أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي الثلاثاء حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد بعدما سيطر متمردو جبهة "تحرير شعب تيغراي" على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدم نحو العاصمة على ما يبدو، كما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وتهدف "حالة الطوارئ إلى حماية المدنيين من الفظائع التي ترتكبها جماعة جبهة تحرير شعب تيغراي في أجزاء عدة من البلاد". بحسب المجلس.
جاء هذا الإعلان بعد يومين من حث رئيس الوزراء أبي أحمد المواطنين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وطلبت السلطات في أديس أبابا من السكان تسجيل الأسلحة وإعداد الدفاعات.
اقرأ أيضا: قوات تيغراي تدرس "الزحف" نحو أديس أبابا
قلق دولي
على إثر التطورات في البلد الأفريقي، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية" هناك، معربا عن قلقه البالغ بشأن تصاعد العنف وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وبحسب بيان أصدره ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فقد "جدد غوتيريش دعواته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة، وإجراء حوار وطني شامل لحل هذه الأزمة وإرساء أسس السلام والاستقرار في جميع أنحاء أثيوبيا".
وبدورها، أوصت الولايات المتحدة رعاياها في إثيوبيا بالاستعداد لمغادرة البلاد بسبب تردي الوضع الأمني هناك.
وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية: "الوضع الأمني في إثيوبيا تدهور بشكل كبير خلال الأيام الماضية مع استمرار تصعيد النزاع المسلح والاضطرابات المدنية في أقاليم أمهرة وعفر وتيغراي".
وأضاف البيان: "نوصي بقوة بأن يعيد المواطنون الأمريكيون النظر بجدية في السفر إلى إثيوبيا وأن يفكر الموجودون حاليا هناك في اتخاذ الاستعدادات للمغادرة".
وأكد البيان أنه "يحظر حاليا على موظفي السفارة الأمريكية السفر خارج حدود العاصمة أديس أبابا".
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد إزاء الوضع في إثيوبيا، داعيا إلى وقف زحف التيغراي وحلفائهم نحو العاصمة، من جهة، وحشد أديس أبابا للتجنيد، من جهة ثانية.
جاء ذلك في تغريدة لجوزيب بوريل، ممثل الاتحاد الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
اقرأ أيضا: خبير أفريقي لـ"عربي21": حرب "تيغراي" قد تؤدي لتفكك إثيوبيا
وقال بوريل: "يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا. نحن نعارض أي تحركات من قبل جبهة تحرير شعب تيغراي أو جبهة تحرير أورومو لمهاجمة أو محاصرة أديس أبابا".
وتابع: "لن تؤدي التعبئة الجماهيرية من قبل الحكومة إلا إلى جر البلاد ومواطنيها إلى مزيد من الحرب الأهلية والتفكك".
ويشهد إقليم تيغراي حربا مستمرة منذ العام الماضي، جراء التنافس السياسي بين قادته وآبي أحمد، ما أسفر عن مأساة إنسانية.
ويقول معارضو أحمد إنه يريد الاستبداد بالسلطة بعد أن تجاوز صلاحياته كرئيس توافقي لحكومة انتقالية، وصولا لإعادة انتخابه مؤخرا، فيما تقول أديس أبابا إنها تواجه تمردا في بعض الأقاليم، ولا سيما من قبل قادة التيغراي الذين سبق أن حكموا البلاد لسنوات طويلة رغم أنهم يمثلون عرقية ينتمي لها 6.1 بالمئة فقط من السكان.
قوات تيغراي تدرس "الزحف" نحو أديس أبابا
الحكومة الإثيوبية تطلق معركة لاستعادة مدينة استراتيجية
قوات تيغراي تعلن السيطرة على بلدة استراتيجية.. الحكومة تنفي