهار، ويمكن التقدير أن الهجوم تم باستخدام صواريخ أرض- جو حتى لا تتحدى منظومة الدفاع الجوي الكثيفة حول دمشق، لأنه قد يتسبب بإحراج الروس الذين يساعدون السوريين في تشغيل أحدث البطاريات المضادة للطائرات التي قدموها لهم منذ زمن لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية.
الجدير ذكره أن هذه المنظومات تستطيع التعرف عند إقلاع طائرة، حتى لو كانت داخل إسرائيل، قبل إطلاقها، ما يمنح منظومة الدفاع الجوي السوري الروسي مزيدًا من الوقت لاعتراضها، لاسيما أن روسيا معنية بتسويق منتجاتها من الصناعات العسكرية؛ خشية أن تنال من سمعتها، لأن الصادرات العسكرية الروسية مصدر دخل مهم للاقتصاد الروسي، ومن المحتمل أن تكون القضية طرحت مؤخرًا في محادثات بوتين وبينيت.
تقييم إسرائيلي مبكر لنتائج قمة بينيت-بوتين في موسكو
هذه مخاوف إسرائيل من اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله
معهد: مخاطر كبيرة تحيط بإسرائيل قد تدفعها لحرب شاملة